
خبير السياسات الفلاحية فوزي الزياني: - محصول الزيتون سيكون قياسيا بين 450 و500 ألف طن - لأكثر من 3 آلاف سنة وتونس عريقة في إنتاج الزيتون وزيت الزيتون استهلاكا وتصديرا - تونس فيها 2 مليون هكتار مزروعة بالزيتون أي 40 بالمئة من المساحات المزروعة بعموم البلاد - 200 ألف مزارع يشتغل بالقطاع ونحو مليون مواطن له علاقة مباشرة وغير مباشرة بالزيتون المزارع عبد الله بن منصور: - التحضيرات لموسم الجني تتم منذ أواخر أغسطس ومدينة صفاقس معروفة بغراسة الزيتون - أجور العمال باليومية 10 دولار بينما يحصل العمال الثابتون شهريا على 300 دولار
يستبشر مزارعو الزيتون في تونس خيرا بموسم استثنائي لتحطيم رقم قياسي بحصاد نحو 500 ألف طن، ما يضع البلاد في المرتبة الثانية على صعيد إنتاج وتصدير زيت الزيتون بعد إسبانيا.
وتبرز صفاقس بين أهم الولايات التونسية لإنتاج وتصدير زيت الزيتون، حيث كان يطلق عليها سابقا اسم "بورصة الزيتون" التي يجري فيها تجميع وتصدير الزيتون إلى مختلف دول العالم.
** صفاقس.. أرض الزيتون
وفق معطيات رسمية، بدأ العمل على زراعة الزيتون في ضيعة الشعال بولاية صفاقس منذ عام 1892، ليصل اليوم إجمالي المساحة المزروعة نحو 18 ألف هكتار بها 400 ألف شجرة زيتون، في ثاني أكبر غابة زيتون في العالم.
عبد الله بن منصور، فلاح من معتمدية منزل شاكر الواقعة على بعد نحو 50 كلم شمال غرب صفاقس، التقته الأناضول هو يشرف على عملية الجني بمزرعته، فقال: "مدينة صفاقس معروفة من القدم بغراسة الزيتون منذ عهد الاستعمار (الفرنسي 1881-1956)".
وأوضح أنه جرى حينها إنشاء عدة ضيع كبرى في صفاقس مثل "الشعال" و"السلامة" و"بوزويتة" التي تم استصلاحها من قبل فرنسيين.
وأضاف: "التحضيرات لموسم الجني تتم من أواخر أغسطس/ آب بحراثة الضيعة وتنظيم كيفية الجني وتحضير العمال نفسيا للعمل".
وبخصوص أجور العمال، قال بن منصور: "الأجور تختلف بين العمال الموسميين والثابتين، فأجرة اليوم بـ30 دينار (10 دولارات)، بينما يحصل العمال الثابتون شهريا على 900 دينار (300 دولار)".
** محصول قياسي
فوزي الزياني، خبير السياسات الفلاحية، تحدث للأناضول عن الموسم الحالي للزيتون قائلا: "محصول الزيتون سيكون قياسيا بين 450 ألفا و500 ألف طن، وتونس ستكون ثاني منتج ومصدر لزيت الزيتون بعد إسبانيا".
وأضاف: "بهذا الانتاج الوفير سيكون لنا تفوق في العالم بشكل ملفت للانتباه، لأن الزراعات المروية في تونس تتكاثر شيئا فشيئا، والمرتبة الثانية ستكون لتونس".
** نشاط عريق ومصدر رزق
وقال المزارع الزياني: "تونس من عهد الدولة القرطاجية (814 ق.م-146 ق.م) مشهورة بإنتاج الزيتون، ولأكثر من 3 آلاف سنة وتونس عريقة في إنتاج الزيتون وزيت الزيتون استهلاكا وتصديرا".
وأضاف: "جهة صفاقس تتبوأ المكانة الأولى هذا العام بـ108 آلاف طن من زيت الزيتون، خاصة وهي تشتهرة بالغراسات البعلية المطرية".
وقال الزياني: "تونس فيها 2 مليون هكتار مزروعة بالزيتون، أي 40 بالمئة من المساحات المزروعة (المقدرة بنحو 5 ملايين هكتار بعموم تونس)، وهناك 200 ألف مزارع يشتغل بالقطاع ونحو مليون مواطن له علاقة مباشرة وغير مباشرة بالزيتون".
** تحديات
ورغم وفرة المحصول، أشار الزياني إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا على مستوى المكاسب التي يحققها الفلاحون، موضحا أن "التكاليف أصبحت لا تغطيها عمليات البيع".
وأوضح أنه منذ المواسم الماضية وحتى بداية الموسم الحالي "كانت مكاسب الفلاحين قليلة مقارنة مع كلفة الانتاج التي ترتفع من سنة إلى أخرى".
وتابع: "على المستوى الداخلي، لتر زيت الزيتون يباع من 12 إلى 14 دينار تونسي (4-4.6 دولارات) وهذا لا يغطي كلفة الإنتاج عند المزارع خاصة للزراعات البعلية المطرية".
وشدد على أهمية أن تتدخل الدولة لمساعدة المزارعين "على غرار بقية الدول مثل إسبانيا التي تتدخل عند تدهور الأسعار لدعم الفلاح حتى لا يغادر المهنة".
** التمويل ضرورة
واعتبر الزياني أن "أول حل لمشاكل القطاع هي تمويله بنحو 3 مليارات إلى 4 مليارات دينار (أكثر من مليار دولار) ضرورية ليصبح الفلاح في أريحية أثناء الانتاج ولا يفرط في انتاجه، ويستفيد من ذلك أيضا أصاحب المعاصر بشراء تجهيزات جديدة تساعدهم في إنتاج زيت الزيتون".
ويرى الزياني أن "التمويل هو العصب الحقيقي لكل عملية اقتصادية".
وقال: "بدون تمويل يبقى القطاع هشا إلى أبعد الحدود، وسنبقى تابعين لدول أجنبية خاصة وأننا نبيع أغلب الانتاج لمزاحمين لنا مثل إسبانيا ولإيطاليا".
وقبل أيام، اجتمعت اللجنة الوطنية لمتابعة موسم جني وتحويل الزيتون، بإشراف وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، عزالدين بن الشيخ، الذي أشار إلى "تيسير العمل لنقل وترويج منتجات الفلاحة ومنها زيت الزيتون خارج مناطق الإنتاج"، وفق بيان للوزارة.
وشدد على ضرورة تضافر كل الجهود لإنجاح الموسم.
وفي ما يتعلق بالتمويل، أكدت اللجنة على "تيسير التمويل، مع الارتفاع المنتظر لنسق الجني والتحويل خلال الأسابيع المقبلة".
وأوضحت أن "نسق التصدير يعتبر جيدا مع بداية الموسم، مع الحرص على مزيد من العمل على تثمين الزيت عند الترويج بما يضمن القيمة الحقيقية والنوعية الجيدة لزيت الزيتون التونسي".
ووفق احصائيات نشرها المرصد الوطني للفلاحة (حكومي) نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قدّرت عائدات تصدير زيت الزيتون منذ بداية الموسم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وحتى سبتمبر/ أيلول 2025، بـ3.59 مليارات دينار (1.21 مليار دولار) لأكثر من 268 ألف طن من زيت الزيتون.






