تركا عملهما ومنزلهما ليعيشا حياة الترحال ويزورا عشرات المدن بخيمة ومركبة صغيرة..
اختار الشاب التركي يوسف شاهين (34 عامًا) من ولاية يوزغات (وسط تركيا)، وصديقته طوغجه قدق (27 عامًا) من ولاية أضنة (جنوب تركيا)، أن يتركا عملهما ومنزلهما، ويبدآ رحلة مختلفة على متن دراجة نارية، برفقة كلبيهما، اللذين يجلسان داخل مقطورة صغيرة موصولة خلف المركبة.
ومنذ 17 شهرًا، يجوب الثنائي شوارع وأنحاء تركيا، قاطعين نحو 40 ألف كيلومتر، زائرين 36 مدينة، من بينها ولاية أرضروم (شرق)، حيث أمضيا أسبوعًا لزيارة معالمها التاريخية مثل المدرسة ذات المئذنتين، وبرج الساعة ذي مئذنة الصحن، ومجمع القباب الثلاثية.
** حياة بسيطة
قال شاهين، الذي عمل سابقًا تاجرًا للخضار والفواكه، إنه تلقى تدريبات في مجال التخييم وتسلق الجبال، وإنه وصديقته يعيشان منذ أكثر من عام ونصف حياة بسيطة تقوم على الاستحمام بمياه باردة والنوم في خيمة.
وأضاف: "بدأنا العمل في موقع للتخييم في تشناق قلعة (غربي تركيا)، لكن الظروف لم تلائمنا. فقررنا أن نترك المنزل وننطلق نحو حياة التجوال. لم يعد لدينا بيتا نعود إليه، فحياتنا أصبحت في الطبيعة".
وأكد أنهما ينفقان بحذر شديد، إذ يعتمدان على العمل المؤقت.
وأوضح: "حين يوشك مالنا على النفاد نبحث عن عمل يومي لمدة أسبوع، ويوفر لنا ذلك مصاريف تكفينا نحو 45 يومًا. لم ندفع أبدًا مقابل مبيت، ونكتفي بتوفير نفقات الوقود والطعام، هذه الحياة علمتنا أن القليل يكفي".
وأكد شاهين أن أكثر ما أبهره خلال الرحلة كان حسن الضيافة في ولايتي شرناق وهكّاري، حيث أن "الناس هناك طيبون وبسطاء، وقد استقبلونا بكرم لا يُنسى".
وعن مرافقة الكلبين لهما، قال: "نحن نهتم بهما أكثر من أنفسنا، ولحمايتهما من الهواء البارد وضعنا خوذات خاصة داخل المقطورة".
** السفر والتجوال
أما طوغجه قدق، التي كانت تعمل مستشارة مبيعات، فقالت: "شعرتُ بأنني بحاجة إلى التوقف عن سباق العمل، ومنح نفسي فرصة. فاستقلت، ومنذ ذلك اليوم أعيش حياة التجوال".
وفي معرض وصفها كيف غيّر التعرف على شاهين مسار حياتها، أضافت قدق: "لم أشترِ شيئًا منذ 17 شهرًا. يسألني الناس حول رغبتي باقتناء أحذية الكعب العالي أو الفساتين. لكن في الطبيعة لا يهم ما ترتديه. حين تبلى ملابسي أشتري ما أحتاج فقط. المهم أنني وجدت السعادة في هذا النمط من الحياة".
وأشارت إلى أن الرحلات اليومية التي يقومان بها لا تتجاوز مسافتها ما بين 100 إلى 150 كيلومترًا، كي لا يرهقا نفسيهما وكلبيهما.
وختمت قدق بالقول: "نحاول أن نثبت للآخرين أنه يمكن البدء برحلة مماثلة بميزانيات صغيرة، وأن العيش بالطريقة التي تحب هو أكبر مكافأة".
