
- غارات متبادلة بين إسرائيل وإيران وتطورات متسارعة قبيل فجر الأربعاء - رافق الهجمات بين الجانبين تحركات سياسية شملت اتصالًا بين نتنياهو وترامب - تل أبيب أعلنت أولى رحلات عودة العالقين الإسرائيليين من الخارج
شهدت ليلة الثلاثاء/الأربعاء تطورات متسارعة وغارات متبادلة بين تل أبيب وطهران، وذلك في إطار العدوان الذي تشنه إسرائيل على إيران منذ الجمعة الماضي.
صواريخ إيرانية
وذكرت القناة "12" العبرية أن عدة صواريخ أُطلقت من إيران سقطت على مناطق في إسرائيل، ما أدى إلى أضرار مادية واندلاع حرائق، بينها أضرار في مبنى وسط البلاد.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الرشقات الصاروخية شملت نحو 30 صاروخا خلال أقل من ساعة، فيما دوّت صفارات الإنذار في مناطق تل أبيب الكبرى والقدس وحيفا.
وقال الجيش الإسرائيلي عند الساعة 00:35 بالتوقيت المحلي في بيان إن "الإنذارات فُعّلت في عدة مناطق داخل البلاد عقب رصد صواريخ أُطلقت من إيران"، مضيفًا أن "سلاح الجو يعمل على تنفيذ عمليات اعتراض وهجوم في كل موقع يتطلب إزالة التهديد".
في وقت لاحق، أفادت القناة "12" بإطلاق صفارات الإنذار مجددًا وسط إسرائيل، بما يشمل مدن تل أبيب وأسدود ونتانيا وريشون لتسيون، إثر رصد إطلاق صواريخ إضافية من إيران، وقالت إن الرشقة الصاروخية شملت إطلاق 10 صواريخ على الأقل.
وأضافت أن فرق الإطفاء تعاملت مع حرائق طالت 20 مركبة وسط إسرائيل، بينما لم تعلن الجهات الرسمية عن مواقع سقوط كافة الصواريخ.
من جانبها، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن تقارير أولية تسجيل سقوط صاروخين على الأقل في القدس ومنطقة الشارون.
وقال سلاح الجو في بيان إنه "اعترض في منطقة البحر الميت مسيرتين معاديتين بين الساعة 02:20-02:22 والساعة 2:30 بالتوقيت المحلي".
وقالت "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن المسيرتين تسلّلتا عبر أجواء الأردن إلى بلدة عين جدي.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيرة أخرى بمنطقة الجليل شمالا، عقب تفعيل صفارات الإنذار في عدة بلدات، بينها مدينة صفد، بحسب الإعلام العبري.
غارات إسرائيلية
في المقابل قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "بدأ الآن موجة هجمات على طهران"، بعد توجيه إنذار باللغة الفارسية لسكان "المربع 18" في طهران بالإخلاء الفوري، على حد وصفه.
وادعى متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن العمليات تستهدف "بنى عسكرية تابعة للنظام الإيراني".
وذكرت مراسلة الأناضول أن أعمدة دخان شوهدت تتصاعد من جامعة الإمام الحسين العسكرية شرق طهران، عقب قصف نفذته مقاتلات إسرائيلية.
وفي بيان لاحق قال الجيش الإسرائيلي إن "أكثر من 50 مقاتلة نفذت غارات جوية على العاصمة الإيرانية"، استهدفت "موقعًا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي ومصانع أسلحة"، على حد تعبيره.
وأضاف البيان أن الغارات شملت مواقع تستخدم في إنتاج مواد لصواريخ أرض-أرض وأرض-جو.
اتصالات سياسية وعودة عالقين
سياسيًا، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب اجتماع أمني عقده الأخير مع كبار المسؤولين في إدارته.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول لم تسمّه إن التقديرات تشير إلى احتمال انضمام الولايات المتحدة إلى العمليات العسكرية ضد إيران.
وبمنشور على منصة "تروث سوشيال" قال ترامب: "على إيران الاستسلام دون شروط"، مضيفًا: "نعلم أين يختبئ المرشد الأعلى الإيراني، لكننا لن نستهدفه الآن".
من جهته، كتب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي عبر منصة إكس: "يجب التعامل بقوّة في مواجهة الكيان الصهيوني الإرهابي. لن نساوم الصهاينة أبدًا".
وفي السياق الداخلي، هبطت أول رحلة إجلاء إسرائيليين قادمين من الخارج في مطار بن غوريون صباح الأربعاء، وكانت قادمة من مدينة لارنكا القبرصية، ضمن ما وصفته الصحافة العبرية بـ"عملية العودة الآمنة".
وكانت إسرائيل علّقت حركة الطيران في المطار منذ بدء عملياتها العسكرية ضد إيران في 13 يونيو/حزيران.
ومنذ فجر الجمعة، تشن إسرائيل عدوانا على إيران يشمل قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، فيما ترد طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة.
ولا تزال التقديرات الإسرائيلية تشير إلى استمرار حالة التأهب، في ظل ما تعتبره الحكومة الإسرائيلية "مخاطر تقديم مساعدة للعدو" عبر الكشف عن مواقع الاستهداف.