ممثل غامبيا يدين، أمام كبار دبلوماسيي العالم الإسلامي، الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، ويصفها بانتهاكات استفزازية للقانون الدولي تهدف إلى تقويض جهود السلام الإقليمي وتحويل أنظار العالم عن الكارثة الإنسانية في غزة.
دعت جمهورية غامبيا، خلال كلمتها في الاجتماع الحادي والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في مدينة إسطنبول برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إلى تنسيق الجهود الدبلوماسية وتعزيز التضامن الإسلامي، في ظل التحديات المتصاعدة التي تواجه العالم الإسلامي.
وأعرب الوفد الغامبي عن إدانته الشديدة للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، واصفًا إياها بـ"الاستفزازية" و"المنتهكة للقانون الدولي"، مشيرًا إلى أنها تهدف إلى تقويض جهود السلام الإقليمي وتحويل أنظار المجتمع الدولي عن الكارثة الإنسانية الجارية في قطاع غزة.
وقال ممثل غامبيا إن "الاعتداءات على إيران تمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عضو في المنظمة، وتشكل محاولة متعمدة لصرف الأنظار عن الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة"، محذرًا من أن نحو 290 ألف طفل في القطاع المحاصر يواجهون خطر المجاعة والموت نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر.
وجددت غامبيا دعمها الثابت للقضية الفلسطينية، مطالبة بضرورة ممارسة ضغط دولي موحد وفوري على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي واستئناف عملية السلام. وأضاف ممثل الوفد: "لا ينبغي أن نقع في فخ الخداع والتضليل الإسرائيلي"، مؤكدًا أن الحل الدبلوماسي هو الخيار الوحيد الكفيل بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل دائم.
كما عبّر الوفد عن تقديره لتولي تركيا رئاسة الدورة الحالية، مثمنًا جهود جمهورية الكاميرون في قيادة الدورة السابقة، ومعلنًا دعمه لعرض العراق استضافة الدورة الثانية والخمسين. ووجّه الوفد شكره للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، السفير حسين إبراهيم طه، على قيادته الفاعلة.
وعلى صعيد القضايا الإنسانية، سلّطت غامبيا الضوء على الاضطهاد الذي تتعرض له الأقليات المسلمة حول العالم، خاصة الروهينغا في ميانمار، معربة عن شكرها للدول الأعضاء التي دعمت القضية التي رفعتها أمام محكمة العدل الدولية ضد ميانمار، داعية إلى تقديم مساهمات مالية إضافية لدعم استمرار هذه الدعوى، وقد خصّت الكويت بالشكر على تعهدها بتقديم مئة ألف دولار إضافية لصالح الصندوق الخاص بمنظمة التعاون الإسلامي لدعم الجهود القانونية.
وأعلنت غامبيا عن اعتزامها ترؤس اجتماع وزاري خاص حول قضية الروهينغا على هامش الدورة الحالية، في إطار السعي إلى حشد مزيد من الدعم الإقليمي والدولي.
وفي سياق التفاعل مع شعار القمة "منظمة التعاون الإسلامي في عالم متحوّل"، شدّد الوفد الغامبي على أهمية إصلاح مؤسسات المنظمة وتعزيز فعاليتها وقدرتها على الاستجابة السريعة، مستشهدًا بالبيان الختامي للقمة الإسلامية الخامسة عشرة التي عقدت في بانجول في مايو 2024، والذي أكد ضرورة تعزيز دور المنظمة كمظلة جامعة وفاعلة على الساحة الدولية.
وفي ختام الكلمة، جدّد الوفد الغامبي التزام بلاده الكامل بدعم جهود الإصلاح داخل المنظمة، مؤكدًا استعدادها للمشاركة البناءة في المشاورات الجارية، قائلاً: "إذا أردنا لمنظمة التعاون الإسلامي أن تكون مركزًا أكثر تأثيرًا في العالم، فعلينا توحيد الجهود وبناء شراكات استراتيجية على المستوى الدولي".
واختُتمت الكلمة بتمنيات لتركيا بالنجاح في رئاسة الدورة الحالية، ولأعمال الاجتماع الحادي والخمسين بالتوفيق وتحقيق الأهداف المرجوة.
