فرحة لم تكتمل.. إبعاد مفاجئ للأسرى يبدّد بهجة الإفراج

20:3614/10/2025, mardi
تحديث: 14/10/2025, mardi
الأناضول
فرحة لم تكتمل.. إبعاد مفاجئ للأسرى يبدّد بهجة الإفراج
فرحة لم تكتمل.. إبعاد مفاجئ للأسرى يبدّد بهجة الإفراج

-ابتسام شقيقة الأسير محمد عمران: شقيقي اتصل بنا وأبلغنا أنه سيُحرر إلى منزله في الضفة الغربية لكن بحثت عنه بين الأسرى المحررين فلم أجده. - رئيس هيئة شؤون الأسرى السابق قدورة فارس: ما جرى مع عائلة عمران تكرر مع 12 عائلة أخرى كان أبناؤها قد أبلغوهم بالإفراج عنهم إلى الضفة.


في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة كانت عائلات فلسطينية تنتظر بلهفة أبنائهم الأسرى المحررين ضمن اتفاق التبادل بين حركة "حماس" وإسرائيل.

لكن عددا من هذه العائلات فوجئت، الاثنين، بعدم وجود أبنائها بين المحررين إلى الضفة، الذين خرجوا من سجن عوفر الإسرائيلي غرب رام الله، بعد تجميعهم من سجون أخرى.

هذه العائلات كانت تحتشد في قصر الثقافة برام الله، في انتظار حافلات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر تقل أسرى من الضفة الغربية أُفرج عنهم، لكن فوجئت بإبعاد أبنائهم إلى خارج الأراضي الفلسطينية.

وأطلقت إسرائيل 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، بينهم 154 تم إبعادهم إلى مصر، بالإضافة إلى 1718 آخرين اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

في المقابل، أطلقت حركة "حماس" الأسرى الإسرائيليين الأحياء العشرين، وسلمت رفات 4 أسرى من أصل 28، على أن تسلم البقية في وقت لاحق لم يُعلن بعد.

وحسب هيئة شؤون الأسرى (حكومية) ونادي الأسير (أهلي)، في بيان مشترك، فإن الأسرى المحررين هم: 154 مبعدا، و96 غير مبعدين بينهم 8 إلى غزة كونهم من غزة، و88 إلى الضفة والقدس.

** "لم أجد شقيقي"

قالت ابتسام، شقيقة الأسير محمد عمران، للأناضول إنها وصلت إلى رام الله، الأحد، قادمة من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، استعدادًا لاستقبال شقيقها محمد، المحكوم بالسجن المؤبد 13 مرة، والمعتقل منذ عام 2002.

وباكية أضافت أن شقيقها اتصل بهم، وأبلغهم أنه سيُحرر إلى منزله في الضفة، لكن بحثت عنه بين الأسرى المحررين فلم تجده.

وما حدث مع عائلة عمران، تكرر مع 12 عائلة أخرى، تلقّى أبناؤها اتصالات أبلغوهم فيها بقرار الإفراج إلى الضفة الغربية، وفق ما صرّح به للأناضول رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين السابق، قدورة فارس.

وأضاف: كما داهمت قوات إسرائيلية منازل عائلات أسرى آخرين مقرر الإفراج عنهم، لتحذيرهم من إقامة أي احتفالات خلال استقبالهم.

وتابع: "إسرائيل مارست نفس التقاليد البائسة المعروفة التي تمارسها في كل اتفاق".

وأردف: كان هناك مجموعة من الأسرى، 12 أسيرا، يفترض يتحرروا هنا إلى رام الله، لكن نُقل أغلبهم إلى سجن النقب (جنوبي إسرائيل)، وجرى إبعادهم خارج فلسطين.

** استبعاد القادة

وعن استبعاد قادة بارزين من قوائم الإفراجات، قال فارس: "بقدر ما كان هناك أمل أصبنا بخيبة أمل كبيرة".

وأضاف أن "إسرائيل تعلم الدور الهام الذي سيقوم به هؤلاء الأسرى لو تحرروا، وتحديدا فيما يتعلق باستعادة وحدة الشعب الفلسطيني".

والجمعة الماضي، بدأ سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وفقا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال فارس إن "مبادرة ترامب تتضمن 250 أسيرا محكومون بالسجن المؤبد، وهم من بين نحو 300 أسير من ذوي الأحكام المؤبدة".

واستطرد: "من هنا فإن أول شيء فكرت فيه إسرائيل هو كيفية استبعاد القادة، مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وإبراهيم حامد وجمال أبو الهيجا وعبد الله البرغوثي وغيرهم".

والجمعة، نشرت وزارة العدل الإسرائيلية أسماء 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد لإطلاق سراحهم.

لكن مؤسسات الأسرى الفلسطينية نشرت الاثنين قائمة نهائية يتضح فيها تغيير أسماء وإحالة كثير من الأسرى إلى الإبعاد خارج فلسطين بدلا من الإفراج إلى المنازل.

** محاولة تلاعب

وقال مدير مركز دراسات الأسرى ناهد الفاخوري، في تصريح صحفي، إن "الاحتلال حاول التلاعب بمئات الأسماء، لكن المقاومة أصرت على تثبيتها".

وتابع: "أدخلنا تحسينات على كشوف الأسرى، وخصوصا المعتقلين من قطاع غزة".

وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري، الأحد، للأناضول، إن عائلات عدد من الأسرى المقرر إبعادهم حاولت السفر عبر جسر الكرامة (اللنبي وفق التسمية الإسرائيلية) إلى الأردن، ومنه إلى الدول التي سيُبعد إليها أبناؤهم.

واستدرك: "لكن قامت سلطات الاحتلال بإعادة العشرات منهم ومنعتهم من السفر".

الزغاري أضاف أن محاولة السفر جاءت بعد أن اتصل عدد من الأسرى بعائلاتهم وأخبروها بقرار الإفراج عنهم، لكن مع إبعادهم إلى مصر.

ومن المقرر أن تبدأ بعد أيام مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، مع تمسك "حماس" بإنهاء تام لحرب الإبادة، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، وعدم التخلي عن "سلاح المقاومة" للاحتلال.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و913 قتيلا، و170 ألفا و134 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.

وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

#إسرائيل
#أسرى
#الضفة الغربية
#عائلات فلسطينية
#محررون
#مصر