
المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل اتهم واشنطن بأنها "تريد القضاء على كل مقومات الصمود والدفاع التي يتمتع بها لبنان وتحويله إلى مستعمرة أمريكية ـ إسرائيلية"
حذر حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله"، الأربعاء، مما سماه "أفخاخا قاتلة" من جانب الولايات المتحدة للإيقاع بين الجيش اللبناني و"المقاومة".
واتهم الخليل واشنطن بأنها "تريد القضاء على كل مقومات الصمود والدفاع التي يتمتع بها لبنان وتحويله إلى مستعمرة أمريكية ـ إسرائيلية"، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
واعتبر أن "الإدارة الأمريكية استطاعت أن تجر الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ القرارات الخطيئة كخطوة أولى نحو مسار متكامل من الاستسلام والخضوع الكاملين"
وفي يونيو/ حزيران الماضي، قدم الموفد الأمريكي توماس باراك، ورقة مقترحات إلى الحكومة اللبنانية تضمنت نزع سلاح "حزب الله" وحصره بيد الدولة، مقابل انسحاب إسرائيل من خمس نقاط حدودية تحتلها في الجنوب، إضافة إلى الإفراج عن أموال مخصصة لإعمار المناطق المتضررة من الحرب الأخيرة.
وأدخلت الحكومة اللبنانية تعديلات على الورقة قبل أن تقرّها في مجلس الوزراء، حيث أقرّت في 7 أغسطس/ آب الجاري "أهداف المقترح"، بما فيها حصر السلاح بيد الدولة، وهو ما أثار خلافًا مع "حزب الله" الرافض للتخلي عن سلاحه قبل انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة جنوبا.
وقال الخليل إن "الإدارة الأمريكية التي أرسلت رسلها إلى بيروت بدءا (بالمبعوثة مورغان) أورتاغوس ثم توم براك بأوراقه الأولى والثانية والثالثة، ثم أتبعته بوفد موسَّع ضم أعضاءً في الكونغرس والإدارة، أرادت أن تغسل يديها بالكامل من كل تعهداتها السابقة وضماناتها الصريحة والتزاماتها بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها اليومية والانسحاب من المناطق المحتلة من لبنان".
وتابع أن "دفع الأمريكيين باتجاه زج الجيش اللبناني الوطني للوقوف بوجه أهله وشعبه والإيقاع بينه وبين المقاومة (حزب الله) ما هي إلَّا محاولة دنيئة لهدم ركنين أساسيين في بنيان هذا البلد وهما الجيش والمقاومة".
وأدان الخليل ما وصفه بـ"هذا الحراك الدنيء ونُكرّر على مسامع المسؤولين الرسميين في لبنان التنبُّه من الوقوع في مثل هذه الأفخاخ القاتلة".
ومساء الاثنين، وصل باراك إلى بيروت ضمن وفد ضم أورتاغوس، نائبة المبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط، والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، لإجراء مباحثات بشأن قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيدها، ومسألة الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة.
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، أكد أن الحزب لن يسلم سلاحه إلا في حال انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية وإيقاف عدوانها على البلاد والإفراج عن الأسرى وبدء إعادة الإعمار.
واندلعت المواجهات عبر الحدود بين إسرائيل و"حزب الله" في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتصاعدت إلى حرب شاملة في سبتمبر/ أيلول 2024، أسفرت عن مقتل نحو 4 آلاف شخص في لبنان، بينهم الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، وإصابة نحو 17 ألف آخرين.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن ما لا يقل عن 282 قتيلا و604 جرحى، وفق بيانات رسمية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.