قائد "الهروب الكبير".. الفلسطيني محمود العارضة يعانق الحرية

16:3413/10/2025, الإثنين
تحديث: 13/10/2025, الإثنين
الأناضول
قائد "الهروب الكبير".. الفلسطيني محمود العارضة يعانق الحرية
قائد "الهروب الكبير".. الفلسطيني محمود العارضة يعانق الحرية

- فرّ مع 5 أسرى آخرين من سجن جلبوع عام 2021 وأُعيد اعتقالهم إثر مطاردة إسرائيلية واسعة واهتمام عالمي - حركة الجهاد الإسلامي لقّبته بـ"قائد عملية التحرر وانتزاع الحرية" وسيبُعد بين 154 أسيرا إلى خارج الضفة الغربية



بوسيلة أو بأخرى، انتزع الأسير الفلسطيني محمود العارضة حريته أخيرا بصفقة تبادل، الاثنين، أعادت الحياة لإنسان محفور في وجدان شعبه بسبب قيادته عملية "الهروب الكبير" من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين في سبتمبر/ أيلول 2021.

أُطلق سراح "العارضة" (50 عاما) اليوم ضمن صفقة تبادل بين حركة "حماس" وإسرائيل، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ الجمعة الماضية.

وكانت عملية "الهروب الكبير" أو "نفق الحرية" نفذها كل من "العارضة" وخمسة أسرى آخرين، جميعهم من محافظة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، وهم: أيهم كممجي، ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، وزكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات.

وآنذاك تمكن الستة من الفرار عبر نفق حفروه أسفل السجن، لكن أعيد اعتقالهم بعد أيام إثر مطاردة إسرائيلية واسعة واهتمام إعلامي عالمي.

وأطلقت حركة الجهاد الإسلامي في حينه على "العارضة" لقب "قائد عملية التحرر وانتزاع الحرية".

ومن المفترض أن يتم إبعاده، ضمن 154 أسيرا محررا، خارج الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة.

و"العارضة" أحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي، وتصنفه مصلحة السجون والمخابرات الإسرائيلية أحد أكثر الأسرى "خطورة".

وفي 2014، حاول "العارضة" مرتين الفرار من السجن، وفي إحداها حفر نفقا أسفل سجن "شطّة" المجاور لسجن جلبوع، لكنه كُشف، وعاقبته إسرائيل بالسجن الانفرادي لأكثر من عام.


من هو العارضة؟

وُلد "العارضة" لأسرة فلسطينية فقيرة في منزل على أطراف بلدة عرّابة شمال مدينة جنين.

واعتُقل عام 1991، وكان عمره 14 عاما، بتهمة إلقاء عبوات حارقة "مولوتوف" على قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وأُفرج عنه بعد ثلاث سنوات ونصف، ليعود من جديد إلى "مقاومة الاحتلال".

وبعد تحرره، نفذ عمليات مسلحة ضد إسرائيل، إحداها أسفرت عن مقتل مستوطن إسرائيلي.

وفي العام 1996، اعتقل "العارضة"، وأصدرت محكمة إسرائيلية بحقه حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة.

وفي سجنه، بات العارضة أحد أبرز قيادات أسرى حركة الجهاد الإسلامي، وانتخب عضوا في الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة، ونائبا للأمين العام للهيئة.


مثقف ورياضي

بين مختلف السجون الإسرائيلية، تنقّل العارضة واستثمر سنوات الاعتقال بالعلم والدراسة، وتمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا.

ويقول مقربون منه إنه "مثقف ورياضي وعنيد وحَسن الخُلق، ويمتلك علاقات جيدة مع جميع الأسرى من كافة الفصائل الأخرى".

ولم يتمكن من الدراسة الجامعية بسبب عمله "المقاوم" وسنوات اعتقاله الطويلة، وقد ألّف عددا من الكتب، ويُعرف بحبه للقراءة والاطلاع.

ومن بين مؤلفاته "فقه الجهاد"، و"تأثير الشيخ الغزالي على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، منهجا وفكرا"، ولديه مؤلفات أخرى لم ترَ النور بعد.


تبادل الأسرى

وفي المقابل، أطلقت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، الاثنين، سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء المحتجزين لديها منذ عامين.

وتقدر تل أبيب وجود جثامين 28 أسيرا إسرائيليا في غزة، من المقرر الإفراج عنهم في وقت لاحق لم يعلن بعد.

من جانبها ستطلق إسرائيل 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1718 آخرين اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصل إسرائيل و"حماس" لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته، إثر مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

وتتضمن الخطة: إنهاء الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، بالإضافة إلى نزع سلاح "حماس".

ومن المقرر أن تبدأ بعد أيام مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، مع تمسك "حماس" بإنهاء تام لحرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي وعدم التخلي عن "سلاح المقاومة" للاحتلال.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و869 قتيلا، و170 ألفا و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.

وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

#إسرائيل
#فلسطين
#محمود العارضة