قدر البنك الدولي، الخميس، الأضرار المادية والخسائر الاقتصادية في لبنان جراء العدوان الإسرائيلي بنحو 8.5 مليارات دولار.
جاء ذلك في تقرير للبنك يغطي الأضرار التي تعرض لها لبنان جراء الموجة الحالية من العدوان الإسرائيلي حتى 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في قطاعات التجارة والصحة والإسكان والسياحة، وحتى 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، في قطاعات الزراعة والبيئة والتعليم.
وذكر التقرير أن "تكلفة الأضرار المادية والخسائر الاقتصادية في لبنان خلال الموجة الحالية من الصراع مع إسرائيل بلغت نحو 8.5 مليارات دولار".
وأوضح أن هذا الرقم "يشمل أضرارا مادية بـ3.4 مليارات دولار، وخسائر اقتصادية بـ5.1 مليار دولار".
على صعيد النمو الاقتصادي، ذكر التقرير أن التقديرات تشير إلى أن الصراع أدى إلى انكماش الاقتصاد في البلاد بـ6.6 بالمئة.
وتضاف هذه النسبة إلى انكماش كانت سجلته البلاد طيلة السنوات الخمس الماضية، والذي تجاوز 34 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
التقرير تناول أيضا أثر الصراع على الشعب في لبنان، حيث تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 875 ألف نازح داخليا، مع تعرض النساء والأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة واللاجئين لأشد المخاطر.
ولفت إلى فقدان نحو 166 ألف فرد لوظائفهم في لبنان، ما يعادل انخفاضا في المداخيل بـ168 مليون دولار.
وفي قطاع الإسكان "الأكثر تضررا"، أفاد التقرير بتضرر نحو 100 ألف وحدة سكنية في لبنان جزئيا أو كليا بإجمالي خسائر في القطاع بلغت 3.2 مليار دولار.
فيما بلغت الخسائر في قطاع التجارة جراء الاضطرابات نحو ملياري دولار، مدفوعة جزئيًا بنزوح الموظفين وأصحاب الأعمال.
وفي قطاع الزراعة، تسبب العدوان الإسرائيلي في تدمير محاصيل ونفوق ماشية وتشريد مزارعين، بإجمالي خسائر في القطاع بلغت 1.2 مليار دولار، وفق التقرير.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 146 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و365 قتيلا و14 ألفا و344 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأربعاء.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.