
عقب اعتراف 11 بلدا بدولة فلسطين خلال 3 أيام، ليرتفع بذلك عدد المعترفين إلى 159 من أصل 193 دولة..
ثمّن مواطنون بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، الاعترافات بدولة فلسطين التي أعلنها عدد من الدول، لكنهم شددوا على ضرورة أن يجسدها العالم على أرض الواقع ويوقف الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ عامين.
ومنذ الأحد، اعترف 11 بلدا بدولة فلسطين، وهي: بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ولوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو وسان مارينو، ليرتفع بذلك عدد المعترفين إلى 159 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، وفق وكالة "وفا" الرسمية، وذلك منذ أن أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات من الجزائر عام 1988، إقامة الدولة.
** حقيقة على الأرض
المواطن نبيل مسالمة، يقول للأناضول، إن "الاعتراف جاء نتيجة لنضالات وتضحيات جسام للشعب الفلسطيني".
ويضيف: "هذا الاعتراف يدفع نحو إقامة دولة فلسطين على أرضها، وعلى المجتمع الدولي تحويل الاعترافات إلى حقائق على الأرض".
بدوره يقول عصام عزات: "بإذن الله ستقوم الدولة الفلسطينية، وحقيقةً أن هذه الاعترافات متأخرة، ولكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي".
ويضيف: "نأمل بتحويل الاعترافات إلى إجراءات واقعية تجرم الاحتلال الإسرائيلي وتساهم في إقامة دولتنا".
من جتهه، يعتبر المواطن فالح فالح الاعترافات الأخيرة بأنها "خطوة مهمة نحو الأمام لإنصاف الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
ويشير إلى اعتراف بريطانيا قائلا: "اعتراف بريطانيا صاحبة وعد بلفور أهمية خاصة ربما تريد أن تكفر عن ذنبها".
ويردف: "ربما سيكون لهذا الإنجاز ثمار في المستقبل، وإن كان لا يغير على واقع الأرض شيئا جراء إجراءات إسرائيل والخطوات الارتدادية التي تقوم بها".
ويمضى بالقول: "على العالم يأخذ خطوات وإجراءات عملية ينصف ويدعم إقامة الدولة الفلسطينية وتكون القدس الشرقية عاصمتها".
وأضاف "إذا كان العالم يتغنى بالحرية وحقوق الإنسان عليه وضع حد للاحتلال الذي يرى نفسه فوق القانون".
** وقف الإبادة الإسرائيلية في غزة
بدورها تقول فايزة أبو الهيجاء، عضو الأمانة العامة للمرأة الفلسطينية، إن "الشعب الفلسطيني يعيش يوما تاريخيا".
وتضيف: "هذه الاعترافات مهمة للشعب الفلسطيني ولكن الأهم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة، وسياسة القتل والضم والاستيطان في الضفة الغربية، وإقامة الدولة المستقلة وتكريس وجودها على الأرض وعودة اللاجئين".
وشكرت أبو الهيجاء الدول التي اعترفت واعتبرت أن "الاعتراف متأخر، ولكنه في الاتجاه الصحيح".
وبين 28 و30 يوليو/ تموز الماضي عقدت في نيويورك الجلسات الأولى من أعمال "مؤتمر حل الدولتين" برئاسة السعودية وفرنسا، وبمشاركة رفيعة المستوى وحضور فلسطيني وغياب أمريكي، لدعم مسار الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.
وصدر عن المؤتمر آنذاك "إعلان نيويورك" بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، ودعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة، بدلا من الوضع القائم منذ عام 2012، وهو "دولة مراقب غير عضو".
ويتضمن "إعلان نيويورك" الاتفاق على "العمل المشترك لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتوصل إلى تسوية عادلة وسلمية ودائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بناء على التطبيق الفعال لحل الدولتين، وبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة".
وتأتي الاعترافات الجديدة بدولة فلسطين بالتزامن مع إبادة جماعية بقطاع غزة ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلّفت 65 ألفا و382 قتيلا و166 ألفا و985 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.
وبموازاة الإبادة بغزة، قتل الجيش والمستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة ما لا يقل عن 1042 فلسطينيا، وأصابوا نحو 10 آلاف و160، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا.