سمير أبو نعمة.. فلسطيني يعانق الحرية بشعر أبيض وقلب لا يزال يقاوم

22:5314/10/2025, الثلاثاء
تحديث: 14/10/2025, الثلاثاء
الأناضول
سمير أبو نعمة.. فلسطيني يعانق الحرية بشعر أبيض وقلب لا يزال يقاوم
سمير أبو نعمة.. فلسطيني يعانق الحرية بشعر أبيض وقلب لا يزال يقاوم

اعتقل عام 1986 وعانى من إهمال طبي وأبعدته إسرائيل إلى مصر بعد الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حماس..


بعد 39 عاماً من الأسر، أطلّ الفلسطيني سمير أبو نعمة على العالم من جديد، حاملًا على وجهه تجاعيد الزمن، وفي عينيه بريق الصمود.

تنسم أبو نعمة، الحرية الاثنين، بعدما أبعد إلى مصر ضمن الصفقة الثالثة لتبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل خلال عامين، وذلك بعد أن أمضى أربعة عقود تقريبًا في سجون الاحتلال، سجينًا لصموده، وذاكرة حيّة للظلم.

والاثنين، أفرجت إسرائيل عن 1968 أسيرا بينهم 250 من المحكومين بالمؤبد أو أحكام عالية أبدعت 154 منهم خارج فلسطين، و 1718 من أسرى غزة اعتقلوا بعد منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في فلسطين.

وجاء هذا الإفراج عقب إطلاق كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء من غزة، فيما تقدّر تل أبيب وجود جثامين 28 أسيرا آخرين، تسلمت 4 منهم.


الميلاد والاعتقال

ولد الأسير المحرر سمير أبو نعمة في بلدة بّتير غرب مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1960، لكنه انتقل لاحقا إلى القدس وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارسها، وحصل من مدرسة الأقباط على شهادة الثانوية العامة.

في مقابلة سابقة مع تلفزيون فلسطين (حكومي) قال شقيقه وائل أبو نعمة، إنه وسمير غادرا إلى الأردن لغرض الدراسة، فاتجه سمير إلى دراسة الفنادق في كلية فندقية ثم عمل في فنادق الأردن في مجال تخصصه، ثم تبين لاحقا أنه التحق خلال ذات الفترة بحركة "فتح".

ويضيف أن سمير بعد عودته من الأردن كان يذهب بشكل شبه يومي من بلدة أبو ديس إلى مدينة القدس سواء لحضور عروض السينما أو ارتياد النوادي الرياضية، أو لعمله في فنادقها.

وفي ذات المقابلة قالت بشرى أبو نعمة، إن أكثر ما كان يلفتها في شقيقها سمير مبالغته في النظافة ودماثة خلقه، مشيرة إلى وفاة والدهم قبل اعتقاله، بينما توفيت والدتهم بعد ثلاث سنوات من اعتقاله ورفضت السلطات الإسرائيلية الإفراج عنه للمشاركة في تشييعها.


39 عاما قيد الاعتقال

وفق بيان لنادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، الثلاثاء، فإن "الأسير المقدسي سمير إبراهيم أبو نعمة (65 عاماً)، تحرر بعد 39 عاماً أمضاها داخل السجون الإسرائيلية"، موضحا أنه "أحد الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993.

واعتقل الأسير أبو نعمة في 20 أكتوبر 1986، من شارع صلاح الدين بالقدس.

ووفق شقيقه وائل فإن اعتقال سمير "جاء على خلفية إلقاء قنبلة يدوية في نفس سنة اعتقاله على مجموعة جنود كانوا يؤدون القسم في ساحة البراق في باحات المسجد الأقصى حيث قتل جندي وأصيب أكثر من 70، وفي حينه اتهم بتزويد المجموعة التي نفذتها بالقنابل والسلاح، إضافة إلى إدانته بتفجير حافلة بالقدس عام 1983".

وخضع سمير لتحقيق قاس في مركز تحقيق "المسكوبية" في القدس لمدة شهرين، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن المؤبد، كما تم هدم بيته المستأجر عام 1986.

وفق "مركز رؤية للتنمية السياسية" (خاص) فقد التحق أبو نعمة بحركة فتح، وشارك في تنفيذ فعالياتها الوطنية، وكان جزءا من خلية عسكرية تابعة لها أفرج عن أعضائها في صفقات سابقة، كما كان حلقة الوصل بين قيادة الخلية في الخارج وأعضائها في فلسطين، وقاد عمليات إمداد الخلية بالسلاح، وقد تمكَّنت الخلية من تنفيذ عدة عمليات.

انخرط أبو نعمة في فعاليات الحركة الفلسطينية الأسيرة ضد سياسات مصلحة السجون، بما فيها مشاركته في الإضرابات عن الطعام، وأصبح من كوادر الحركة الفلسطينية الأسيرة.

رفضت السلطات الإسرائيلية الإفراج عن أبو نعمة سواء ضمن صفقات تبادل عديدة جرت طوال فترة اعتقاله أو ضمن الإفراجات التي جرت كثمرة اتفاقيات وتفاهمات سياسية بعد توقيع اتفاق أوسلو.


إهمال طبي

ويقول نادي الأسير الفلسطيني (أهلي) إن أبو نعمة واجه أوضاعا صحية صعبة، نتيجة ظروف التحقيق والاعتقال القاسية التي عاشها منذ اعتقاله، وما رافقها من إهمال طبي متعمد بحقه.

وأشار إلى فقدانه ثلاثة من أشقائه إضافة إلى والدته خلال فترة اعتقاله، دون السماح له بوداعهم، ومنهم شقيقه وليد الذي توفي ليلة استعداده لزيارة سمير عام 2016.

كما عانى أبو نعمة، من "تهتك في قاعدة الأعصاب في رقبته، ومن آلام متواصلة في يده اليمنى، وآلام حادة في مركز الأعصاب في العمود الفقري، وأجرى خلال وجوده في السجن ست عمليات جراحية"، وفق مركز رؤية.

وحسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية، لا يزال في السجون الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف أسير، بينهم أطفال ونساء، يعيشون ظروفا قاسية تشمل التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أسفر عن وفاة عدد منهم.

والاثنين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء المرحلة الثانية من خطته لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، مؤكدا أنه سيكون هناك "تقدم هائل" بما يخص خطة السلام بعد قمة شرم الشيخ بمصر التي عقدت في اليوم نفسه.

وفي 9 أكتوبر الجاري، أعلن ترامب توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 ولعامين إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و913 قتيلا، و170 ألفا و134 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.

#أسرى
#سمير أبو نعمة
#فلسطين