
جاء ذلك في رسالة بعث بها الرئيس محمود عباس إلى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيوغوريتش، نقلها المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية..
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، الأمم المتحدة إلى التدخل الفوري لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومنع استخدام الغذاء كسلاح حرب، ودعا إلى الإفراج عن أموال المقاصة التي تسيطر عليها إسرائيل.
جاء ذلك في رسالة رسمية وجّهها عباس إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، نقلها المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
ووفق الوكالة، قدّم منصور إحاطة حول آخر التطورات في الأراضي الفلسطينية، وسلّم غوتيريش الرسالة الخطية التي طالب فيها عباس بـ"تدخل الأمين العام وقادة الدول للوقف الفوري للعدوان، ووقف التجويع واستخدام الغذاء سلاح حرب، خصوصًا في قطاع غزة".
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومع إغلاق إسرائيل الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
كما دعا الرئيس الفلسطيني إلى الإفراج عن أموال المقاصة التي تسيطر عليها إسرائيل، لتمكين الحكومة الفلسطينية من القيام بمهامها تجاه الشعب الفلسطيني، بما في ذلك غزة.
وتُعرف أموال المقاصة بأنها ضرائب تفرض على السلع المستوردة إلى الأراضي الفلسطينية عبر المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل، ويتم تحويلها شهريًا إلى السلطة الفلسطينية، إلا أن تل أبيب بدأت منذ عام 2019 باقتطاع أجزاء منها بحجج مختلفة، وقدرت مجموع الاقتطاعات حتى اليوم بنحو 2.7 مليار دولار.
وفي السياق، أشارت "وفا" إلى أن السفراء العرب لدى الأمم المتحدة عقدوا اجتماعًا مطولًا مع غوتيريش، ناقش الأوضاع المتدهورة في فلسطين، ضمن التحضيرات لعقد المؤتمر الدولي لتنفيذ حل الدولتين، المقرر في 28 يوليو/تموز الجاري، برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا.
وفي كلمته خلال مناقشة عامة بالأمم المتحدة، قال المراقب الدائم لفلسطين رياض منصور إن "21 شهرا من الإبادة الجماعية، أدت إلى تدمير كل مقومات الحياة والتنمية المستدامة، وكل جانب من جوانب سبل العيش، وقضت على كل الظروف الضرورية للحياة نفسها"، وفق وفا.
وأضاف أن "أكثر من 60 ألف فلسطيني قد قتلوا بما في ذلك 20 ألف طفل"، مشيراً إلى أن مدنا بأكملها قد دمرت بالقصف الإسرائيلي، "فيما انهار النظام الصحي تحت وطأة الهجمات المتواصلة على المستشفيات والمرافق الطبية".
وتابع أن "المجاعة لم تعد تهديدا وشيكا، بل واقعا صنعه الاحتلال، الذي يستعمل الجوع كسلاح بشكل متعمد".
وشدد على أن "التربة والبيئة باتت ملوثة بسبب أكثر من 100 ألف طن من المتفجرات ألقيت على المنازل والمدارس والبنية التحتية الحيوية بشكل عشوائي"، وفق ذات المصدر.
وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 201 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.