ثلاث دول، ثلاثة قادة، ثلاثة تهديدات.. سوف تتزايد حوادث سقوط الطائرات وهجمات المسيّرات المقاتلة.. إسرائيل واليونان والجانب الرومي من قبرص أنشأوا “قوة التدخل السريع”.. المسيّرات التي “تضل طريقها”، وهجمات داعش، وقضية تنظيم واي بي جي الإرهابي.. سيتم إدارتها من هذا المركز

08:0025/12/2025, الخميس
تحديث: 31/12/2025, الأربعاء
إبراهيم قراغول

قبل أيام، تحطّم في أنقرة طائرة خاصة كانت قد استؤجرت من مالطا، وكانت تقلّ وفدًا عسكريًا ليبيًا. ولقي خمسة أشخاص مصرعهم، بينهم رئيس الأركان الليبي الفريق أول محمد علي الحداد وقائد القوات البرية فيتوري الغريبل. كان وفد طرابلس قد أجرى في اليوم نفسه اتصالات عسكرية في تركيا، حيث التقى وزير الدفاع يشار غولر وقادة القوات. وجاءت هذه الاتصالات بعد قرار تمديد مهمة القوات التركية في ليبيا لعامين إضافيين. لماذا أصبحت ليبيا محور التركيز؟ المعادلة التركية ـ الليبية في المتوسط تُستهدف. أعلنت السلطات التركية والليبية

قبل أيام، تحطّم في أنقرة طائرة خاصة كانت قد استؤجرت من مالطا، وكانت تقلّ وفدًا عسكريًا ليبيًا. ولقي خمسة أشخاص مصرعهم، بينهم رئيس الأركان الليبي الفريق أول محمد علي الحداد وقائد القوات البرية فيتوري الغريبل.

كان وفد طرابلس قد أجرى في اليوم نفسه اتصالات عسكرية في تركيا، حيث التقى وزير الدفاع يشار غولر وقادة القوات. وجاءت هذه الاتصالات بعد قرار تمديد مهمة القوات التركية في ليبيا لعامين إضافيين.


لماذا أصبحت ليبيا محور التركيز؟

المعادلة التركية ـ الليبية في المتوسط تُستهدف.


أعلنت السلطات التركية والليبية أن الطائرة سقطت بسبب خلل فني، وأن لجنة تحقيق مشتركة شُكّلت. وقد أثار الحادث حزنًا عميقًا لدى الجانبين. حتى خليفة حفتر، الذي يخوض حربًا ضد حكومة طرابلس، قدّم تعازيه.


وفي الأسبوع نفسه، ذكرت مصادر باكستانية توقيع حزمة عسكرية بقيمة 4.6 مليار دولار بين إدارة حفتر وباكستان. وكان نجل حفتر، صدام، مع وفد عسكري في باكستان لإقامة علاقات عسكرية واسعة.


تركيا على علاقة وثيقة مع حكومة طرابلس، لكنها بدأت في الفترة الأخيرة أيضًا بتطوير علاقات راسخة مع إدارة شرق ليبيا. كان أبناء حفتر يزورون تركيا، وتُبرم اتفاقيات اقتصادية، وتُجرى زيارات متبادلة لوفود عسكرية، وتُوقّع اتفاقيات لتزويد الجيش الليبي بما يعزّز قدراته.


لقد أقامت تركيا وليبيا معادلة مشتركة في المتوسط، وكان التقارب مع إدارة حفتر سيجعل هذه المعادلة أكثر قوة. ومن هنا يجب الانتباه جيدًا إلى أسباب تركيز الأحداث على ليبيا.


“ليبيا واحدة” والرد القاسي على أثينا!


إدارة حفتر أيضًا أعلنت دعمها لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، وردّت بشدة على ضغوط اليونان لمنع المصادقة عليه.


الهدف النهائي لتركيا كان على الأرجح جمع الطرفين، ومنع تقسيم ليبيا، وبناء “ليبيا واحدة”، وتحويل تركيا وليبيا إلى قوة مشتركة في شرق المتوسط — وكان هذا يجري على أرضية صحية.


هجمات على السفن وتحركات للطائرات المسيّرة…

احتمال “الطرف الثالث” يجب أن يُطرح على الطاولة.


المثير أن طائرات مسيّرة مجهولة أو غير مُعرَّفَة بدأت تظهر في الأجواء التركية بعد سقوط طائرة الشحن العسكرية التركية في جورجيا.


ومع تصاعد الهجمات على السفن التجارية في البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا، ازداد نشاط المسيّرات، وكانت هذه الطائرات إمّا تُسقط وإمّا تسقط داخل الأجواء التركية.


خطوات تُتّخذ لتحويل البحر الأسود إلى “بحر حرب”، وتركيا تحذّر الأطراف، فيما تتزايد الضغوط من أجل السلام بين روسيا وأوكرانيا، في وقت تشتد فيه رياح الحرب بين أوروبا وروسيا.


وعندما تقع هجمات على السفن وتتحرك المسيّرات، تُوجَّه الأنظار إلى روسيا وأوكرانيا، لكن احتمال “دولة ثالثة” لا يُفتح للنقاش.


هل يمكن أن تكون هذه الطائرات تابعة لدولة عضو في الناتو؟

هل يمكن أن تكون لإسرائيل التي تتمركز في القوقاز وبحر إيجه؟

هل يمكن أن تكون عمليات سرّية تُقدّم وكأنها “روسية”؟


هذه الاحتمالات لا تُطرح — ربما لتجنّب نتائج أخطر.


“إيقاف تركيا” بوسائل قاتلة… دول تتحرك!


قد تبدو هذه أحداثًا منفصلة. لكن في زمن العواصف العالمية، وتوسّع جبهات الصراع شمال تركيا وجنوبها، لا يمكن تفسير شيء بمجرد “صدفة” أو “حادث”.


منذ مدة وأنا أتحدث عن الجبهات الجديدة التي تُقام حول تركيا — وهي في الحقيقة جزء من خطة متعددة وممنهجة لمحاصرتها.


وأراقب الدول التي تتعبأ لمنع تمدد القوة التركية من جنوب آسيا إلى وسط إفريقيا، ومن البحار إلى المحيطات — ويبدو أنها مستعدة لاستخدام وسائل شديدة الخطورة.


ثلاث دول، ثلاثة قادة، ثلاثة تهديدات:

جبهة حرب ضد تركيا…


قبل يوم من حادثة الطائرة، اجتمع قادة إسرائيل واليونان والجانب الرومي القبرصي في القدس الغربية، وأعلنوا إقامة جبهة مشتركة ضد تركيا. وكانوا يجتمعون سرًا من قبل، لكنهم حوّلوا الأمر الآن إلى “عرض علني”.


لم يعد الهدف مجرد التعاون في شرق المتوسط؛ بل تشكيل “جبهة ضد تركيا”.


يقومون بخطوات تُعدّ “أسباب حرب”: عسكرة شرق المتوسط، تحويل قبرص إلى قاعدة ضد تركيا، تسليح جزر بحر إيجه بأسلحة إسرائيلية، ونشر أنظمة الصواريخ الإسرائيلية في اليونان والجزر.


وسّعوا الجبهة حتى البحر الأسود.


هذه الاستعدادات — التي تُغذّيها يوميًا أطروحات “الخوف من تركيا” في الإعلام الإسرائيلي واليوناني — تحوّلت إلى حرب غير مُعلنة.


كما أن استخدام الوجود العسكري الأمريكي في بلغاريا ورومانيا كرافد لوجستي أمر واضح — ما يعني أن الجبهة تمتد حتى البحر الأسود.


قبل عملية ضد تنظيم واي بي جي الإرهابي…

إسرائيل قد تُقدم على “جنون”.


في سوريا، تنتهي المهلة المعطاة لتنظيم واي بي جي الإرهابي (قسد) في 31 كانون الأول. على تركيا وسوريا إزالة هذا الوجود من أجل وحدة البلاد.


ومن المعلوم أن التنظيم يُدار مباشرة من إسرائيل، وأن محاولات تقسيم سوريا عبره تعني عمليًا دفع الأمور نحو تقسيم تركيا كذلك.


ومع اقتراب موعد العملية ضد التنظيم، يسود اعتقاد بأن إسرائيل قد تُقدِم على مغامرات جديدة.


الريبة ستفتح أمامنا الطرق الصحيحة.


تركيا متقدمة في تقنيات الحرب الإلكترونية، وقد باعت مؤخرًا منظومة “كورال” لبولندا — وهي منظومة تعمي العدو من الجو.


غير أن ما فعلته إسرائيل في طهران قدّم نماذج لبلدان كثيرة، وتركيا بالتأكيد أخذت ما يلزم من العِبر.


في مثل هذه المرحلة، ازدياد اختراقات المسيّرات للأجواء التركية وتزايد حوادث سقوط الطائرات أمر لافت.


صحيح أن كثيرًا منها “حوادث”، لكن في ظل التوتر الإقليمي، ينبغي ألا نغلق أي ملف تحت عنوان “حادث” بسهولة.


“قوة التدخل السريع” ستتحول إلى مقرٍّ للإرهاب.

وقد تزيد حوادث المسيّرات والطائرات.


أتوقع شخصيًا في الأيام المقبلة زيادة في حوادث الطائرات وتحركات المسيّرات، وألفت الانتباه خصوصًا إلى “العناوين الثالثة” وإلى “العامل الإسرائيلي”.


إسرائيل واليونان والروم أنشؤوا ما يسمّى “قوة التدخل السريع”. قد يظن البعض أنها قوة استعداد للحرب، لكنني أراها بنية للعمليات السرّية — بنية إرهابية ستُنفّذ عبرها عمليات وتفجيرات.


زيادة هجمات داعش، ومنع العملية ضد التنظيم…


ستعمل هذه القوة وفق أولويات إسرائيل وأساليبها؛ ما يعني احتمال زيادة هجمات داعش.


وقد تم أمس ضبط “حافلة ذخيرة” في دüzce محملة بآلاف الأسلحة، بينما تحذّر الأجهزة الأمنية من هجمات محتملة في أماكن مزدحمة.


هذا يعني: تعطيل التفاهمات، زيادة الهجمات، ومنع العملية ضد تنظيم واي بي جي الإرهابي بعد 31 كانون الأول — مع الإيحاء بصيَغ “أذكى”، لكنها في الجوهر تابعة للأجندة الإسرائيلية.


موجة إرهاب جديدة:

استهداف مدنيين، منشآت، وموانئ…


الأخطر، أن نوعًا جديدًا من الهجمات سيختبر تركيا:

استهدافات عبر المسيّرات لمواقع مدنية وعسكرية، موانئ ومنشآت، وهجمات تُدار عبر تقنيات الحرب الإلكترونية لإسقاط الطائرات أو ضرب منشآت حساسة — وقد رأينا أمثلة على ذلك في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.


بعد اليوم، لا ينبغي إغلاق أي ملف على أنه “حادث”.


إسرائيل بدأت هجومًا لا هوادة فيه على تركيا وأردوغان.

احذروا الصواريخ الإسرائيلية بغطاء روسي…

الهدف: جرّ تركيا لحرب مع روسيا.


إسرائيل شنّت هجومًا سياسيًا وإعلاميًا شرسًا على تركيا والرئيس أردوغان. لن تتمكن من إيقاف تركيا سياسيًا أو عسكريًا، لكنها ستلجأ إلى أساليب غير تقليدية — وربما متهوّرة.


قد تظنّونها صواريخ أو مسيّرات روسية، لكنها في الحقيقة إسرائيلية بهوية روسية أو أوكرانية — بل وربما بغطاء إيراني.


شركاء إسرائيل المُعلنين في هذه العمليات: اليونان والروم. والهدف النهائي: محاصرة تركيا في المتوسط وإجبارها على مواجهة مع روسيا — ما يفتح يد إسرائيل في المتوسط، إيجه، سوريا، ليبيا، وحتى السودان.


من الآن فصاعدًا سنحمّل إسرائيل واليونان المسؤولية.


سنحمّل إسرائيل واليونان مسؤولية أي هجمات لداعش، وأي عمليات لتنظيم واي بي جي الإرهابي، وأي صواريخ أو مسيّرات تضل طريقها في البحرين المتوسط والأسود.


وسنعتبر المناطق التي تُفتح للصواريخ الإسرائيلية قواعد إرهاب ضد تركيا.


لقد جرى الدفع بكل الأسلحة إلى الميدان — وحوادث الطائرات والمسيّرات التي ترفع أعلامًا مزيفة ستكون في صميم اهتمامنا. إسرائيل بكل عناصرها المدنية والعسكرية ستكون تحت رصدنا.


أثينا ستخسر الجزر — وإسرائيل لن تحميها.


ما أعلنوه في القدس الغربية هو بمثابة إعلان حرب على تركيا. أحد عناوينها تل أبيب، والآخر أثينا والجزر.


وفي أي أزمة، ستخسر اليونان جزرها — وربما يفقد الروم استقلالهم. إسرائيل تجرّهم إلى الجحيم ولن تستطيع حمايتهم حينها.


على الشعب اليوناني أن يتحرك فورًا، لأن قيادته الحالية تسوق بلاده نحو الكارثة.

#تركيا
#إسرائيل
#اليونان
#قبرص الرومية
#قوة التدخل السريع
#الطائرات المسيّرة
#هجمات المسيّرات
#سقوط الطائرات
#تنظيم واي بي جي الإرهابي