الإعلامي ناصر اللحام: الاحتلال يقهر ويستهدف الصحفي الفلسطين

14:1021/07/2025, Pazartesi
الأناضول
الإعلامي ناصر اللحام: الاحتلال يقهر ويستهدف الصحفي الفلسطين
الإعلامي ناصر اللحام: الاحتلال يقهر ويستهدف الصحفي الفلسطين

مدير تحرير وكالة معا الفلسطينية المحلية: - زملاء لنا قتلوا وأصيبوا بفعل فاعل ويعتقلون ويمنعون من الصحافة - أخشى على حياتي وحياة عائلتي ولا أعلم إن كنت سأواصل عملي صحفيا أم لا - اعتقالي كان تعسفيا ووجهت إلى تهم غير حقيقية منها الاتصال بجهات معادية لإسرائيل ومساعدتها

قال الصحفي الفلسطيني، ناصر اللحام، إن صحفيي بلاده يقهرون مثل بقية أبناء الشعب الفلسطيني، ومستهدفون بالقتل وإطلاق النار والاعتقال على يد الجيش الإسرائيلي سواء في الضفة أو في قطاع غزة الذي يشهد إبادة إسرائيلية منذ 22 شهرا.

جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول في مكتبه بمدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، تحدث فيه عن ظروف اعتقاله وما يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون من استهداف وتنكيل على يد الجيش الإسرائيلي، وذلك بعد أن أفرج عنه مساء الثلاثاء بعد اعتقال دام 9 أيام في السجون الإسرائيلية.

واللحام هو رئيس تحرير وكالة معا الفلسطينية المحلية، ومدير مكتب قناة الميادين اللبنانية في الضفة الغربية، وخبير وكاتب سياسي فلسطيني.

وفي 7 يوليو/ تموز الجاري اعتقل الجيش الإسرائيلي اللحام، من منزله جنوب الضفة.

وقالت وكالة "معا" على موقعها الإلكتروني، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي داهمت منزل اللحام وحطمت محتوياته، وصادرت أجهزة حاسوب وهواتفه الشخصية. واعتقلته".

وفي حديثه مع الأناضول، قال اللحام: "الصحفي الفلسطيني اليوم يقهر كما بقية أبناء الشعب الفلسطيني وهو الآن مستهدف. زملاء قتلوا وأصيبوا بفعل فاعل ويعتقلون ويمنعون من الصحافة".

وزاد: "أخاف أن أصرح برأيي أخاف على أولادي وأخاف على من حولي".

وتابع: "بعد 45 عاما في السياسة و35 عاما من العمل الصحفي أنا اليوم لا أعلم هل أكمل عملي كصحفي أم لا".

وطالب اللحام العالم بالتحرك لحماية الصحفيين الفلسطينيين قائلا: "على كل ضمير أن يتحرك ولا يوجد أي مبرر لإطلاق النار على رأس الصحفي والتعامل مع الكاميرا كأنها RPG (سلاح مضاد للدبابات)".

وأضاف: "نحن بشر ليس مطلوب منا أن نقتل أنفسنا حتى يستمتع عنصري".

** اعتقال تعسفي

وأضاف اللحام: "الأمر يتعلق بقضية ورسالة الصحافة وأنا موقفي واضح من اليوم الأول لا للحروب ولا للقتل والتعذيب وما حدث عقوبات جماعية على شعبي".

واستطرد: "لا أخفيك سرا أنني خائف على نفسي وأولادي لأن إسرائيل باتت تستهدف الصحفيين إما بالقتل أو الاعتقال وهذا ظلم كبير".

وأشار إلى أن اعتقاله كان تعسفيا لأن التهم الموجهة إليه لا تنطبق عليه، ومنها الاتصال بجهات معادية لإسرائيل ومساعدتها.

وتابع: " أنا لا أساعد أحد، أنا صحفي ومحلل سياسي، إذا كان التحليل جريمة هذه مشكلة الحكومات وليست مشكلتي".

ولفت إلى أنه ينتظر ما يقوله له المحامي ليعرف هل سيستمر في عمله صحفيا أم لا.

وقال: "إذا نصحني (يقصد المحامي) بعدم الحكي (الحديث) سأعتبر نفسي أجبرت على اعتزال الصحافة".

وأضاف: "أنا الآن بانتظار تفسير قرار المحكمة وما فهمت أنه قرار من الكابينت الإسرائيلي وإذا كان ذلك فأنا لا أملك القوة والمال لأكافح حكومات وأحمي نفسي وزملائي وعائلتي".

ومنذ بدء الإبادة في غزة قتل الجيش الإسرائيلي 228 صحفيا فلسطينيا، وأصاب المئات وفق المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة.

وفي يونيو/ حزيران الماضي قال نادي الأسير الفلسطيني (أهلي) إن الجيش الإسرائيلي اعتقل 80 صحفيا فلسطينيا منذ بدء حرب الإبادة على غزة، وأبقى على اعتقال 49 منهم يخضعون للتجويع والتعذيب.

** الأسرى الفلسطينيون

وتحدث اللحام عن الأسرى الفلسطينيين قائلاً: "عندما تقيد وتعصب الأعين وتصبح مسلوب الإرادة وقتها أي شخص يستطيع أن يفعل بك ما يريد".

وأضاف: "لا أرى الأمر شخصيا بل هو ما جرى لكل الشبان من الضفة وغزة في معتقل عوفر غرب رام الله. هو عقاب جماعي واعتداء على الجسد والأخلاق والإنسانية وأرى السجن ليس للإنسان والتفنن في السجون بهذا الشكل هو مرض نفسي".

وأعرب الصحفي الفلسطيني عن أمله أن تنتهي حرب الإبادة "الملعونة" التي تحولت إلى عقوبات جماعية ضد الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن السجناء لا يعلمون شيئا عما يجري في الخارج قائلا: "لا يوجد أخبار، ولم أكن أعلم أين أنا وكم الساعة وأي شيء حتى أفرج عني".

وبشأن الإفراج عنه قال اللحام: " طُلب مني تغيير ملابسي وأعطيت ملابس أشبه بالبيجامة، وعلى أحد الحواجز أفرج عني وطلب مني أن أركض لا أعلم لماذا، ركضت حتى وصلت إلى منطقة ما بالضفة ومن ثم وصلت إلى بيتي".

والأسبوع الماضي قال بيان مشترك لنادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير (حكومية)، إن عدد حالات الاعتقال في الضفة، بما فيها القدس، منذ بدء الإبادة الجماعية في غزة بلغ أكثر من 18 ألف حالة اعتقال، وهذا المعطى لا يشمل أعداد حالات الاعتقال في غزة، التي تُقدّر بالآلاف.

وذكر البيان أن إسرائيل "تعتقل في سجونها 10 آلاف و800 فلسطيني، من بينهم 50 سيدة و450 طفلا و3629 معتقلا إداريا (دون تهمة)".

يأتي ذلك بينما ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت نحو 200 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

وبالتوازي مع إبادة غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 1001 فلسطيني على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.

#إسرائيل
#السجون الإسرائيلية
#الصحفي ناصر اللحام
#الضفة الغربية
#فلسطين