
القيادي عزت الرشق قال إن تصريحات ستيف ويتكوف "ترديد أعمى لرواية الاحتلال"، مؤكدًا أن حماس وافقت على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار، بينما تجاهله نتنياهو وواصل التصعيد العسكري في غزة
انتقدت "حماس"، الأربعاء، تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، التي اتهم فيها الحركة بعرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة، واعتبرتها انحيازا لرواية إسرائيل، وغطاء لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لمواصلة حرب الإبادة.
وقال القيادي بالحركة عزت الرشق في منشور عبر تلغرام: "نستغرب التصريحات الصادرة عن ويتكوف، التي زعم فيها أن حركة حماس مسؤولة عن عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وأؤكّد أنها لا تعكس حقيقة ما تواجهه المفاوضات من تعطيل ممنهج بفعل تعنّت الاحتلال".
وأضاف: "لقد باتت تصريحات ويتكوف مجرد صدى لصوت نتنياهو وحكومته من مجرمي الحرب، في ترداد أعمى لرواية الاحتلال، بعيدا عن الحقائق التي يعرفها الوسطاء والمجتمع الدولي".
وشدد على أن "الموقف الأمريكي جاء بعد إعلان الحركة بشكل واضح موافقتها على المقترح الذي قدمه الوسيطان المصري والقطري قبل 10 أيام، وفي ظل تجاهل الاحتلال الكامل للمقترح، وحشده لقواته وشروعه في تدمير مدينة غزة وارتكاب المجازر فيها".
وشدد الرشق على أن هذه المواقف "تعكس سياسة الانحياز الأمريكي للاحتلال، والغطاء الذي تمنحه إدارة واشنطن لنتنياهو، بما يمكنه من الاستمرار في جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة".
وفي 18 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت حماس موافقتها على مقترح تقدم به الوسطاء دون أن توضح مزيدا من التفاصيل بشأنه.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن المقترح "مشابه جدا" لمقترح ويتكوف الأساسي، والمتمثل في إطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 جثمانا مقابل 60 يوما من وقف إطلاق النار ومفاوضات لإنهاء الحرب.
فيما نقل إعلام عبري إن المقترح المطروح حاليا يشمل كذلك إعادة انتشار القوات الإسرائيلية قرب الحدود لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وتجاهل نتنياهو، انتظار الوسطاء (مصر وقطر) للرد على مقترح التهدئة الذي وافقت عليه "حماس"، وقال في 20 أغسطس، إنه وجّه بتسريع تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من أن يؤدي ذلك إلى تدمير كامل القطاع وزيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم.
وأعلنت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62 ألفا و895 قتيلا، و158 ألفا و927 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 313 فلسطينيا، بينهم 119 طفلا حتى الأربعاء.