
في كلمة لوزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي..
قال وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، الثلاثاء، إن مصداقية وفعالية مجلس الأمن الدولي تآكلت نتيجة التنفيذ الانتقائي لقراراته والمعايير المزدوجة وتسييس المبادئ الإنسانية.
جاء ذلك في كلمة له خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن الحل السلمي للنزاعات.
وأضاف أن "التعددية مهم ليس لأنه يسهّل العمل الدبلوماسي فقط، بل لأنه مطلب ضروري في هذا العصر، وحل النزاعات بطرق سلمية ليس مجرد مبدأ، بل هو جوهر الاستقرار العالمي".
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يواجه صورة مقلقة للغاية، جراء الصراعات العالقة، والخلافات المزمنة، والأزمات الجديدة المتصاعدة، والتنافسات الجيوسياسية، وتآكل الثقة في المؤسسات المتعددة الأطراف، وانتهاكات قرارات مجلس الدولي.
ولفت إلى أن كل ذلك يقوض الالتزام المشترك بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين واحترام القانون الدولي، مشددا أن لهيب الحرب لا يزال مستمرا في جميع أنحاء العالم.
وأردف: "يتعين علينا جميعا أن ندرك أن السلام الدائم لا يبنى من خلال استعراض القوة أو الأحادية، بل من خلال الحوار والاحترام المتبادل والدبلوماسية الشاملة".
وشدد أن المسؤولية الأساسية عن حل النزاعات سلميا تقع على عاتق مجلس الأمن الدولي.
وأضاف "ما زلنا نشهد استمرار النزاعات العالقة، والتي ظلت مدرجة على جدول أعمال المجلس لعقود".
وتابع "التنفيذ الانتقائي لقرارات المجلس، والمعايير المزدوجة، وتسييس المبادئ الإنسانية، كلها عوامل تُقوّض مصداقية المجلس وفعاليته، وتُعدّ الظلم المستمر في فلسطين وجامو وكشمير الخاضعة للاحتلال الهندي مثالين واضحين على ذلك".
وتطرق دار إلى التطورات في غزة، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني في غزة خطير للغاية وأن المدنيين يدفعون ثمن العنف والحرمان.
وجدد التأكيد على دعوته إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة وجميع الأراضي المحتلة، مضيفا: "يجب أن يكون وقف إطلاق النار نقطة انطلاق على الطريق نحو سلام أكثر شمولا واستدامة".
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومع إغلاق إسرائيل الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.