
في تصريح صحفي قبيل توجهه إلى قمة شرم الشيخ للسلام في مصر..
علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، على جهود "حماس" في إرساء الأمن وضبط الأوضاع في قطاع غزة قائلا إن الحركة تعمل على إنهاء المشاكل واستعادة أمن القطاع.
جاء ذلك في رده على سؤال أحد الصحفيين عن تقارير تفيد بأن حماس تعيد تسليح نفسها وأعلنت نفسها قوة شرطة فلسطينية، قبيل توجهه إلى قمة شرم الشيخ للسلام في مصر.
ويعد تصريح ترامب الأول من نوعه بحق حماس، حيث لطالما عُرف عنه انحيازه لإسرائيل ومهاجمته الحركة ورفض أي دور لها في القطاع فور انتهاء الحرب، وهو ما يتناقض مع إيكال مهمة حفظ الأمن لعناصرها ما بعد وقف إطلاق النار.
ومنذ عام 2007، تسيطر حماس منفردةً قطاع غزة، في سياق انقسام سياسي وجغرافي تعاني منه الساحة الفلسطينية، في حين تدير الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة "فتح" بزعامة الرئيس عباس الضفة الغربية.
وفي اعتراف بقدرة الحركة وحدها على فرض الأمن في القطاع، أضاف ترامب: "إنهم (حماس) موجودون هناك لأنهم يريدون إنهاء المشاكل، وأعربوا عن ذلك بوضوح. منحناهم التفويض لمدة".
ومذكّرًا بعودة ما يقارب مليوني فلسطيني إلى منازلهم المدمرة في غزة، أضاف: "نكلفهم (حماس) بالمراقبة لمنع ارتكاب جرائم كبرى، ولمنع حدوث بعض المشاكل التي تواجهها هذه المناطق المدمرة" في حال الانفلات الأمني.
كما اعترف ترامب بحجم الخسائر البشرية الكبير التي تكبدها الفلسطينيون جراء الإبادة الإسرائيلية بالقول: "عليكم أن تدركوا أنهم (الفلسطينيين) فقدوا نحو 60 ألف شخص. هذا انتقام هائل".
يأتي ذلك، في أعقاب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس، وإسرائيل حيز التنفيذ الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (09:00 ت.غ)، بعد أن أقرّته حكومة تل أبيب فجر اليوم ذاته.
والخميس، أعلن ترامب توصل إسرائيل و"حماس"، لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وبحسب خطة ترامب يخضع قطاع غزة لحكم انتقالي مؤقت من قبل لجنة تكنوقراط فلسطينية غير سياسية، تكون مسؤولة عن إدارة الخدمات العامة اليومية وشؤون البلديات.
ووفق ما ينص عليه الاتفاق، أتمّت "حماس"، الاثنين، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء من غزة، فيما تقدّر تل أبيب وجود جثامين 28 أسيرا آخرين، من المقرر الإفراج عنهم في وقت لاحق لم يُعلن بعد.
في المقابل بدأت إسرائيل إطلاق سراح 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، بينهم 154 سيتم إبعادهم خارج الضفة الغربية والقدس المحتلة، إضافة إلى 1718 آخرين اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن المقرر أن تبدأ بعد أيام مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، مع تمسك "حماس" بإنهاء تام لحرب الإبادة، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، وعدم التخلي عن "سلاح المقاومة" للاحتلال.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و869 قتيلا، و170 ألفا و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.