تطورات تصيب المحافظين الجدد بالجنون!

06:047/09/2025, الأحد
تحديث: 29/09/2025, الإثنين
عبدالله مراد أوغلو

من المنتظر أن تعترف دول غربية عديدة بـ "دولة فلسطين" خلال اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر عقدها في نيويورك بين 9 و28 أيلول/سبتمبر. غير أن الولايات المتحدة، الحليف الأول لإسرائيل، تقف بشدة ضد هذا التوجه. إدارة ترامب عادت لتؤدي دور المعرقل، إذ منعت منح تأشيرات لوفد "دولة فلسطين"، الذي يتمتع بصفة "دولة مراقب" في الأمم المتحدة. في تموز/يوليو الماضي أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة، لكن ترامب رد ساخرًا: "ما يقوله لا يغير

من المنتظر أن تعترف دول غربية عديدة بـ "دولة فلسطين" خلال اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر عقدها في نيويورك بين 9 و28 أيلول/سبتمبر. غير أن الولايات المتحدة، الحليف الأول لإسرائيل، تقف بشدة ضد هذا التوجه. إدارة ترامب عادت لتؤدي دور المعرقل، إذ منعت منح تأشيرات لوفد "دولة فلسطين"، الذي يتمتع بصفة "دولة مراقب" في الأمم المتحدة.

في تموز/يوليو الماضي أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة، لكن ترامب رد ساخرًا: "ما يقوله لا يغير شيئًا". أما السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، المعروف بتشدده الصهيوني ـ المسيحي، فقد أكد عبر التلفزيون الإسرائيلي أن واشنطن تمارس ضغوطًا مباشرة على الدول الأوروبية لثنيها عن الاعتراف بفلسطين، غير مبالٍ بتحوّل الرأي العام الأميركي ضد إسرائيل.



لم يقتصر الانزياح من التعاطف مع إسرائيل إلى التعاطف مع فلسطين على الولايات المتحدة فحسب، بل شمل أوروبا أيضًا. فقد وجدت الحكومات الغربية نفسها لأول مرة أمام ضغوط شعبية هائلة. سياسات التغاضي عن جرائم إسرائيل شجعت على ارتكاب أول إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين، فيما كشفت المجازر الجارية في غزة زيف الخطاب الليبرالي والنظام الدولي "القائم على القواعد".


ازدياد استعداد الدول الغربية للاعتراف بفلسطين يثبت أهمية الضغط الشعبي. حتى داخل الكونغرس الأميركي وقّع 24 نائبًا ديمقراطيًا على رسالة تدعو إدارة ترامب للاعتراف بدولة فلسطين، وهو تحرك غير مسبوق مرشح للتوسع مع نهاية الشهر. لكن "اللوبي الإسرائيلي" والسياسيين المرتبطين بأمواله يحاولون عرقلة هذا المسار. ومع ذلك، عاجلًا أم آجلًا، سيضطر الكونغرس الأميركي إلى مجاراة الرأي العام.



اتساع الاعتراف الدولي بفلسطين يثير غضب التيار "النيوقحطاني – الصهيوني" في واشنطن، ومن أبرز وجوهه إليوت أبرامز. هذا الرجل، الذي لعب دورًا في أعتى السياسات الأميركية من عهد ريغان إلى بوش ثم ترامب وبايدن، يشغل اليوم منصب "خبير بارز" في مجلس العلاقات الخارجية. أبرامز، الذي ارتبط اسمه بدماء الملايين في أميركا اللاتينية والعالم الإسلامي، نشر في مجلة تيكفا الصهيونية مقالًا بعنوان: "لن تكون هناك دولة فلسطينية أبدًا. فماذا بعد؟"، ردًّا على مقالة سابقة في مجلة نيويوركر للباحثين حسين آغا وروبرت مالي، اللذين تناولا أسباب انهيار "حل الدولتين".


أبرامز في مقاله لم يُخفِ قلقه من تغير المزاج الأوروبي. أشار إلى أن تحركات فرنسا وبريطانيا وأستراليا للاعتراف بدولة فلسطين ليست سوى استجابة لضغوط داخلية، معتبرًا ذلك "انهيارًا لموقف مبدئي" تبنته هذه الدول سابقًا ضد الاعتراف. وأضاف أن دول "الأنغلوسفير" مثل بريطانيا وكندا وأستراليا، التي طالما واجهت المطالب الفلسطينية وصوتت ضد قرارات الأمم المتحدة، باتت ترضخ الآن لضغط الشارع، لكن ـ بحسبه ـ هذه الخطوات بلا جدوى ما دامت واشنطن ترفض الاعتراف.



رغم موجة الاعترافات الغربية، واصل الاحتلال الإسرائيلي قصف غزة في محاولة لإكمال مخططه الإبادي. هذا الواقع يطرح تساؤلًا جوهريًا: هل الاعتراف بدولة فلسطين مجرد خطوة رمزية لإرضاء الشارع، أم أنه سيترافق مع فرض عقوبات حقيقية تجبر إسرائيل على دفع الثمن؟ الأيام المقبلة ستكشف الجواب.

#المحافظون الجدد
#الاعتراف بدولة فلسطين
#اللوبي الإسرائيلي
#الإدارة الأميركية