
خلال لقائه وفدا من تحالف السلام الفلسطيني الإسرائيلي..
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، إن السلام الحقيقي والأمن والاستقرار لا يتحقق بإنكار وجود الآخر أو حرمانه من حقوقه الوطنية.
جاء ذلك خلال لقاء في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، مع وفد من تحالف السلام الفلسطيني الإسرائيلي، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وتحالف السلام الفلسطيني الإسرائيلي هو مجموعة تضم ناشطين فلسطينيين وإسرائيليين يساريين مؤيدين للسلام وقيام دولة فلسطين.
وجدد عباس ترحيبه بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف الحرب على قطاع غزّة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي منه، ودخول المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى.
وأشاد بالجهود التي بذلها ترامب والوسطاء مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة للتوصل إلى هذا الاتفاق في مرحلته الأولى.
وفجر الخميس، أعلن ترامب اتفاق إسرائيل و"حماس" على المرحلة الأولى من خطته، وتتضمن تبادل أسرى وانسحابا إسرائيليا إلى خط متفق عليه كخطوة أولى، فيما قالت "حماس" إنه يقضي بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل ودخول المساعدات وتبادل أسرى.
وأشار عباس إلى خطاب الكراهية الذي تمارسه حكومة إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني، والتحريض المستمر على تقويض مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال حجز أموال الضرائب وخنق الاقتصاد.
ومنذ بدء الإبادة الإسرائيلية في غزة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شرعت الحكومة الإسرائيلية بتحويل 30 إلى 35 بالمئة فقط من أموال المقاصة، بعد اقتطاع ما تدفعه الحكومة الفلسطينية لقطاع غزة من رواتب وشؤون اجتماعية.
و"المقاصة" هي أموال مفروضة على السلع المستوردة إلى الجانب الفلسطيني، سواء من إسرائيل أو من خلال المعابر الحدودية التي تسيطر عليها تل أبيب، وتجمعها الأخيرة لصالح السلطة الفلسطينية.
وكانت آخر مرة صرفت فيها السلطة الفلسطينية رواتب موظفيها في 29 يوليو/ تموز الماضي عن مايو/ أيار الذي قبله، بنسبة 60 بالمئة، بعد توقف استمر 3 أشهر.
ووفق تقرير نشره البنك الدولي في فبراير/ شباط 2024، فإن إيرادات المقاصة تشكل نحو ثلثي إجمالي الدخل المالي للسلطة الفلسطينية.
وأضاف عباس: "السلام الحقيقي والأمن والاستقرار لا يتحقق بإنكار وجود الآخر أو حرمانه من حقوقه الوطنية. وهدفنا هو الحرية والكرامة والأمن والعدل والحق في حياة طبيعية وآمنة".
ولفت إلى أن الاعترافات الدولية بفلسطين ليست ضد إسرائيل، بل هي خطوة في سبيل العدالة والسلام الحقيقي، وقيام دولة فلسطين المستقلة، ما يحقق أمنًا واستقرارًا دائمين لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.
وذكر أن هذه الاعترافات تعد تجسيدا لمبدأ المساواة بين الشعوب، "فكما من حق الإسرائيليين أن تكون لهم دولة كذلك من حق الفلسطينيين أن تكون لهم دولتهم".
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي اعترف 11 بلدا بدولة فلسطين، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ولوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو وسان مارينو، ليرتفع الإجمالي إلى 159 من أصل 193 دولة.
وقال عباس: "الاعتراف الإسرائيلي بالدولة الفلسطينية سيقود إلى إنهاء الصراع وتحقيق سلام شامل".
ودعا، أعضاء الوفد، إلى تشكيل جبهة شعبية إسرائيلية للسلام العادل، تُسمع صوت العقل داخل المجتمع الإسرائيلي.
يأتي ذلك مع تصعيد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اعتداءاتهم بالضفة بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1050 فلسطينيا، وإصابة نحو 10 آلاف و300، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا بينهم 400 طفل، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و194 قتيلا، و169 ألفا و890 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.