
في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بنسخته الـ51 في إسطنبول..
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن إسرائيل تجر المنطقة إلى حافة كارثة شاملة بمهاجمتها إيران.
جاء ذلك في كلمة السبت، خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بنسخته الـ51، في مدينة إسطنبول.
وأكد على أن إسطنبول تعد من أهم مراكز مساعي السلام الإقليمي والدولي في المنطقة.
وأعرب عن شكره للكاميرون جراء رئاستها الدورية لمنظمة التعاون الإسلامي بنجاح عام 2024.
وأضاف أن إفريقيا بصوتها القوي تثبت أنها جزء من نهضة العالم الإسلامي، مؤكدا أن "صوت إفريقيا هو صوتنا، وواثقون أن منظمة التعاون الإسلامي لها دور مهم في المكانة التي وصلت إليها إفريقيا عن استحقاق".
وأكد أن تركيا في ظل رئاستها الدورية الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي ستواصل رفع صوت العالم الإسلامي ومنح الأولوية لإرساء العدالة العالمية والوقوف بثبات في وجه الظلم.
وأردف أن "إسرائيل التي تواصل مجازرها في غزة وتغرق جميع الأراضي المحتلة بالدماء، تهاجم الآن جارتنا إيران، وتقود المنطقة إلى حافة كارثة شاملة".
وبخصوص العدوان الإسرائيلي المستمر، شدد فيدان أن المشكلة تتعلق بإسرائيل وليس بفلسطين أو لبنان أو سوريا أو اليمن أو إيران.
وأشار أن الهجمات الإسرائيلية على إيران بدأت في وقت تستمر فيه المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، داعيا لوقف هذه الهجمات فورا لأنها تنذر بكارثة إقليمية وعالمية.
وقال: "للأسف نعقد هذا الاجتماع اليوم وسط خط أزمة يمتد من غزة إلى إيران، ومن لبنان إلى اليمن".
وأشار فيدان إلى أن مشاركة العديد من دول العالم الإسلامي في هذا الاجتماع في ظل الأيام العصيبة التي تمر بها، يُعد مثالًا جميلًا على التضامن.
وأكد فيدان أن التعددية التي تُعد أساس التعاون الدولي، تواجه أزمة شرعية يتم فيها التشكيك في النظام ذاته، مشيرًا إلى أن تصاعد عدم التسامح والاستقطاب القائم على الهوية وتآكل القانون الدولي يزيدان من الشعور بعدم الاستقرار العالمي.
ولفت أن عجز الآليات الدولية، وفي مقدمتها مجلس الأمن، تجلى بوضوح تام في المجازر المستمرة في غزة.
وقال: "يجب على منظمتنا أن تلعب دورا رياديا في هذا الشأن، فالدول الإسلامية، التي تُشكل جزءًا من كتلة تمثل ربع سكان العالم تمتلك موارد هائلة، ينبغي عليها أن تتصدر مساعي بناء نظام عالمي يدافع عن العدالة ويمنح الأولوية للحق".
ومضى قائلا: "يجب أن تكون أولوية المجتمع الدولي منع تحول الوضع الراهن إلى دوامة عنف تهدد الأمن الإقليمي والعالمي بشكل أكبر".
وأعرب عن استعداد تركيا للقيام بما يقع على عاتقها في هذا الخصوص، واستمرارها في دعم كافة الخطوات الدبلوماسية الرامية لإحلال وقف إطلاق النار.
ودعا فيدان أعضاء منظمة التعاون الإسلامي للتحرك معا في مواجهة العمليات الإسرائيلية، وأن تظهر تضامنا حقيقيا مع إيران.
وشدد فيدان أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام عادل ودائم.
وفي سياق آخر، رحب فيدان في عودة سوريا إلى منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدا على ضرورة الاستمرار في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، بالتزامن مع عملية تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا.
- السودان
وفيما يخص السودان، أكد فيدان على دعم تركيا القوي لجميع جهود السلام الإقليمية والدولية لإنهاء الأزمة بهذا البلد.
ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم دعم صادق لتحقيق السلام والاستقرار في السودان، قائلا: "دعونا لا ننسى أن حل هذه المسألة لا يخص الشعب السوداني فقط، بل له أهمية حيوية بالنسبة للقرن الإفريقي وعموم القارة".
- الهند وباكستان
وحول النزاع بين الهند وباكستان، أفاد فيدان أن الاشتباكات الأخيرة بين البلدين أظهرت مرة أخرى هشاشة السلام والاستقرار في جنوب آسيا.
ورحب بقرار وقف إطلاق النار بين الجانبين، معربا عن أمله في أن تُستغل هذه الفرصة لحل النزاع عبر الحوار.