
ممثلو العديد من الدول أكدوا على ضرورة مواجهة السياسات الإسرائيلية التي تستهدف الفلسطينيين، وتسريع جهود إقامة دولة فلسطين..
تعالت أصوات مناهضة لإسرائيل، ولا سيما ضد حرب الإبادة التي تشنها في قطاع غزة، على لسان ممثلي عدة دول حول العالم، وذلك خلال المؤتمر الدولي لحل الدولتين، الذي انعقد أمس الاثنين تحت مظلة الأمم المتحدة بقيادة فرنسا والسعودية.
يأتي ذلك تزامنا مع اعتراف 11 بلدا بدولة فلسطين، خلال الأيام الثلاثة الماضية، وهي: بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ولوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو وسان مارينو، ليرتفع بذلك عدد المعترفين إلى 159 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، وفق وكالة "وفا" الرسمية.
- اليابان
وفي كلمة له خلال المؤتمر، دعا وزير الخارجية الياباني إيفايا تاكيشي إلى وقف فوري لجميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب ضد فلسطين.
وأوضح تاكيشي أن توسيع المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية المحتلة والخطوات نحو الضم "غير مقبولة إطلاقًا".
الوزير الياباني أضاف أنه بلاده "تدين بشدة هذه الإجراءات وتدعو إسرائيل إلى الوقف الفوري لجميع الممارسات الأحادية الجانب".
ومن جهة أخرى، أكد أنه يجب على حركة حماس أيضاً إطلاق سراح الأسرى والتخلي عن سلاحها.
وشدد على أن اليابان كانت وما زالت تدعم مبدأ حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
- سلوفينيا
بدورها، قالت وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فاجون، إن الصور المروعة للأطفال الذين يتضورون جوعًا في غزة كانت نتيجة خيارات متعمدة، وأن الكارثة الحاصلة في غزة هي "من صنع الإنسان".
وأضافت في كلمة خلال المؤتمر، أن قطاع غزة يشهد ما يُعرّفه القانون الدولي بالإبادة الجماعية، مشيرة إلى أن حل الدولتين المتفق عليه والمستدام هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة.
وتابعت: "لا يمكن للسلام أن يتحقق بدون إدارة فلسطينية شرعية وكفؤة، الأمر الذي يتطلب دعمًا دوليًا وإصلاحات".
وأكدت أنه "عندما تحل القوة محل القانون، لا ينتج عن ذلك الأمن، بل عدم استقرار وتطرف يمتد لأجيال".
- ألمانيا
من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، دعم بلاده لحل الدولتين من أجل إحلال سلام دائم بين إسرائيل وفلسطين.
وأوضح في كلمة له خلال المؤتمر، أن "إقامة دولة فلسطين المستقلة والديمقراطية والقابلة للحياة والتي تعيش بسلام وأمن مع إسرائيل، هي حل الدولتين المتوافق مع القانون الدولي".
وأضاف أن مبدأ حل الدولتين يمكن أن يتحقق من خلال المفاوضات، وأنه "لا يوجد حتى الآن بديل مقنع له".
وأردف: "ندرك أن هناك خطوات تُتخذ لجعل هذا الحل أبعد منالاً. نحن هنا اليوم لأننا نؤمن بإمكانية تحقيق مستقبل أفضل".
واستطرد: "ألمانيا تلتزم بثلاثة مبادئ، أولاً، لم ولن نعترف بأي تغييرات على حدود عام 1967 دون موافقة الطرفين. ثانياً، نعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة غير قانونية وعقبة خطيرة أمام السلام. ثالثاً، نحترم الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 19 يوليو/تموز 2024، ونتصرف وفقاً لأحكامه".
كما شدد فاديفول على أن ألمانيا ستظل ملتزمة التزاماً راسخاً بوجود إسرائيل.
- هولندا والدنمارك
وقال وزير الخارجية الهولندي ديفيد فان ويل، إنّ "الحرب المروّعة" في غزة يجب أن تنتهي، وإن "المسار المقلق" في الضفة الغربية المحتلة ينبغي أن يتغير.
وأكد في كلمة بالؤتمر، أنّ بلاده تحاول من خلال خطواتها على المستوى الوطني والأوروبي دفع إسرائيل لتغيير مسار سياساتها بحق الفلسطينيين.
وأضاف أنّ وجود سلطة فلسطينية "شرعية وديمقراطية" تملك السيطرة الكاملة على الأراضي الفلسطينية "يُعد أمرًا حيويًا من أجل إقامة فلسطين قابلة للعيش".
كما شدّد على أنّ حركة حماس "يجب ألا يكون لها دور في الإدارة الفلسطينية المستقبلية" وفق قوله، وأن عليها إطلاق سراح الأسرى ونزع سلاحها.
وأشار في الوقت ذاته إلى أنّ أي حل محتمل "يجب أن يضمن أمن إسرائيل".
وأفاد بأنّ هولندا "وكجزء من العملية السياسية التي يجب أن تبدأ الآن، ستعترف بدولة فلسطين في مرحلة لاحقة".
وفي السياق، قال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوك راسموسن إنّ الحرب في غزة "تسببت في كارثة إنسانية لا تُحتمل، بينما تواصل إسرائيل توسيع هجماتها العسكرية".
ودعا في كلمته بالمؤتمر إلى وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، داعيا تل أبيب إلى تغيير مسارها بهذا الخصوص.
وأضاف راسموسن أنّ حل الدولتين يواجه صعوبات بسبب استمرار إسرائيل في توسيع المستوطنات وتهديدها بضم غزة والضفة الغربية.
وشدد على أنّ "مفتاح الاعتراف بدولة فلسطين لم يعد بيد الحكومة الإسرائيلية، بل يجب أن يكون بيد الفلسطينيين أنفسهم".
وأفاد بأن الدنمارك مستعدة للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة "عند توافر شروط محددة، منها: الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، ونزع سلاح حركة حماس، وتراجع دورها في غزة، إلى جانب إحراز تقدم أكبر في أجندة إصلاح السلطة الفلسطينية، وضمان أن يكون مستقبل الدولة الفلسطينية بلا سلاح".
- إيطاليا
أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، أن بلاده تعارض بشدة احتلال إسرائيل لقطاع غزة وتشريد سكانه.
وأعرب في كلمته بالمؤتمر، عن إدانة إيطاليا للهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، وأن روما تشجع قطر على مواصلة جهودها للتوسط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
كما أدان الوزير تاجاني قرارات الحكومة الإسرائيلية بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد تاجاني دعمه القوي لحلم الشعب الفلسطيني بإقامة دولته، قائلاً: "سنعمل جاهدين من أجل حل الدولتين الذي يضمن التعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. هذا هو الحل الوحيد الذي يضمن مستقبل السلام".
- البرازيل
بدوره، أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أنه لا شيء يمكن أن يبرر إصابة أكثر من 50 ألف طفل بإعاقات، مشيراً إلى أن "ما يحدث في غزة يتجاوز إبادة شعب، ليحطم أيضاً أحلامه في أن يكون شعبا".
وأشار في كلمة له أمام المؤتمر، إلى أن لفلسطين حق الوجود كما هو الحال بالنسبة لإسرائيل.
وتابع: "الدولة تقوم على الأرض والشعب والحكومة. وفي حالة فلسطين جرى تقويض هذه العناصر، وهو ما يتجلى في الاحتلال".
الرئيس البرازيلي دعا أيضا الأمم المتحدة للاضطلاع بمسؤوليتها التاريخية.
وحول حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، قال دا سيلفا إنه "لا توجد كلمة أنسب من الإبادة لوصف ما يحدث."
وأشار إلى أن ضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره يُعد مطلباً للعدالة، لافتاً إلى أهمية تعزيز دور السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأشاد بجميع الدول التي اعترفت بفلسطين، مؤكدا على ضرورة "اتخاذ خطوات ملموسة لإقامة دولة فلسطين".
- قطر والإمارات والجزائر
عربيا، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، سلطان المريخي، إن مؤتمر حل الدولتين في نيويورك "يعد تاريخيا في مسار تسوية القضية الفلسطينية".
وأشار في كلمته بالمؤتمر إلى أن هذا التحرك الدولي يأتي في سياقين "أحدهما تاريخي بإنهاء عقود طويلة من الظلم للشعب الفلسطيني واحتلال أرضه وارتكاب كل الجرائم ضده وسياق ثان يتمثل في تدهور في أوضاع الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة وقطاع غزة مدمر والعنف يتصاعد ضد الضفة من جانب إسرائيل".
وأكد أن "التصعيد الإسرائيلي غير المسؤول استهدف عددا من دول المنطقة من بينهم قطر (في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري)، في خرق سافر للقانون الدولي، ونحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا العدوان".
من جانبه، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية خليفة شاهين المرر خلال كلمته أمام مؤتمر حل الدولتين: "نرحب بالاعترافات المتوالية بالدولة الفلسطينية وندعو الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين بعد للقيام بذلك".
وأشار المرر إلى أنه "إزاء التطورات الخطيرة التي يشهدها قطاع غزة والتهديدات الإسرائيلية المتوالية بضم الضفة وغيرها من الانتهاكات يجب مواصلة الجهود لوقف إطلاق النار في غزة ودعم وساطة مصر وقطر والولايات المتحدة"، مجددا دعوة مجلس الأمن إلى "تحمل مسؤولياته لردع إسرائيل ووقف انتهاكاتها".
بدوره، قال وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف في كلمته، إنه "آن الأوان للتحرك الفعلي لتجسيد دولة فلسطين والتصدي دبلوماسيا وقانونيا واقتصاديا لمخططات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من أرضهم التاريخية".