مهرجان داري.. تشاد تستعد للاحتفاء بتنوّعها الثقافي

14:024/12/2025, Perşembe
أخرى
مهرجان داري.. تشاد تستعد للاحتفاء بتنوّعها الثقافي
مهرجان داري.. تشاد تستعد للاحتفاء بتنوّعها الثقافي

بدعم رسمي من أعلى المستويات في الدولة

تستعد العاصمة التشادية نجامينا لاستضافة فعاليات مهرجان داري بين 20 ديسمبر/كانون الأول 2025 و4 يناير/كانون الثاني 2026، في تظاهرة ثقافية واسعة تُبرز الغنى المتنوع للتراث التشادي. ويقام المهرجان بمشاركة جميع ولايات البلاد الـ23، وبدعم رسمي من أعلى المستويات في الدولة، ما جعله حدثًا رئيسيًا للاحتفال بالوحدة الوطنية من خلال الرقص والفنون والتقاليد والمهارات التي تشكّل روح تشاد. ومن المتوقع أن يكون برنامج هذا العام من بين أكثر النسخ طموحًا، مع حضور فنانين وزوار وضيوف من مختلف أنحاء البلاد وخارجها.


النسخة السابعة.. شعارها الوحدة والهوية


وتنطلق النسخة السابعة من المهرجان في ساحة الأمة بنجامينا، بموجب إعلان رسمي أدلى به وزير الثقافة والسياحة أباكار روزي تغيل في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2025. ويحمل مهرجان هذا العام شعار “الاحتفاء بهويتنا المتعددة”، في رسالة تهدف إلى الاعتراف بالتنوع الإثني والثقافي والتاريخي لتشاد، وإبرازه ضمن مشروع وطني جامع.


ويؤكد المنظّمون أن المهرجان يشكل مساحة للتمازج الوطني، حيث تجتمع مختلف المكونات المجتمعية لتبادل التجارب وإبراز الإبداع، مع جمع الشباب والفنانين والحرفيين والمؤسسات العامة تحت سقف واحد.


محطة رئيسية في بناء الهوية الوطنية


منذ إطلاقه عام 2018، وحصوله على صفة رسمية في العام التالي، تحوّل مهرجان داري إلى أحد أهم الأحداث الثقافية في البلاد. وتشارك جميع ولايات تشاد الـ23 في كل نسخة، مقدّمة مزيجًا حيًا يجسّد فسيفساء البلاد الثقافية.


ويعرض المهرجان أشكالًا متنوعة من
الفنون، تشمل الرقصات التقليدية والحرف اليدوية والمأكولات المحلية والفنون البصرية، إضافة إلى الرواية الشفوية والأزياء واللغات المتعددة. كما يُنظر إليه كرمز قوي للوحدة الوطنية والفخر بالهوية المشتركة، تحت إشراف وزارة الثقافة والسياحة.

أرقام مشاركة متصاعدة واهتمام متنامٍ


تزايدت شعبية مهرجان داري بشكل ملحوظ منذ نسخته الأولى. إذ استقبلت النسخة الثانية نحو 300 ألف زائر وشارك فيها أكثر من 150 فنانًا، فيما سجّلت النسخة الثالثة في بعض أيامها أكثر من 37 ألف زائر، ما يعكس تنامي الاهتمام الشعبي بالمهرجان.


ويُسهم هذا الإقبال الواسع في تنشيط الحركة الاقتصادية لصالح الحرفيين والمطاعم والفنادق وقطاع الثقافة. ومن المتوقع أن تشهد نسخة 2025–2026 ارتفاعًا إضافيًا في عدد المشاركين، بدعم الوعي الوطني المتزايد ومشاركة وفود فنية من دول أفريقية عدة.


كما يعكس حضور الفنانين الدوليين في النسخ الماضية توسّع تأثير المهرجان على المستوى الإقليمي.


رعاية رسمية عالية المستوى


يحظى مهرجان داري منذ تأسيسه بدعم متواصل من الدولة، ومن المنتظر أن يشارك الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو في حفل الافتتاح، كما حدث في الدورات السابقة، في خطوة تؤكد الدور الاستراتيجي للمهرجان في ترسيخ الهوية الوطنية.


ويمنح حضور الرئيس وزنًا مؤسساتيًا للمناسبة ويبرز دورها في تعزيز التماسك الاجتماعي والسلام والتضامن الوطني. ويجري تنظيم المهرجان بشراكة بين وزارة السياحة والثقافة والهيئة الوطنية للنهوض بالفنون التقليدية (ONPTA)، لضمان تمثيل جميع الولايات وإبراز خصوصياتها الثقافية.


تلاقي التراث والإبداع المعاصر


يمثّل مهرجان داري مساحة لقاء فريدة؛ إذ تستعرض كل ولاية موروثها الثقافي من رقصات طقوسية وموسيقى قديمة وحرف تقليدية وصناعات خزفية ونسيج ومجوهرات وروايات شفوية وأطباق محلية وأزياء تراثية.


ولا يقتصر الحدث على الموروث القديم، بل يشجع أيضًا الإبداع المعاصر، حيث يشارك فيه موسيقيون شباب ورسامون ومصممون وفنانو أداء يعرضون أعمالهم ويشكّلون جسرًا بين التقليد والحداثة. هذا التداخل يجعل المهرجان مساحة تعكس ماضي تشاد وحاضرها ومستقبلها في آن واحد.


كما تحوّل مشاركة فناني دول الجوار داري إلى ملتقى ثقافي دولي ومنصة دبلوماسية ثقافية إقليمية.


رافعة للتماسك الاجتماعي والسياحة


في بلد متعدد الإثنيات واللغات مثل تشاد، يلعب مهرجان داري دورًا محوريًا في تعزيز ثقافة السلام والحوار والتعايش. ويساهم جمع مختلف الفئات في احتفال مشترك في ترسيخ الانتماء الوطني وتعزيز التضامن المجتمعي.


كما يُعد المهرجان محركًا اقتصاديًا مهمًا، إذ ينعش السياحة الداخلية والخارجية، ويدعم الحرفيين، ويوفر فرصًا للشباب، ويحرّك الصناعات الثقافية، ويساعد في التعريف بالهوية المتعددة للبلاد على المستوى الدولي.


احتفاء بروح تشاد


وتبدو نسخة 2025–2026 مرشحة لتكون موعدًا استثنائيًا للاحتفاء بروح تشاد وإبداعها وتراثها. وفي وقت تكتسب فيه قضايا الهوية اهتمامًا عالميًا، تختار تشاد إبراز تعدديّتها بوصفها مصدر قوة.


وبمشاركة جميع الولايات، ودعم المواهب الشابة، وانضمام فنانين من عدة دول، يسعى مهرجان داري إلى تعزيز الوحدة الوطنية ونقل الثقافة التشادية إلى ما وراء الحدود.

#مهرجان داري
#تشاد
#الفنون