
والملف النووي الإيراني، خلال لقاء جمع بدر عبد العاطي مع أنطونيو كوستا على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك
بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، الثلاثاء، تطورات الأوضاع في قطاع غزة والملف النووي الإيراني.
جاء ذلك خلال لقائهما في مدينة نيويورك الأمريكية، على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة المستمرة من 23 إلى 29 سبتمبر/ أيلول الجاري، وفق بيان للخارجية المصرية.
وذكر البيان أن لقاء الجانبين تناول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث سلط الوزير المصري الضوء على الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع الذي قال إنه "وصل إلى حد المجاعة".
وأكد عبد العاطي أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق وقف إطلاق النار "واضطلاع المجتمع الدولي بدوره لوضع حد للجرائم الإسرائيلية السافرة في قطاع غزة والضفة الغربية".
وفي 22 أغسطس/ آب الماضي، أكدت "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، في تقرير لها "حدوث مجاعة في مدينة غزة" شمال القطاع، وتوقعت أن "تمتد إلى مدينتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية سبتمبر".
وفي اللقاء، أكد الوزير المصري أهمية دور الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في "الضغط على إسرائيل لوضع حد للقيود التي تفرضها على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ولوضع حد للجرائم الإسرائيلية ولدفعها للالتزام بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي"، وفق البيان.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وتسمح إسرائيل أحيانا بدخول مساعدات محدودة جدا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
ولفت عبد العاطي إلى خطورة السياسات الإسرائيلية الاستيطانية في الضفة الغربية، والتوسع في العمليات العسكرية بغزة والتي تسعى إلى تقويض إقامة دولة فلسطين، وتهجير الفلسطينيين من القطاع وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع، وفق البيان ذاته.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و382 قتيلا و166 ألفا و985 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.
** النووي الإيراني
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أكد عبد العاطي "أهمية مواصلة الجهود لتهيئة الظروف لتأجيل آلية إعادة تفعيل العقوبات الأممية، واستئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بما يراعي مصالح جميع الأطراف، ويسهم في تحقيق التهدئة واستعادة الثقة وإيجاد مناخ داعم لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي"، وفق البيان.
يُذكر أن فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا أعلنت في 28 أغسطس الماضي، تفعيل آلية "سناب باك" المنصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي لعام 2015)، متهمة إيران بخرق التزاماتها، وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق بشكل أحادي.
وشدد وزير الخارجية المصري على "ضرورة إعطاء الدبلوماسية الفرصة لإعادة الثقة بين كافة الأطراف المعنية".
وفي 9 سبتمبر الجاري، أعلنت القاهرة توصل إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتفاق لاستئناف التعاون بينهما، بوساطة مصرية، وذلك عقب لقاء ثلاثي بالقاهرة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير خارجية إيران عباس عراقجي، ومدير عام الوكالة رافائيل غروسي.
وقبل ذلك، أقر البرلمان الإيراني في 26 يونيو/ حزيران الماضي قانونا ينص على وقف التعاون مع الوكالة، التي تتهمها طهران بـ"الضلوع في أنشطة تجسس وتوفير ذريعة لعدوان عسكري إسرائيلي وأمريكي ضد إيران".
وفي 13 يونيو 2025، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، وردت عليه طهران، قبل أن تعلن واشنطن في 22 من الشهر ذاته وقفا لإطلاق النار.
وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة ودول أوروبية إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم "لأغراض سلمية"، بما في ذلك توليد الكهرباء.
وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك ترسانة نووية غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراض في فلسطين وسوريا ولبنان.