
خلال اجتماع بمدينة فيينا النمساوية جمع مدير الوكالة رافاييل غروسي، مع سفراء مجلس التعاون لدول الخليج العربية المعتمدين لدى الوكالة، وفق بيان للخارجية القطرية..
أبلغت دول الخليج العربية، السبت، الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها إزاء استهداف إسرائيل للمنشئات النووية في إيران.
جاء ذلك في اجتماع لمدير الوكالة رافاييل غروسي، مع سفراء "التعاون الخليجي" المعتمدين لدى الوكالة، في مقرها بمدينة فيينا النمساوية، وفق بيان نشرته الخارجية القطرية على موقعها الإلكتروني.
وصباح اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف منشأة نووية بمدينة أصفهان، للمرة الثانية منذ عدوانه على إيران في 13 يونيو/ حزيران الجاري، رغم تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي اجتماع غروسي مع سفراء "التعاون الخليجي"، نقل السفراء "قلق دول المجلس إزاء الأوضاع الراهنة، واهتمامها الخاص بسلامة المنشآت النووية، لاسيما القريبة جغرافيا من دول مجلس التعاون".
وأكدوا ضرورة "ضمان أعلى مستويات الجاهزية والتدابير الوقائية" ضد تداعيات الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية في إيران.
وشدد السفراء على "أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تعزيز الأمن الوقائي على المستويين الإقليمي والدولي، ومتابعة الالتزامات الفنية والتشغيلية للدول في إطار نظام الضمانات الشاملة"، بحسب البيان.
وحذر السفراء من "الآثار الخطيرة التي تترتب على استهداف المنشآت النووية، سواء التداعيات البشرية أو البيئية، باعتبار ذلك تهديدا مباشرا للسلامة الإشعاعية وللنظام الدولي للضمانات النووية، فضلا عن كونه انتهاكا صريحا لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".
وبوقت سابق السبت، ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، إن "نحو 50 طائرة حربية شنت الليلة الماضية سلسلة غارات استهدفت عشرات الأهداف العسكرية في إيران، وذلك بتوجيه استخباري دقيق ومن خلال نحو 150 ذخيرة".
وأضاف: "في إطار الضربات وكجزء من العمليات التي ينفذها جيش الدفاع لضرب المشروع النووي للنظام الإيراني، هاجمت طائرات حربية للمرة الثانية الموقع النووي في أصفهان وسط إيران، والذي تم استهدافه للمرة الاولى في اليوم الأول للعملية".
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته هاجمت موقعا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي داخل المجمع النووي في أصفهان، وهاجمت أيضا أهدافا أخرى للنظام الإيراني في منطقة أصفهان، دون تحديدها.
ويأتي ذلك، رغم تحذير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في كلمة عبر الإنترنت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الجمعة، من أن هجمات إسرائيل على المواقع النووية في إيران تسببت في "تدهور حاد" في السلامة والأمن النوويين.
وقال غروسي: "على الرغم من أنها لم تؤد حتى الآن إلى انبعاث إشعاعي يؤثر على الجمهور فإن هناك خطرا من أن يحدث ذلك".
وذكر أن عدة دول في المنطقة اتصلت بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في الساعات الأخيرة للتعبير عن قلقها.
وشدد غروسي على أن الهجمات المسلحة على المواقع النووية "يجب ألا تحدث أبدا"، وحذر من عواقب وخيمة داخل المنطقة وخارجها.
ومنذ فجر 13 يونيو الجاري، تشن إسرائيل بدعم أمريكي، هجوما واسعا على إيران استهدف منشآت نووية، وقواعد صاروخية، وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
ووفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية السبت، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 430 شخصا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، معظمهم مدنيون.
في المقابل، تشير أحدث التقديرات الإسرائيلية نقلا عن وسائل إعلام عبرية بينها "القناة 12"، إلى مقتل 26 شخصا، بينما كشفت وزارة الصحة الإسرائيلية الجمعة، عن إصابة 2517 إسرائيليا بينهم 21 حالة خطيرة و103 متوسطة، جراء الصواريخ الإيرانية.
ووفق مراقبين قالوا إن الخسائر الإسرائيلية أكثر من ذلك، في ظل الرقابة الصارمة التي تفرضها تل أبيب على نشر كل ما يتعلق بمواقع سقوط الصواريخ الإيرانية أو نتائج ذلك، وهو ما يرشح الإحصائية للارتفاع.