"مشفى أردوغان" بمقديشو.. أطباء صوماليون بخبرة تركية أمل للمرضى

10:1215/10/2025, الأربعاء
تحديث: 15/10/2025, الأربعاء
الأناضول
"مشفى أردوغان" بمقديشو.. أطباء صوماليون بخبرة تركية أمل للمرضى
"مشفى أردوغان" بمقديشو.. أطباء صوماليون بخبرة تركية أمل للمرضى

- يعمل في المستشفى أطباء صوماليون تلقوا تعليمهم في الجامعات والمستشفيات التركية - الطبيب علي محمد ورسمة: أنا الجراح الوحيد في بلدي المتخصص في الصدر، هذه العمليات تُجرى فقط بهذا المستشفى - الطبيب أحمد محمد بشير: المستشفى يعد مركزا مرجعيا من الدرجة الثالثة ويضم 24 تخصصا طبيا - الطبيب عبد الجليل عبد الله: مستشفى رجب طيب أردوغان أصبح العمود الفقري للنظام الصحي الصومالي

في العاصمة مقديشو، يشكل "مستشفى رجب طيب أردوغان التعليمي والبحثي" نموذجا بارزا للتعاون بين تركيا والصومال، بعد أن تحول إلى أحد أهم المراكز الطبية في منطقة القرن الإفريقي.

ويقدم أطباء صوماليون تلقوا تعليمهم في الجامعات والمستشفيات التركية خدماتهم الطبية المتقدمة في هذا المستشفى، ما ساهم في إحداث نقلة نوعية في نظام الرعاية الصحية في البلاد، وفق ما أكده عدد منهم في تصريحات للأناضول.

المستشفى الذي تأسس بدعم مباشر من الحكومة التركية عام 2015، لا يخدم فقط سكان الصومال، بل يستقبل أيضا مرضى من دول الجوار مثل كينيا وأوغندا وإثيوبيا؛ بإجمالي مرضى يفوق 40 ألف شهريا.

** تدريب وخبرة

في أقسام جراحة الصدر والقلب والأوعية الدموية والأمراض الباطنية، يقف أطباء صوماليون شباب في الخطوط الأمامية لإنقاذ الأرواح وتطوير الخدمات الصحية في بلدهم.

يقول الطبيب المختص بجراحة الصدر علي محمد ورسمة، العامل في المستشفى التركي، إنه تلقى تدريبا متخصصا لمدة 6 شهور في تركيا على يد كبار الأساتذة هناك مما منحه خبرة عملية كبيرة.

ويضيف الطبيب الذي بدأ مسيرته عام 2019: "أنا الجراح الوحيد في بلدي المتخصص بجراحة الصدر، جميع العمليات من هذا النوع تُجرى فقط في هذا المستشفى، بما في ذلك جراحات الأورام والإصابات الخطيرة في القلب والرئتين".

** الطب مهنة إنسانية

وعن جهوده في إعادة الأمل لمرضاه، يقول ورسمة: "عالجت رجلا كانت يده مشلولة منذ 20 عاما، وكان يعاني من اكتئاب شديد".

ويردف قائلا: "بعد الجراحة في مستشفانا تعافى تماما وعاد إلى حياته الطبيعية، هذه القصص تجعلنا نشعر بمعنى وأهمية مهنتنا".

ورغم أن العمل خارج البلاد يوفر فرصا مالية أفضل، يؤكد ورسمة أن قراره بالبقاء في وطنه نابع من إحساسه بالمسؤولية.

ويشرح: "ربما أكون طبيبا عاديا في الخارج، لكن في الصومال وجودي يصنع فرقا حقيقيا. الناس هنا بحاجة إلى من يساعدهم، وهذا هو جوهر مهنة الطب".

** تجربة تركية مميزة

بدوره، يقول الطبيب المختص في الأمراض الباطنية أحمد محمد بشير، إن المستشفى "يعد مركزا مرجعيا من الدرجة الثالثة (متخصصة عالية المستوى)، ويضم 24 تخصصا طبيا".

ويعمل بشير في هذا المستشفى منذ العام 2016 بينما يشغل حاليا منصب نائب منسق التدريب فيها.

ويضيف: "يضم المستشفى أكبر مركز لغسيل الكلى في الصومال، ويعالج آلاف المرضى شهريا".

ويؤكد الطبيب أن "تركيا هي الدولة الوحيدة التي بنت مستشفى بهذا الحجم، في وقت ترفض فيه دول غربية الاستثمار في البلاد لأسباب أمنية".

ويختتم قائلا: "اذا اقتدت دول أخرى بتجربة أنقرة، سيتغير وجه القطاع الصحي الصومالي بالكامل".

** "عمود فقري للصحة الصومالية"

الطبيب عبد الجليل عبد الله، اختصاصي جراحة القلب والأوعية، يقول إن "مستشفى رجب طيب أردوغان أصبح العمود الفقري للنظام الصحي الصومالي".

ويوضح الطبيب الذي أكمل تدريبه في تركيا عام 2024، أن الصومال لم يكن يملك قبل إنشاء هذا المستشفى القدرة على إجراء أي عملية جراحة قلب.

ويذكر أنه منذ تأسيس المستشفى "تلقى أكثر من 120 طبيبا صوماليا تدريبا متخصصا في مختلف المجالات"، وهو ما عده "إنجازا غير مسبوق" في تاريخ البلاد الطبي.

في السياق، يؤكد أن المستشفى يستقبل "نحو 40 ألف مريض شهريا، ويخدم مواطنين من دول مجاورة".

ويتابع: "الناس هنا يطلقون عليه اسم مستشفى أردوغان، وهذا الاسم وحده أصبح رمزا للأمان والامتنان".

** رمز للصداقة التركية الصومالية

ويُعدّ مستشفى رجب طيب أردوغان التعليمي والبحثي، الذي افتتح عام 2015 بطاقة استيعابية تبلغ 250 سريرا، مركزا طبيا متكاملا يضم وحدات للعناية المركزة والجراحة وغسيل الكلى وعلاج الحروق.

ويعمل في المستشفى نحو 1100 موظف بينهم 170 طبيبا صوماليا و30 طبيبا تركيا.

المستشفى لم يعد مجرد مشروع تنموي، بل تحول إلى رمز للعلاقات الأخوية بين تركيا والصومال، ومصدر إلهام لجيل جديد من الأطباء الصوماليين الذين يؤمنون بأن الطب رسالة إنسانية قبل أن يكون مهنة، وفق ما أشار إليه الأطباء.

#الصومال
#مستشفى رجب طيب أردوغان
#الأطباء الصوماليين