
ممثلوها طالبوا نظراءهم في العالم بمواقف واضحة وصريحة تدين سياسة التجويع الجماعي التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة باعتبارها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية
أطلق نقابيون وممثلو اتحادات شعبية فلسطينية، الثلاثاء، نداء عاجلا إلى النقابات المهنية في العالم، دعوهم فيه إلى التحرك ضد حرب التجويع التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي استضافته نقابة المحامين الفلسطينيين في مدينة رام الله، بمشاركة نقباء وأمناء عامين من النقابات المهنية والاتحادات الشعبية.
ووجه هؤلاء نداء مشتركا لحشد موقف نقابي وشعبي عالمي لوقف هذه الجريمة المستمرة، ودعوة المؤسسات الدولية لتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومع إغلاق إسرائيل الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
وقال المشاركون في ندائهم: "يتعرض أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة لحصار خانق، ولجريمة ممنهجة تُستخدم فيها سياسة التجويع كسلاح حرب".
وأشاروا إلى أن "الموت جوعا بات واقعا يوميا يُسجّل في شهادات الوفاة، وتوثقه تقارير المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية".
وأضافوا أن "المجاعة تفتك بالمرضى والضعفاء في ظل منع متعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي لإدخال الغذاء والدواء، إلى جانب استهداف البنية التحتية الحيوية، بما فيها المستشفيات، ومحطات توليد الكهرباء، ومرافق المياه".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة وفيات المجاعة وسوء التغذية منذ أكتوبر 2023 إلى 101 بينهم 80 طفلا، بعد وفاة 15 فلسطينيا بينهم 4 أطفال خلال 24 ساعة الماضية.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الأحد الماضي، من أن القطاع أصبح على أعتاب "الموت الجماعي"، بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق المعابر.
وطالب النقابيون نظراءهم في العالم بـ"إصدار مواقف واضحة وصريحة تدين سياسة التجويع الجماعي في قطاع غزة، باعتبارها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية" و"التحرك الفوري عبر الأطر الدولية لتفعيل آليات المساءلة".
وشددوا على "ضرورة دعم الجهود القانونية لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم أو أمام المحاكم الوطنية التي تطبق مبدأ الاختصاص الجنائي العالمي".
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.
وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 201 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.