
وزارة الخارجية تعقيبا على تصريحات وزيرين إسرائيليين
اعتبرت فلسطين، الأربعاء، دعوة وزيرين إسرائيليين لضم الضفة الغربية المحتلة وفرض "السيادة" عليها، تغطية لجرائم الجيش والمستوطنين الإسرائيليين المرتكبة بالضفة.
وأدانت الخارجية الفلسطينية في بيان "الدعوات والمواقف التحريضية التي يطلقها وزراء في حكومة الاحتلال، ومن (حزب) الليكود أيضاً، لما يسمونه فرض السيادة وتفكيك السلطة الوطنية الفلسطينية، ويسابقون الزمن لتسريع وتيرة ضم الضفة".
واعتبرت تلك التصريحات "اعترافات رسمية بأهداف إجراءات الاحتلال أحادية الجانب غير القانونية وفي مقدمتها الاستيطان، وتوفر الغطاء السياسي لجرائم واعتداءات المستوطنين وتشجعهم على ارتكاب المزيد منها".
وتابعت أن تلك التصريحات "تفسر لمن يريد أن يفهم من العالم والدول أبعاد استباحة الاحتلال ومستوطنيه للضفة ومواطنيها وأرضهم وبلداتهم وممتلكاتهم ومقدساتهم".
وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي والدول بـ"التعامل بمنتهى الجدية مع تلك التصريحات باعتبارها استعمارية توسعية عنصرية تستوجب العقاب واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لضمان وقفها ومنع تنفيذها حماية لفرصة تحقيق السلام على أساس حل الدولتين".
والثلاثاء، جدد وزيران إسرائيليان الحديث عن مزاعم "إسرائيل الكبرى"، التي تشمل وفق ادعاءاتهم، الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من دول عربية من الفرات إلى النيل، والتي تعني عدم وجود لأي دولة فلسطينية.
وفي سياق تلك الرؤية المزعومة، قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين خلال مؤتمر بالقدس الغربية لدعم الاستيطان إنه "ستكون هناك دولة واحدة بين نهر الأردن والبحر (الأبيض المتوسط) هي دولة الشعب اليهودي"، وفق ما أوردته الأربعاء، القناة السابعة العبرية.
وأضاف كوهين أن "أهم ما يجب أن ندفعه قدما" خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "هو فرض السيادة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
وفي يوليو/ تموز الماضي، أيد الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي بأغلبية 71 نائبا من أصل 120، اقتراحا يدعم ضم الضفة الغربية وغور الأردن إلى إسرائيل، في خطوة أثارت رفضا عربيا ودوليا واسعا باعتبارها انتهاكا للقانون الدولي.
وفي كلمة خلال احتفال بالموافقة على بناء 17 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، الثلاثاء، شجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المستوطنين على مواصلة اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين في الضفة، وألمح إلى قرب ضمها.
من جانبه، أكد وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار، خلال المؤتمر ذاته، مواصلة حكومته توسيع الاستيطان. وقال إن "مهمة (فرض) السيادة لا تقل أهمية عن الاستيطان، علينا أن نطبق السيادة على كامل أرض إسرائيل حتى لا يبقى مواطنون من الدرجة الأولى والثانية هنا، بمجرد أن نطبق السيادة، سنتمكن من القول إننا أنجزنا شيئا حقيقيا".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وبموازاة حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، فقتلوا ما لا يقل عن 1016 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.
وخلّفت الإبادة 62 ألفا و895 قتيلا، و158 ألفا و927 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 313 فلسطينيا، بينهم 119 طفلا حتى الأربعاء.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.