
في القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر قبل نحو أسبوع..
حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، من أن ما تفعله إسرائيل بالمنطقة "لن يقود لاتفاقات سلام جديدة بل قد يجهض الاتفاقات الحالية".
جاء ذلك في كلمته بالقمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، بمشاركة زعماء وقادة ومسؤولين من نحو 57 دولة، لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر قبل نحو أسبوع.
وترتبط مصر والأردن - من بين دول عربية أخرى - باتفاقات سلام مع إسرائيل التي تسعى لإبرام اتفاقات تطبيع أخرى خلال الفترة المقبلة.
وشن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، هجوما جويا على قيادة حركة "حماس" بالدوحة، ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على العدوان الذي قتل عنصرا من قوى الأمن الداخلي القطري.
فيما أعلنت "حماس" نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.
وأثار العدوان الإسرائيلي على سيادة قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع تل أبيب لوقف اعتداءات التي تنتهك القانون الدولي.
** تحذير مصري
وأكد السيسي أن "القمة المهمة، تنعقد في توقيت بالغ الدقة، وفى ظل تحديات جسام تواجهها المنطقة، التي تسعى إسرائيل لتحويلها إلى ساحة مستباحة للاعتداءات، بما يهدد الاستقرار في المنطقة بأسرها"، مدينا الهجوم على الدوحة ومؤكدا التضامن معها.
وأضاف أن "الممارسات الإسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء وأحذر من أن السلوك الإسرائيلي المنفلت من شأنه توسيع رقعة الصراع والتصعيد وهو ما لا يمكن القبول به أو السكوت عنه".
وشدد على أن إسرائيل "تحاول إفشال كل محاولات التهدئة (..) وهذه الغطرسة الإسرائيلية تتطلب من دول القمة رؤية للتعاون في هذا الظرف الدقيق لمنع أي ترتيبات أحادية بالمنطقة".
وتابع السيسي: "لشعب إسرائيل أقول: إن ما يجرى حاليا يقوض مستقبل السلام، ويهدد أمنكم، وأمن جميع شعوب المنطقة، ويضع العراقيل أمام أي فرص لأية اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة".
وأكمل: "حينها ستكون العواقب وخيمة؛ وذلك بعودة المنطقة إلى أجواء الصراع، وضياع ما تحقق من جهود تاريخية لبناء السلام، ومكاسب تحققت من ورائه، وهو ثمن سندفعه جميعا بلا استثناء".
** دعوة لمحاسبة إسرائيل
ودعا الرئيس المصري "المجتمع الدولي، إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، لضمان عدم تكرار هذه الاعتداءات، وإنهاء الحرب الإسرائيلية الغاشمة، بما يقتضيه ذلك؛ من محاسبة ضرورية للمسؤولين، عن الانتهاكات الصارخة، ووضع حد لحالة الإفلات من العقاب".
ولفت إلى أن "النهج العدواني الذى يتبناه الجانب الإسرائيلي، إنما يحمل في طياته نية مبيتة لإفشال كافة فرص تحقيق التهدئة والتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الدائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى".
واعتبر أيضا "أن هذا التوجه؛ يشى بغياب أي إرادة سياسية لدى إسرائيل، للتحرك الجدى في اتجاه إحلال السلام بالمنطقة".
وبشأن غزة، أكد السيسي "الرفض الكامل من مصر، لاستهداف المدنيين، وسياسة العقاب الجماعي والتجويع، التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكذلك رفض أي مقترحات من شأنها تهجير الفلسطينيين من أرضهم".
** إطار حاكم للتعاون
وبشأن رؤية مصر للتعاون بشأن مستقبل المنطقة، قال الرئيس المصري إن "الانفلات الإسرائيلي، والغطرسة الآخذة في التضخم، تتطلب منا كقادة للعالمين العربي والإسلامي، العمل معا نحو إرساء أسس ومبادئ، تعبر عن رؤيتنا ومصالحنا المشتركة ".
ولفت إلى أنه "لعل اعتماد مجلس الجامعة العربية، في دورته الوزارية الأخيرة، القرار المعنون: الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة، يمثل نواة يمكن البناء عليها، وصولا إلى توافق عربي وإسلامي، علـى إطار حاكم للأمن والتعاون الإقليميين، ووضع الآليات التنفيذية اللازمة، للتعامل مع الظرف الدقيق الذى نعيشه".
ونبه إلى أن ذلك "يحول دون الهيمنة الإقليمية لأى طرف، أو فرض ترتيبات أمنية أحادية، تنتقص من أمن الدول العربية والإسلامية واستقرارها".
** آلية تنسيق وتعاون
وتابع: "يجب أن تتغير مواقفنا من نظرة العدو نحونا، ليرى أن أي دولة عربية؛ مساحتها ممتدة من المحيط إلى الخليج، ومظلتها متسعة لكل الدول الإسلامية والدول المحبة للسلام".
وأكد أن "النظرة كي تتغير فهي تتطلب قرارات وتوصيات قوية، والعمل على تنفيذها بإخلاص ونية صادقة، حتى يرتدع كل باغ، ويتحسب أي مغامر".
وأضاف: "فقد أصبح لزاما علينا في هذا الظرف التاريخي الدقيق، إنشاء آلية عربية إسلامية للتنسيق والتعاون، تمكننا جميعا من مواجهة التحديات الكبرى، الأمنية والسياسية والاقتصادية".
وشدد على أن "تلك الآلية السبيل لتعزيز جبهتنا، وقدرتنا على التصدي للتحديات الراهنة، واتخاذ ما يلزم من خطوات، لحماية أمننا ورعاية مصالحنا المشتركة".
يذكر أن الهجوم الإسرائيلي على قطر قبل نحو أسبوع، جاء رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبمشاركة أمريكية، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف 7إطلاق النار.
وبهذا الهجوم وسعّت إسرائيل اعتداءاتها في المنطقة، إذ شنت في يونيو/ حزيران الماضي عدوانا على إيران، وترتكب منذ نحو عامين إبادة جماعية متواصلة بقطاع غزة وعدوانا بالضفة الغربية المحتلة، وتنفذ غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن.