قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، إن حل الدولتين مرهون بالوقف الفوري للإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها عباس عشية ذكرى "إعلان الاستقلال" التي توافق 15 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، تابعها مراسل الأناضول.
وفي 15 نوفمبر 1988، وقف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في العاصمة الجزائرية وأعلن قيام دولة فلسطين، مشيرا إلى أن المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الـ19 يعلن "قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
وجاء في الإعلان أن دولة فلسطين "هي للفلسطينيين أينما كانوا، فيها يطورون هويتهم الوطنية والثقافية، ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق، وتصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية".
وقال عباس إن "أي حديث عن حماية حل الدولتين، يجب أن يبدأ بوقف العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة على الفور".
وطالب بـ "وقف ما تتعرض له الضفة الغربية (المحتلة) بما فيها القدس، من جرائم قوات الاحتلال وإرهاب المستوطنين والاقتحامات، ووقف المخططات والتصريحات التي تنم عن نوايا توسعية مبيتة".
ودعا عباس المجتمع الدولي إلى "تمكين دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في هيئة الأمم المتحدة، وأن تواصل الدول اعترافاتها بالدولة الفلسطينية".
وفي مايو/ أيار الماضي، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها رسميا بدولة فلسطين، وتبعتها سلوفينيا وأرمينيا في يونيو/ حزيران، ما يرفع عدد الدول التي تعترف بفلسطين إلى 149 من أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة.
وعلى الرغم من إعلان الاستقلال، لا يزال الفلسطينيون يرزحون تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وفي 15 نوفمبر من كل عام، ينظم الفلسطينيون في الأراضي المحتلة (قطاع غزة والضفة الغربية والقدس) ومخيمات اللاجئين في الخارج، فعاليات لإحياء ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال، وللمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية التي تمنحهم حقهم في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وهذا الإعلان هو الثاني من نوعه، بعد الوثيقة الأولى للاستقلال التي صدرت في أكتوبر/ تشرين الأول 1948، وأعلنتها آنذاك حكومة "عموم فلسطين" برئاسة الفلسطيني الراحل أحمد حلمي عبد الباقي.
وتتزامن ذكرى الاستقلال هذا العام، مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت أكثر من 147 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وبموازاة هذه الإبادة، صعَّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 783 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و300 واعتقال حوالي 11 ألفا و700، وفق معطيات رسمية فلسطينية.