
الحملة جمعت تبرعات تجاوزت 205 ملايين دولار
شارك الرئيس السوري أحمد الشرع، السبت، في فعاليات حملة "فداءً لحماة"، وقال إن المدينة "أعطت درسا عظيما للأمة جمعاء في التضحية والفداء"، وخاصة عقب مجزرة النظام المخلوع عام 1982.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس السوري خلال مشاركته بالفعالية التي عقدت بمدينة حماة (وسط)، وجمعت تبرعات تجاوزت 205 ملايين دولار، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا".
وقال الشرع، إن حماة "أعطت درسا عظيما للأمة جمعاء في التضحية والفداء. وتحدي بنائها يتطلب وحدة السوريين"، حسب "سانا".
وعن الثورة السورية، أشار إلى أن "ريف حماة كان له دور عظيم في نجاحها، ودفع ثمنا كبيرا نصرة لها، وكل من يشارك ويساهم في بناء البلدات المهدمة ويساعد في إعادة الناس إلى دورهم وبيوتهم ومزارعهم له الشرف العظيم".
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000- 2024)، الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ (1970- 2000).
وخلال الحقبتين فرض نظام البعث قبضة أمنية خانقة وارتكب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، ما جعل السوريين يعتبرون يوم خلاصهم من حكمه عيدا وطنيا.
وأوضح الشرع، أن "سر نجاح المعركة كان الائتلاف بين الفاعلين في الثورة السورية".
وتابع: "تحدي البناء اليوم يتطلب وحدة السوريين وتضافر جميع الجهود في معركة البناء والازدهار".
ولفت إلى أن "تحرير حماة كان "فارقا كبيرا في سير المعركة، وحماة مدرسة في التضحية والصبر والتحرير، والآن نبني مستقبلنا بناءً على الماضي الأليم".
وشدد الشرع، على أن "جرح حماة لم يكن يعني أهل حماة فحسب بل يعني كافة السوريين، وهو جرح استمر لأكثر من 40 سنة"، في إشارة إلى المجزرة التي ارتكبتها قوات نظام الأسد في فبراير/ شباط 1982.
وفي أواخر يناير/ كانون الثاني 1982، بدأت قوات نظام الرئيس الأسبق حافظ الأسد، حصار مدينة حماة تحت ذريعة القضاء على ما أسماه النظام "تمردا" قادته جماعة "الإخوان المسلمين".
وتمركزت الوحدات العسكرية والمدرعات على التلال والمناطق المرتفعة المحيطة بالمدينة، وبتوجيه من رفعت الأسد، شقيق حافظ، بدأت المجزرة في 2 فبراير 1982، بقصف جوي ومدفعي مكثف استهدف الأحياء السكنية.
ووفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، قامت قوات الأسد بقتل نحو 40 ألف مدني خلال عمليات القصف والإعدامات الميدانية التي نفذتها في حماة.
كما اختفى أكثر من 17 ألف مدني بعد اعتقالهم من منازلهم، ويُعتقد أن العديد منهم قُتل داخل سجن تدمر (الصحراوي) سيئ الصيت.
وأدى القصف العنيف إلى تدمير عدة أحياء بالكامل، حيث أُزيلت عن الوجود أحياء: السخانة والكيلانية والعصيدة والشمالية والزنبقي، وبين الحارين، بينما تعرضت أحياء أخرى مثل البارودية، والباشورية، والأميرية لتدمير بنسبة 80 بالمئة.






