
وفق كايا كالاس، بمؤتمر صحفي عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد عبر الفيديو، لبحث خطة السلام بين أوكرانيا وروسيا..
قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، الأربعاء، إنّ وقف الحرب الروسية الأوكرانية يتطلب "تقييد الجيش الروسي وميزانيته العسكرية".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته كالاس عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عبر الفيديو، والذي خُصص لبحث مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا.
وأفادت كالاس بأن "الجميع يريد انتهاء الحرب، لكن من المهم أيضاً كيفية انتهائها"، وأردفت: "يجب أن نتذكر أن هناك معتديا وضحية، وقفٌ فوري وغير مشروط لإطلاق النار يجب أن يكون الخطوة الأولى نحو إنهاء الحرب".
واستدركت بالقول: "لكننا لا نرى حالياً أي مؤشر على استعداد روسيا لوقف إطلاق النار. روسيا لا تنسحب، بل على العكس، تزيد من تضخيم آلتها العسكرية".
وأضافت أن الوضع الحالي الذي "تبدو فيه روسيا وكأنها تفاوض" يجب أن يتحول إلى وضع تُجبر فيه موسكو على التفاوض فعلياً، مشيرة إلى وجود تقدم في هذا الاتجاه.
وقالت كالاس إن العقوبات الأمريكية والأوروبية كانت لها تأثيرات كبيرة على الاقتصاد الروسي، ورأت أنه "لزيادة فرص السلام يجب أن نزيد الضغط على روسيا".
وشدّدت على أن "الروايات التي تزعم أن أوكرانيا خسرت الحرب لا أساس لها على الإطلاق"، مشيرة إلى أنه "إذا كنا نريد ضمان أفضل نتيجة لأوكرانيا وأوروبا، فعلينا أن نحافظ على موقفنا لكن مع تسريع وتيرتنا، وهذا يعني مزيداً من العقوبات التي تنزع من روسيا قدرتها على شن الحرب، فضلاً عن المزيد من الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا."
وأوضحت المسؤولة الأوروبية أن استخدام الأصول الروسية المجمّدة لتلبية الاحتياجات المالية لأوكرانيا هو "النهج الأكثر منطقية"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل تقديم ضمانات أمنية لكييف.
ولفتت إلى أن الضمانات الأمنية الحالية ليست كافية، وأن هناك خطراً من استمرار "العدوان الروسي".
وأكملت: "لذلك يجب أن نركز على التنازلات التي ستوقف العدوان الروسي بشكل دائم وتضمن عدم محاولته تغيير الحدود بالقوة، يجب أن يكون تركيزنا على ما يجب أن تفعله روسيا، وليس على ما ستضطر أوكرانيا للتنازل عنه".
وأشارت إلى أن التهديد الذي تشكله روسيا يتجاوز أوكرانيا، مؤكدة أن تعزيز الدفاع الأوروبي "أمر بالغ الأهمية" لهذا السبب.
وفيما يتعلق بخطة السلام الأمريكية، قالت كالاس إن "مسودة الخطة تحتوي على بنود تصب في مصلحة روسيا، ومن الواضح أنها كُتبت من منظور روسي".
وأضافت أنه لا توجد في المسودة أي التزامات أو تنازلات مطلوبة من روسيا، قائلة: "علينا النظر إلى ما يجب أن تتحمل روسيا مسؤوليته على المدى الطويل. تركيزنا يجب أن يكون على ما يفعله الطرف المعتدي".
ورداً على سؤال بشأن تضمّن الخطة الأمريكية بنوداً لتقييد الجيش الأوكراني دون الإشارة إلى الجيش الروسي، قالت: "إذا كنا نريد توقف الحرب الروسية الأوكرانية، فيجب تقييد الجيش الروسي وميزانيته العسكرية".
وتابعت: "إذا كنت تنفق ما يقرب من 40 بالمئة من ميزانيتك على الدفاع، فستستخدم هذه القوة مرة أخرى في يوم ما. وهذا تهديد لنا جميعاً".
وأردفت: "لذلك يجب أن ينصبّ التركيز على القيود والتنازلات التي ستقبل بها روسيا. تحديد حجم جيش أي دولة هو مسألة سيادة، لذلك لا ينبغي أن نقع في فخ الرواية الروسية التي تتحدث عن تقييد الجيش الأوكراني".
وعن إمكانية الحديث عن سلام عادل ودائم في أوكرانيا، شددت كالاس على الحاجة إلى مثل هذا السلام لمنع تكرار الحرب وانتشار الصراع بشكل أكبر.
والأحد، أعلن البيت الأبيض عن مسودة خطة سلام مُحدَّثة ومنقَّحة عقب مباحثات بين الوفدين الأمريكي والأوكراني لمناقشة خطة ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، دون الكشف عن تفاصيل الخطة المحدثة.
والجمعة، نشرت وكالة "أسوشييتد برس" نسخة من خطة مكونة من 28 بندا قالت إن الإدارة الأمريكية أعدتها لإنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وبحسب تقارير إعلامية، اعترضت كييف على عدة بنود في الخطة المقترحة، منها ما يتعلق بتخلي أوكرانيا عن أراضٍ إضافية في الشرق، وقبولها بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" نهائيًا.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.






