
رئيس وفد حماس المفاوض خليل الحية قال في كلمة متلفزة إنه تم الاتفاق على إطلاق سراح 250 فلسطينيا من أسرى المؤبدات و1700 من الذين اعتقلوا بعد بدء حرب الإبادة على القطاع
أكد رئيس وفد حركة حماس المفاوض خليل الحية، مساء الخميس، تسلم حركته ضمانات من الوسطاء والإدارة الأمريكية بانتهاء الحرب على قطاع غزة دون عودة.
وقال الحية، في كلمة متلفزة: "تسلمنا ضمانات من الإخوة الوسطاء ومن الإدارة الأمريكية مؤكدين جميعا أن الحرب انتهت بشكل تام".
وأضاف أنه سيتم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى إطلاق سراح 250 فلسطينيا من أسرى المؤبدات و1700 من الذين اعتقلوا بعد بدء حرب الإبادة على القطاع.
وفجر الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل إسرائيل وحركة حماس، إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.
وجاء الاتفاق بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ المصرية، وبمشاركة وفود من تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
في كلمته، أكد الحية، تعامل حركته "بمسؤولية عالية مع خطة الرئيس ترامب".
وأوضح أن حماس، قدمت "ردا يحقق مصلحة شعبنا وحقوقه وحقن دمائه، ويتضمن رؤيتنا لوقف الحرب".
وشدد على أن وفد حماس، "توجه إلى مصر متسلحا بالمسؤولية والإيجابية، الأمر الذي مكننا نحن وقوى المقاومة من إنجاز اتفاق نقدمه لشعبنا العزيز".
وقال الحية: "إننا نعلن اليوم التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب والعدوان على شعبنا والبدء بتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال ودخول المساعدات وفتح معبر رفح (البري مع مصر) في الاتجاهين، وتبادل الأسرى".
وأضاف: "سنواصل العمل مع القوى الوطنية والإسلامية لاستكمال باقي الخطوات، والعمل على تحقيق مصالح شعبنا الفلسطيني وتقرير مصيره بنفسه وإنجاز حقوقه، إلى حين إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
وفي 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن ترامب خطة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح "حماس".
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وشدد الحية، على أن الشعب الفلسطيني "خاض حربا لم يشهد العالم لها مثيلا".
وقال مخاطبا الفلسطينيين: "لقد وقف العالم مذهولا أمام ما بذلتموه وقدمتموه من عطاء وتضحية وثبات وصبر واحتساب، وتصديتم لطغيان العدو وبطش جيشه ومجازره ووحشيته".
وأضاف الحية: "نقف أمام بطولات رجال المقاومة وأبطالها الذين قاتلوا من نقطة صفر وكانوا كالطود (الجبل) العظيم أمام دبابات الاحتلال وآلياته وجنوده، وأفشلوا مخططات العدو واحدا تلو الآخر".
وأردف: "كما كنتم رجالا في القتال، وكان إخوانكم رجالا على طاولة المفاوضات، واضعين مصلحة شعبنا وحقن دمائه نصب أعيننا منذ اللحظة الأولى للمعركة".
وأشار الحية، إلى أن إسرائيل "ماطلت وارتكبت المجازر وأجهضت جهود الوسطاء لأكثر من مرة".
وأضاف: "عندما بدأنا وقفا لإطلاق النار في السابع عشر من يناير/ كانون الثاني الماضي، سرعان ما انقلب (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) على الاتفاق، ليؤكد سياسته الدائمة بخرق الاتفاقات ونقض العهود واختلاق الأكاذيب".
وأكد الحية، أنه رغم ذلك "واصلنا التفاوض غير المباشر، والذي أخذ فترات طويلة من المماطلة والتراجع والإفشال في كل محاولة، لكننا لم نوقف بذل كل جهد ممكن لوقف العدوان وإنهاء حرب الإبادة".
وأضاف: "نحيي شعبنا في كل أماكن تواجده، في الضفة والـ48 (فلسطينيو الداخل) والشتات بالتقدير العظيم، ونتقدم بالتقدير العميق من الإخوة الوسطاء في جمهورية مصر العربية ودولة قطر والجمهورية التركية، ومن شاركنا المعركة من أمتنا في اليمن ولبنان والعراق والجمهورية الإسلامية في إيران".
كما حيّا "كل من تضامن معنا في كل أنحاء المعمورة من أحرار العالم الذين خرجوا في مسيرات بمئات الآلاف بل بالملايين في الساحات يصدحون بالحق، ونخص أيضا المتضامنين في قوافل الإسناد والحرية برا وبحرا وكل من ساهم معنا بكلمة حق أمام طغيان جائر متجبر في هذه الأرض".
وحتى الساعة 19:00 ت.غ، لم يعلن أي من الوسطاء رسميا موعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بانتظار موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق.
ومساء الخميس، انتهى اجتماع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابنيت)، دون إجراء تصويت على الاتفاق، فيما جرى تأجيل جلسة الحكومة الموسعة، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الخاصة.
وحسب الصحيفة ذاتها، "من المقرر أن تبدأ جلسة الحكومة الموسعة في تمام الساعة 22:00 بتوقيت تل أبيب (19.00 تغ)، أي بعد تأجيل دام أربع ساعات عن الموعد الأصلي".
وأفادت الصحيفة بأن الاتفاق، "في حال تمت المصادقة عليه خلال الاجتماع الحكومي الموسع، سيدخل حيّز التنفيذ خلال 24 ساعة من إقراره (بالاجتماع الحكومي)".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و194 قتيلا، و169 ألفا و890 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.