تفشّي الإنفلونزا في مدارس العراق يرفع حالة الاستنفار ويدفع للمطالبة بإغلاق مؤقت

15:0920/11/2025, الخميس
تحديث: 20/11/2025, الخميس
أخرى
تفشّي الإنفلونزا في مدارس العراق يرفع حالة الاستنفار ويدفع للمطالبة بإغلاق مؤقت
تفشّي الإنفلونزا في مدارس العراق يرفع حالة الاستنفار ويدفع للمطالبة بإغلاق مؤقت

الأطباء في الأنبار يحذّرون من الاستهانة بالوضع، مشيرين إلى أن سرعة انتقال الفيروس داخل الفئات العمرية الصغيرة قد تجعل السيطرة عليه أكثر تعقيداً في حال تأخر اتخاذ الإجراءات.

تشهد محافظة الأنبار غربي العراق حالة طوارئ صحية بعد رصد ارتفاع ملحوظ في الإصابات بفيروس الإنفلونزا داخل عدد من المدارس، ما دفع دائرة صحة المحافظة إلى مطالبة وزارة التربية باتخاذ قرار سريع بإغلاق المؤسسات التعليمية التي ظهر فيها التفشي، في محاولة لاحتواء العدوى ومنع توسّعها. وتأتي هذه الدعوة عقب رصد سلسلة إصابات بين الطلبة خلال الأيام الماضية، خصوصاً داخل الصفوف المغلقة التي تشهد اكتظاظاً كبيراً.

وبحسب وثيقة رسمية صادرة عن مديرية صحة الأنبار، فقد أوصت الدائرة بمنح الطلبة والكوادر التعليمية إجازة إجبارية لمدة سبعة أيام في المدارس التي سُجلت فيها إصابات واسعة، مؤكدة أن الفيروس الحالي يتسم بسرعة انتقال عالية بين الأطفال في المساحات الضيقة. وأوضحت الدائرة في مخاطبتها وزارة التربية أن استمرار الدوام في هذه المدارس "قد يؤدي إلى تضاعف عدد الإصابات خلال فترة قصيرة للغاية"، مطالبةً بتدخل وزاري مباشر لإصدار قرار موحّد يمنع تباين الإجراءات بين مدرسة وأخرى.

ولم تُصدر وزارة التربية حتى اللحظة أي بيان رسمي، بينما تتابع وزارة الصحة تطورات الوضع في الأنبار عبر فرق الرقابة الصحية. وقال المسؤول في قسم الصحة المدرسية، محمود الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إن الفرق الميدانية على تواصل مستمر مع الدوائر في المحافظة، مضيفاً أن خيار الإغلاق المؤقت "يبقى مطروحاً في حال أظهرت البيانات الوبائية احتمال توسّع الانتشار". وذكّر الجميلي بأن الوزارة كانت قد فعّلت مطلع العام الدراسي إجراءات وقائية مشددة تشمل ارتداء الكمامات، تحسين التهوية داخل الصفوف، والتأكد من التزام المدارس بعمليات الفحص الصحي الدوري.

من جانبهم، يحذّر الأطباء في الأنبار من الاستهانة بالوضع، مشيرين إلى أن سرعة انتقال الفيروس داخل الفئات العمرية الصغيرة قد تجعل السيطرة عليه أكثر تعقيداً في حال تأخر اتخاذ الإجراءات. وقال الدكتور همام السلماني، أخصائي الأمراض التنفسية في الرمادي، إن الفيروس الحالي "يظهر نمط انتقال سريع داخل البيئات المغلقة"، وإن الأطفال "قد يواجهون مضاعفات أكبر بسبب ضعف المناعة وعدم تطبيقهم السليم للإجراءات الوقائية". وأكد السلماني أن معظم الإصابات المسجلة حتى الآن تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة، لكنه شدد على ضرورة عزل أي حالة تظهر عليها الأعراض فوراً ومنح الإجازات المرضية دون تأخير، إلى جانب وقف الدوام في الصفوف التي ترتفع فيها نسب الإصابات وتفعيل الفرق الجوالة داخل المدارس لتقديم الإرشادات الصحية.

وترافق هذا الوضع مع قلق متزايد بين أولياء الأمور الذين يخشون من انتقال العدوى إلى المنازل، خصوصاً في العائلات التي تضم كبار سن أو مرضى مزمنين. وقال أحد أولياء الأمور في الرمادي، الحاج أبو عبد الرحمن، لـ"العربي الجديد"، إنه تلقى اتصالاً من إدارة المدرسة يفيد بظهور أعراض المرض على عدد من الطلبة، مشيراً إلى أن “الخطر الحقيقي هو انتقال الفيروس إلى المنازل”. وطالب بإصدار قرار مركزي وواضح من وزارة التربية "بدلاً من ترك الأمر لاجتهاد الإدارات المدرسية".

ورغم أن عدد المدارس المتأثرة ما زال محدوداً، تؤكد الجهات الصحية أن السيطرة على الوضع لا تزال ممكنة إذا ما تم الالتزام الصارم بإجراءات الوقاية، محذّرة في الوقت ذاته من أن أي تأخير في اتخاذ القرارات اللازمة قد يفتح الباب أمام موجة إصابات واسعة يصعب احتواؤها لاحقاً.




#الإنفلونزا
#العراق
#مدارس
#الأنبار