هل نملك القدرة على إيقاف إسرائيل؟

08:3718/09/2025, Perşembe
تحديث: 18/09/2025, Perşembe
نيدرت إيرسانال

نحن بفضل الله نملك هذه القوة، ولكن هل يملكها المخاطَبون بهذا الكلام أيضًا؟ "نرى بعض السياسيين الإسرائيليين المتغطرسين لا يتوقفون عن ترديد أوهام ما يسمونه إسرائيل الكبرى. إن مساعي إسرائيل لتوسيع احتلالها في الدول المجاورة ما هي إلا تجليات عملية لهذا الهدف. غير أنّ العالم الإسلامي، بإذن الله، يمتلك العزيمة والإمكانيات اللازمة لإحباط هذه المطامع الإسرائيلية التوسعية." يمكن القول بسهولة إن خطاب الرئيس أردوغان في القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية كان من أكثر الخطابات التي حظيت

نحن بفضل الله نملك هذه القوة، ولكن هل يملكها المخاطَبون بهذا الكلام أيضًا؟

"نرى بعض السياسيين الإسرائيليين المتغطرسين لا يتوقفون عن ترديد أوهام ما يسمونه إسرائيل الكبرى. إن مساعي إسرائيل لتوسيع احتلالها في الدول المجاورة ما هي إلا تجليات عملية لهذا الهدف. غير أنّ العالم الإسلامي، بإذن الله، يمتلك العزيمة والإمكانيات اللازمة لإحباط هذه المطامع الإسرائيلية التوسعية."

يمكن القول بسهولة إن خطاب الرئيس أردوغان في القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية كان من أكثر الخطابات التي حظيت بمتابعة دقيقة، ليس فقط في المنطقة بل في العالم أجمع. وحتى العديد من الصحف التركية أجمعت على العنوان نفسه تقريبًا: "نحن نملك القوة لإيقاف إسرائيل".

إذا كنا نبحث عن إجابة ملموسة عن سؤال: "هل يملك العالم العربي والإسلامي القوة لإيقاف إسرائيل؟" فالإجابة هي: نعم، يملكها! ودعونا نقطع الطريق من البداية على من يسارع بالقول: "لو كانت إسرائيل وحدها، فلا مشكلة، ولكنكم تعلمون من يدعمها". فلو توحدت الأمة العربية والإسلامية فعلًا، لما تجرأت الولايات المتحدة ولا أي قوة عظمى أخرى على مواجهة محور بهذه الصلابة.

غير أنّ المسألة ليست " في "القوة" فقط. فالرئيس عندما عدّد "العزيمة والإمكانيات " كان يقصد بالإمكانيات: القوة. وهو محق في ذلك، وهذه موجودة بالفعل. لكن ماذا عن "العزيمة"؟ إنّ هذه الكلمة التي ذكرها أردوغان ليست إقرارا بالوضع الراهن، بل كانت دعوة وتشجيعًا صيغت بلغة دبلوماسية رفيعة.

إنها نداء مباشر: "أظهروا إرادتكم الآن، واتحدوا، وتحركوا". وإذا تأملنا الجمل السابقة، يمكن أن نفهم منها: "إنهم يهاجمون عواصمكم الآن، فماذا تنتظرون بعد؟".

ويمكننا أن نلمس مؤشرات مماثلة في الأسطر الأخيرة من خطاب الرئيس أردوغان: آمل أن تكون قمة الدوحة والقرارات التي ستتخذ، وسيلة لخطوات إضافية لوقف تهديد إسرائيل، وأن يتم متابعة نتائجها بدقّة وتنفيذها حرفيا.

قد يبدو استخلاص ملاحظة مفادها: “نجتمع مرارًا، نتخذ قرارات صائبة، ثم لا تجد هذه القرارات متابعة لاحقا” أمرًا مُبالغًا فيه، غير أنّ النصوص الصادرة عن مثل هذه القمم تُكتب بدقة متناهية، بحيث لا يُسمح بتأويل أو استنتاج زائد عن مقصودها المباشر.

لا يمكن القول إن الولايات المتحدة كانت سعيدة بالهجوم الذي وقع على قطر، ولكن الادعاء بأنّ واشنطن لم يغمض لها جفن بسببه قد يكون مبالغة كذلك. ففي الوقت الذي كانت القمة تُعقد في الدوحة، كان وزير الخارجية الأميركي روبيو في إسرائيل يضع أوراق الأمنيات في شقوق حائط البراق بالقدس.

ما قاله في النهاية يوضح كل شيء "لسنا راضين عن تدخل إسرائيل في الدوحة، لكنه لا يُغيّر طبيعة علاقاتنا مع إسرائيل". انتهى الكلام.

ثم ماذا حدث بعد ذلك؟ ذهب روبيو إلى قطر. على الأرجح قدّم تطمينات وأجرى محادثات تهدف إلى امتصاص الغضب، وعندما وصلت إلى المنطقة تصريحات الرئيس ترامب القاطعة: «إسرائيل لن تهاجم قطر مجددًا”. تم حل المسألة. وعقب ذلك جاء أول تصريح لروبيو: "في الواقع، لدينا اتفاقية تعاون دفاعي معززة، نعمل عليها، ونحن على وشك وضع اللمسات النهائية عليها."

وقد كتب الجميع أن جميع دول الخليج والدول العربية دخلت في حالة قلق بعد الهجوم، متسائلين: «هل يمكننا بعد الآن الوثوق باتفاقيات الحماية التي أبرمناها مع الولايات المتحدة؟». ويبدو أن الدفع باتجاه اتفاق دفاعي أكثر تطورًا ما هو إلا جزء من محاولات واشنطن لاسترضائهم. لكن قطر دولة شقيقة وصديقة لنا تربطنا بها علاقة مودة صادقة، وعلاقات وطيدة، لذلك، لا ينبغي لأحد أن يستاء؛ فالصديق الحقيقي يخبرك بالحقيقة ولو كانت مرة: إنّ المشهد من الخارج يبدو وكأن الولايات المتحدة «سمحت بالضرب أولًا، ثم عادت لتبيع السلاح».

وبصرف النظر عن ذلك، فإن الاتفاقية الدفاعية الجديدة قد تعمل إذا هاجمت إيران، ولكن من يصدق أنها ستعمل إذا هاجمت إسرائيل مرة أخرى؟

بالأمس، كتب صديقي إبراهيم كاراغول مقالاً قيما تناول فيه حقيقة الوضع الراهن وأوضاع دول المنطقة. واقترح إنشاء محورين عسكريين في المنطقة. أحدهما محور عربي...

قدمت مصر اقتراحًا لما يُسمى بـ "الناتو العربي"، أو بالأحرى أعادت طرحه. فقد طرحته عام 2015 وبقي على حاله. وهذا الاقتراح هو في الواقع جزء من اتفاقية "الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي" لعام 1950، مما يعني أنه مقتصر على الدول العربية. لذلك، لا يشمل الاقتراح الجديد تركيا. ولكن لماذا لا يتم التفكير في توسيعه؟ ألسنا نحن الدولة الإسلامية التي تمتلك أقوى جيش في المنطقة؟

فهل سيجد هذا الاقتراح صدى؟ من الصعب تحقيق ذلك. وحتى لو اتحدوا جميعًا، فماذا سيجيبون الولايات المتحدة عندما تسألهم: "ضد من هذا التحالف؟" هل سيقولون: "ضد إسرائيل، أي ضدك، وباستخدام أسلحتك؟" لذلك، يبدو الأمر صعبًا، وآمل أن أكون مخطئًا.

وأعلم أن أنقرة تتابع تطورات هذا الخيار عن كثب، لكن هل تعتبره واقعياً؟ هذا لا يعني رفض المشاركة؛ ولو تحقق هذا التحالف حقًا، فمن المؤكد أن تركيا ستقدم يد العون.

ويقول الرئيس أردوغان: «يجب أن نكون قادرين على تنفيذ خطوات وآليات ملموسة تضمن أمن المنطقة من خلال العمل معا. وأعتقد أنه بالإمكان تحقيق ذلك ضمن إطار منظمة التعاون الإسلامي.»

أما الخيار الآخر فهو أن يكون التحالف بين: مصر والجزائر وتركيا وباكستان وإندونيسيا والمملكة العربية السعودية. وهذا التحالف ممكن، بل يمكن أن يعمل بسرعة. ولكن أليس من الأفضل أن يتحد الاثنان؟ لماذا لا يمكن أن يحدث ذلك؟ هنا تكمن المشكلة.

لذلك، دعونا نطلع على ما أشار إليه الرئيس من خطوات عملية يجب القيام بها:

"إن لم تُدعَم هذه الخطوات (ضد إسرائيل) بعقوبات قوية وملموسة ضد إسرائيل، فستكون عاجزة عن تحقيق النتائج المرجوّة."

"يجب أن نكثف جهودنا الدبلوماسية لزيادة العقوبات على إسرائيل، ويجب استخدام الآليات القانونية الدولية لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين."

" أصبح من الضروري أن نصل إلى مستوى من الاكتفاء الذاتي في بعض المجالات. ومن أهم هذه المجالات تطوير الصناعات الدفاعية الرادعة، وأود أن أعلمكم أننا مستعدون لمشاركة قدراتنا وخبراتنا معكم أيها الإخوة. وأعتقد أنه من الضروري أن نكثّف تعاوننا في هذه المجالات من الآن، إذا أردنا كسب العقود المقبلة."

"أعتقد أنه ينبغي الضغط على إسرائيل اقتصاديًا أيضًا، إذ أظهرت التجارب السابقة أن مثل هذه الإجراءات تأتي بنتائج ملموسة."


#الاحتلال الإسرائيلي
#تركيا
#أردوغان
#القمة العربية الطارئة
#منظمة التعاون الإسلامي
#قطر
#أمريكا
#الدول العربية