بلا سلاح.. نوبات حراسة ببلدة سنجل لإحباط اعتداءات المستوطنين

12:4919/09/2025, пятница
الأناضول
بلا سلاح.. نوبات حراسة ببلدة سنجل لإحباط اعتداءات المستوطنين
بلا سلاح.. نوبات حراسة ببلدة سنجل لإحباط اعتداءات المستوطنين

- فريق الأناضول يرافق متطوعين فلسطينيين يحرسون بلدة سنجل بالضفة الغربية لإحباط هجمات المستوطنين - عبد الله أبو العز: نمضي الليل على التلال لنحمي بلدتنا من اعتداءات المستوطنين التي تزايدت بالأشهر الأخيرة - سنان عصفور: لا نملك إلا العصي والكشافات ووسائل الاتصال لصد أي هجوم، ومع ذلك بتنا نشكل حالة ردع - بهاء فقهاء، نائب رئيس بلدية سنجل: قرار تشكيل لجنة الحراسة أمر هام ومصيري تحت غطاء من البلدية

بعيون ساهرة وبمصباح بيده اليمنى وبهاتف محمول بيسراه، يرقب الفلسطيني عبد الله أبو العز محيط بلدته سنجل وسط الضفة الغربية المحتلة، في محاولة منه برفقة متطوعين آخرين حماية البلدة من هجمات المستوطنين الإسرائيليين.

منذ 4 شهور وأبو العز (38 عاما) ورفاقه المتطوعين في لجنة "الحراسة الليلة"، يقومون - دون حمل سلاح - بهذه المهمة التي وصفها بـ"النبيلة"، لتوفير الأمن والأمان لسكان بلدته.

وتشكلت اللجنة تحت إطار بلدية سنجل (شمال مدينة رام الله)، وبدعم من المجتمع المحلي جراء تصاعد اعتداءات المستوطنين في الآونة الأخيرة على المواطنين وممتلكاتهم.

فريق الأناضول رافق أبو العز وهو يتنقل بمركبته الخاصة بين تلال ونقاط مرتفعة تشرف على البلدة، ويتمركز في نقطة يشعل فيها النار مع رفاقه، ويمضون ليلتهم في العراء.

يمسك مصباحه اليدوي بين الحين والآخر ويسير على جبال وتلال وطرقات قد يتسلل منها المستوطنون، ويتواصل مع بقية الحراس بواسطة جهاز لاسلكي.

يقول عبد الله: "مهمتنا نبيلة، نمضي الليل هنا على التلال ونحمي البلدة من اعتداءات المستوطنين التي باتت تتزايد في الأشهر الأخيرة".

ويضيف: "وجود الشباب في الحراسة يعطي المواطنين - وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ - الأمن والأمان".

ويتابع: "وجودنا هنا يشكل ردعا للمستوطنين، ونعمل كمجموعات تتناوب على الحراسة".

ويوضح أنه عند شعوره أو أي من رفاقه بخطر أو رصد تحركات لمستوطنين، يرسل تنبيها لشبان من البلدة يقدر عددهم بـ 200 شاب، ليكونوا على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم.

وسبق لعبد الله أن تعرض عدة مرات لاعتداءات المستوطنين، وأطلق عليه الرصاص أيضا.

ويشرح قائلا: "المستوطن مسلح بأسلحة نارية وعصي وأدوات حادة وغاز، أما نحن نقابلهم بصدور عارية في أحسن الأحوال نتسلح بالحجارة وبعض العصي الخشبية، ومع ذلك لن نسمح لهم بالاعتداء على السكان والممتلكات".

وتعليقا على اقتحام الجيش الإسرائيلي البلدة وملاحقته لجان الحراسة، يقول عبد الله: "لا فرق بين الجيش والمستوطنين".

ويشير إلى أن الجيش اعتقل شابا من لجان الحراسة وسلمه للمستوطنين الذين انهالوا عليه بالضرب المبرح قبل أن يتركوه.

ويتابع: "ومع ذلك، سنبقى نحرس البلدة، نحن لا نهاجم أحد نحمي بلدتنا وبيوتنا وشرفنا وعرضنا".

أما سنان عصفور، أحد المتطوعين فيقود مركبته برفقة بعض الشبان، بين مزارع وبيوت على أطراف البلدة، لكن بحذر.

وعرض عصفور مقطع مصور يظهر تعرض مركبته بمن فيها لكمين للمستوطنين الذي انهالوا عليهم بالضرب.

وبهذا الخصوص، يقول: "كل ليلة نحن هنا، نترقب تحركات المستوطنين، وفي كثير من الأحيان نسلط عليهم إنارة المصابيح حتى نفضح تحركهم فينسحبون".

ويضيف: "لا نملك إلا هذه العصي والكشافات ووسائل الاتصال لصد أي هجوم، ومع ذلك بتنا نشكل حالة ردع للمستوطنين".

ليل الحراس لا يخلو من الترفيه والتسامر، حيث ينشد الشبان بعض الأغاني الوطنية بينما يلتفون حول موقد من النار.

يصنع أحدهم القهوة وآخر يُعد وجبة طعام من اللحم والخضار المعروفة باسم "صاجية"، لكن أعينهم لا تغيب عن رصد المحيط.

بدوره، يقول بهاء فقهاء، نائب رئيس البلدية، إن سنجل تعرضت لعشرات الاعتداءات من المستوطنين والجيش، أسفرت عن مقتل 4 شبان وإصابة عشرات، وأحرقت منازل ومركبات وحقول زراعية.

ويشير فقهاء إلى أن بلدته خسرت نحو 8 آلاف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) من أراضيها البالغة 16 ألف دونم.

وتعيش البلدة حصارا من بؤر استيطانية وجدار سلكي يعزلها عن محيطها وإغلاق كافة مداخلها، فيما أبقي على مدخل وحيد أمام حركة المواطنين.

وأمام سلسلة الاعتداءات، يقول فقهاء: "لقد كان قرار تشكيل لجنة الحراسة أمر هام ومصيري تحت غطاء البلدية"، مشيرا إلى أن اللجان استطاعت إحباط هجمات المستوطنين بصدورهم العارية.

ويتابع: "الاحتلال ومستوطنوه ومنذ بدء حرب الإبادة في قطاع غزة يسعون للقضاء على كل ما هو فلسطيني للسيطرة على أوسع مساحة من الأراضي".

وتقع غالبية أراضي سنجل ضمن المناطق المصنفة "ألف" و"باء" حسب "اتفاق أوسلو"، ورغم ذلك يقيم مستوطن بؤرة رعوية في تلك المنطقة ويسعى للسيطرة عليها، بحسب فقهاء.

ويردف نائب رئيس البلدية موضحا: "المستوطن الإسرائيلي موظف يقوم بدوره الاستيطاني في السيطرة على الأرض".

وفي الأشهر الأخير اقتلعت السلطات الإسرائيلية نحو 400 شجرة زيتون في سنجل لبناء جدار سلكي يحيط البلدة بطول 2700 متر، أنجز منه نحو 1500 متر، بدعوى توفير الحماية لمركبات المستوطنين، حيث تقع البلدة على شارع يربط بين محافظتي نابلس ورام الله، ويعد طريقا حيويا.

وفقا لتقارير فلسطينية، بلغ عدد المستوطنين في الضفة نهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على أكثر من 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية.

ومنذ بدء حربها على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كثفت إسرائيل من ارتكاب جرائم تمهد للضم في الضفة الغربية، بينها هدم منازل وتهجير فلسطينيين وتوسيع وتسريع البناء الاستيطاني.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و141 قتيلا و165 ألفا و925 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 435 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.

وبموازاة الإبادة في غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 1042 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 10 آلاف و160 آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا، حسب معطيات فلسطينية.

ويحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فإن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا خلال أغسطس/ آب الماضي ألفا و613 اعتداء في الضفة الغربية المحتلة.

وأكدت أن "الجيش الإسرائيلي نفذ خلال تلك الفترة ألفا و182 اعتداء، فيما ارتكب المستوطنون 431 اعتداء".

وراوحت الاعتداءات بين هجمات مسلحة على قرى، وفرض وقائع على الأرض، وإعدامات ميدانية، وتخريب وتجريف أراض، واقتلاع أشجار، واستيلاء على ممتلكات فلسطينية، وتنفيذ إغلاقات، ونصب حواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.​​​​​​​

#اعتداءات المستوطنين
#الضفة الغربية
#بلدة سنجل
#فلسطين