
لمعارضته خطة رئيس الوزراء لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل..
يعتقد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أن عائلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تسعى إلى إقامته، لمعارضته خطة إعادة احتلال قطاع غزة، وفق إعلام عبري مساء الثلاثاء.
وفجر الجمعة، أقر المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) خطة طرحها نتنياهو لإعادة احتلال غزة بالكامل؛ ما أثار احتجاجات إسرائيلية اعتبرتها بمثابة "حكم إعدام" بحق الأسرى.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن "رئيس أركان الجيش إيال زامير أبلغ ضباطا كبار ومسؤولين خارج الجيش أن عائلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومساعديه يسعون لإقالته".
وأوضحت أن "زامير أدلى بهذا التصريح خلال مشاورات أُجريت مؤخرا مع هيئة الأركان العامة وشخصيات من خارج الجيش، بينهم رئيس الأركان السابق غابي أشكنازي".
وزادت أن زامير أخبرهم بأن "عائلة رئيس الوزراء سلطت عليَّ الضوء وتستهدفني بسبب معارضتي لعملية مدينة غزة، وترغب بعزلي".
فيما نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصدر مطلع على المشاورات الأخيرة لم تسمه القول إن "رئيس الأركان يدرك تماما ما يحدث، ولا ينوي تسليم الجيش لنتنياهو و (وزير الدفاع يسرائيل) كاتس".
وأضاف أن نتنياهو عامل رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي بالطريقة نفسها عندما عارض تحركاته.
ورأى أن "هذا بالضبط ما فعلوه بهاليفي ليحولوه إلى بطة عرجاء في الجيش" قبل أن يستقيل في يناير/ كانون الثاني الماضي.
ويدعم كاتس موقف نتنياهو في الخلاف مع زامير.
ومساء الثلاثاء، قالت قناة "كان"، التابعة لهيئة البث، إن زامير مُنع مساء الاثنين من دخول مكتب كاتس، رغم أنه كان هناك اجتماعا مقررا بينهما.
وأوضحت نقلا مصادر بالجيش أن زامير وصل إلى اجتماع مُنسّق مُسبقا، لكن قيل له إن كاتس مشغول، وزعم مكتب الوزير أن مكتب رئيس الأركان أُبلغ بعدم حضور كاتس، ومع ذلك وصل زامير.
وعقد زامير، الليلة الماضية، نقاشا حول التعيينات برتبة لواء في الجيش، إلا أن مكتب كاتس أعلن رفضه الموافقة على التعيينات، ورغم ذلك نشر الجيش لاحقا قائمة التعيينات الجديدة.
وطفت في وسائل الإعلام خلافات بين زامير ونتنياهو منذ أن طرح الأخير خطته لاحتلال قطاع غزة، الذي سبق أن احتلته إسرائيل 38 سنة بين 1967 و2005.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
في المقابل يطرح زامير "خطة تطويق" تشمل محاور عدة في غزة، بهدف ممارسة ضغط عسكري على حركة "حماس" لإجبارها على إطلاق الأسرى، دون الانجرار نحو "أفخاخ استراتيجية".
ورفضا لخطة نتنياهو، قالت عائلات الأسرى وقتلى الجيش الإسرائيلي، الأحد، إنها تعتزم تنفيذ إضراب شامل وشل الحياة في 17 أغسطس/ أغسطس الجاري، ولاحقا أعلنت شركات وجامعات نيتها المشاركة.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير لقسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و599 قتيلا فلسطينيا وو154 ألفا و88 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 222 شخصا، بينهم 101 طفل.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.