يونس أمره".. منصة لتعليم التركية بالذكاء الاصطناعي في 2026

في إطار جهوده لنشر اللغة التركية والتعريف بثقافة البلاد وحضارتها عالميا، يعتزم معهد يونس أمره الثقافي إطلاق منصة رقمية لتعليم التركية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال عام 2026.

وقال رئيس المعهد عبد الرحمن علي، خلال حديث للأناضول مستعرضا أعمال 2025، إن الهدف من المنصة هو تعليم اللغة التركية ونشرها على مستوى العالم بأساليب حديثة تتماشى مع التحول الرقمي.

وعلى مدى 2025 واصل معهد يونس أمره تنفيذ رسالته في نشر اللغة التركية والتعريف بثقافة البلاد في العالم، ضمن رؤية تقوم على الجمع بين تعليم اللغة والدبلوماسية الثقافية.

ويواصل المعهد أنشطته عبر شبكة واسعة تضم 93 مركزا ثقافيا في 69 دولة، حيث قدّم خلال عام 2025 دورات حضورية وعبر الإنترنت في تعليم اللغة التركية استفاد منها نحو 26 ألف دارس، في مختلف المستويات والفئات العمرية.

** تعليم التركية للأطفال

وإلى جانب برامج تعليم الكبار، ركّز المعهد على تعليم اللغة للأطفال عبر مشروع "أختار التركية".

هذا المشروع يهدف إلى إدراج التركية لغة أجنبية اختيارية أو إلزامية في مدارس عدد من الدول.

وأسهم خلال عام 2025 في تمكين نحو 22 ألف طالب من تعلم التركية في بيئات تعليمية مختلفة.

كما واصل المعهد دعمه لأقسام علوم التركيات في الجامعات الأجنبية، ضمن مشروع أكاديمي يهدف لإعداد متخصصين في اللغة والثقافة التركية قادرين على نقلها إلى مجتمعاتهم.

وفي هذا السياق، تلقى نحو 2500 طالب تعليم اللغة التركية خلال العام الجاري ضمن هذا البرنامج.

ألف فعالية ثقافية بالعالم

وشهد عام 2025 تنظيم المعهد أكثر من ألف فعالية ثقافية في مناطق متعددة بالعالم، شملت معارض فنية، وندوات فكرية، وعروضا مسرحية، وحفلات موسيقية، إلى جانب برامج تعريفية بالتراث التركي، في إطار تعزيز حضور الثقافة التركية بوصفها قيمة إنسانية مشتركة.

ومن أبرز هذه الأنشطة، تنظيم جولة "أنغام من الأناضول ـ موسيقى الجاز التركية"، التي جمعت بين الموسيقى الأناضولية والجاز، وقدمت عروضا في 6 دول بمنطقة البلقان شملت 11 مدينة، ولاقت تفاعلًا واسعا من الجمهور.

تعليم التركية بالذكاء الاصطناعي

وفي حديثه عن المشروع الرقمي المرتقب، أوضح رئيس "يونس أمره" أن المعهد أنهى خلال العام الجاري تحديث جميع مجموعات تعليم اللغة التركية، كما نظم ورش عمل متخصصة في طرائق تعليم التركية للأجانب، وأعد مواد تعليمية جديدة.

وأضاف: "نعمل منذ أكثر من عام على مشروع ضخم يتمثل في منصة تعليم اللغة التركية بالذكاء الاصطناعي. وشارك في تطويرها خبراء في التكنولوجيا وتعليم اللغات، وتم وضع نموذج تعليمي متكامل".

وتابع: "نهدف إلى إطلاق هذه المنصة خلال عام 2026، لتكون أداة عالمية حديثة في تعليم التركية".

** التقاطع بين الثقافة واللغة

وأكد رئيس المعهد أن الأنشطة الثقافية باتت تشكل مدخلا أساسيا لتحفيز الاهتمام بتعلم التركية، موضحا أن الإقبال على الفنون والمطبخ والتاريخ والعمارة التركية ينعكس بشكل مباشر على زيادة أعداد الراغبين في تعلم اللغة.

وزاد: "نستخدم الثقافة جسرا للوصول إلى اللغة. فالاهتمام بالهوية الحضارية لتركيا يفتح الباب أمام تعلم التركية، خصوصا مع تراجع الرغبة في تعلم اللغات الأجنبية بسبب التطور التكنولوجي. نحن نعيد هذا الدافع والرغبة عبر الثقافة".

وختم علي حديثه بتأكيد أن المعهد يعمل برؤية مستقبلية تهدف إلى ترسيخ اللغة التركية عالميا، مستفيدًا من الأدوات الرقمية الحديثة، ومتكئا على الإرث الثقافي العميق لتركيا، بما يعزز حضورها اللغوي والثقافي على الساحة الدولية.