أنقرة توجه ضربة قاسية لتل أبيب

ألقى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، كلمةً خلال جلسة طارئة للبرلمان التركي عقدت لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على غزة، والإبادة الجماعية، والظلم، وسياسات التجويع التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، والوضع الراهن في المنطقة.

وشدّد فيدان على أنّ القضية الفلسطينية هي أولوية في تركيا يتبناها ويذود عنها مختلف أطياف المجتمع التركي، مؤكّدًا أنّ أنقرة اتخذت من الإجراءات العقابية ما لم تُقدِم عليه أي دولة أخرى في العالم. وأضاف: "لقد اتخذنا العديد من الإجراءات الدبلوماسية والقانونية والتجارية. لقد قطعنا علاقاتنا التجارية مع إسرائيل بشكل كامل. وأغلقنا موانئنا أمام السفن الإسرائيلية، ولا نسمح للسفن التركية بالذهاب إلى الموانئ الإسرائيلية. لا توجد دولة أخرى قطعت تجارتها بالكامل مع إسرائيل. كما أننا لا نسمح للسفن الحاملة للأسلحة والذخائر المتجهة إلى إسرائيل بدخول موانئنا، ولا نسمح للطائرات باستخدام مجالنا الجوي".

الرحلات الجوية تطول.. وإسرائيل تستجدي جورجيا

أثار القرار التركي عاصفة دبلوماسية جديدة في المنطقة، وحظي بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية. وكتبت الصحف الإسرائيلية أن البلاد أصبحت "عاجزة" بعد القرار التاريخي الذي اتخذته أنقرة، وأنها باتت مضطرة للاعتماد على جورجيا في رحلاتها الجوية. وعلقت صحيفة جيروزاليم بوست بأن "قرار تركيا ضربة موجعة لتل أبيب"، بينما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن "إسرائيل باتت عاجزة عمليًا، فقد ازدادت مدة الرحلات الجوية ساعتين، وارتفعت التكاليف بشكل كبير".

وعقب تصريحات الوزير فيدان، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" وهي من أبرز الصحف في إسرائيل، ما يلي: "إن إغلاق تركيا لمجالها الجوي سيزيد مدة الرحلات الجوية من إسرائيل إلى دول مثل جورجيا وأذربيجان ساعتين تقريبا. إن هذا القرار التركي يترك إسرائيل عاجزة عمليًا. وستزداد مدة الرحلات الجوية إلى مدينتي باتومي وتبيليسي في جورجيا حوالي ساعتين، وهذا سيُحمّل شركات الطيران والركاب تكاليف باهظة. لقد أصبحنا بحاجة إلى جورجيا."

منع السفن الإسرائيلية من دخول الموانئ التركية

لم تسمح تركيا لسفينة تابعة لشركة ZIM الإسرائيلية بالرسو في ميناء إسطنبول، وذلك في إطار تطبيقات جديدة تقضي بإغلاق الموانئ التركية أمام السفن ذات الصلة بإسرائيل، مما أجبر السفينة على تغيير مسارها واللجوء إلى ميناء بيرايوس اليوناني. ويأتي هذا القرار ضمن سلسلة من التدابير التي اتخذتها السلطات التركية، حيث أبلغت الوكالات البحرية وإدارات الموانئ ببدء العمل بنظام جديد يخص جميع السفن ذات الصلة بإسرائيل، في خطوة تؤكد استمرار أنقرة في تضييق الخناق على حركة الملاحة البحرية المرتبطة بإسرائيل.

حظر شحن البضائع إلى إسرائيل أيضاً

أوضحت شركات شحن دولية مثل MSC و Maersk والتي لا تربطها صلات بإسرائيل، أنها بانتظار تعليمات رسمية واضحة حول كيفية التعامل مع القرار الجديد في الموانئ التركية.

وبموجب الإجراءات الجديدة، لن يُسمح بدخول أي سفينة ترفع العلم الإسرائيلي أو تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية إلى الموانئ التركية. وبالمثل، ستُمنع السفن التي ترفع العلم التركي من دخول الموانئ الإسرائيلية. كما يشمل الحظر منع تفريغ أو شحن أو نقل أي بضائع متجهة إلى إسرائيل أو قادمة منها عبر الموانئ التركية.

إلى جانب ذلك، فرضت أنقرة على جميع السفن التي ترغب في دخول موانئها تقديم إقرار خطي يثبت عدم وجود أي صلة لها بإسرائيل. كما يتعين على ملاك السفن تقديم وثائق رسمية تؤكد أن البضائع المنقولة ليست متجهة إلى إسرائيل لأغراض عسكرية أو أي أغراض أخرى.

احتجاجات عارمة في تل أبيب.. عشرات الآلاف يتظاهرون ضد نتنياهو

بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني القاتل هجماته الوحشية على قطاع غزة، خرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين في مظاهرات حاشدة في تل أبيب احتجاجًا على قرار حكومة نتنياهو باحتلال مدينة غزة. وطالب المتظاهرون بوقف فوري لإطلاق النار وإبرام اتفاق لتبادل الأسرى. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "أنت المسؤول، أنت المذنب"، و"أوقفوا هذه الحرب"، و"أعيدوا الأسرى"، حاملين الأعلام الإسرائيلية. واتهموا حكومة نتنياهو بعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار، واحتجوا على قرار الجيش الإسرائيلي بتقديم موعد احتلال مدينة غزة.

وأشار بعض أفراد عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إلى أن "حكومة نتنياهو اختارت قتل الأسرى من أجل مصالحها السياسية، عبر الدفع نحو احتلال مدينة غزة". ولم تقتصر الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو على تل أبيب، بل امتدت لتشمل حيفا، والقدس الغربية، ومدنًا أخرى.

إسرائيل تقرر احتلال مدينة غزة

يُذكر أن الكابينت الإسرائيلي قد صادق في 8 أغسطس على خطة لاجتياح شمال قطاع غزة. وكان نتنياهو قد أعلن قبل اجتماع المجلس أنه يهدف إلى "السيطرة على كامل قطاع غزة"، مصادقاً على الخطة التي قدمها الجيش.

وتنص الخطة على تهجير نحو مليون فلسطيني إلى جنوب القطاع في المرحلة الأولى، ثم محاصرة مدينة غزة وشن هجمات مكثفة قبل احتلالها. أما المرحلة الثانية فتشمل احتلال المخيمات الواقعة في وسط غزة والتي تحولت إلى أنقاض بفعل القصف المتواصل.

وتجدر الإشارة إلى أنّ إسرائيل احتلت قطاع غزة لمدة 38 عامًا، وذلك منذ عام 1967 حتى عام 2005، أي. واليوم، وبعد مرور نحو 18 عامًا على هذا الانسحاب، لا يزال القطاع الذي يقطنه أكثر من 2,3 مليون فلسطين يخضع لحصار خانق.

وبحسب تقرير الأمم المتحدة، يعاني سكان مدينة غزة من نقص حاد في الغذاء مع انتشار المجاعة في جميع أنحاء القطاع.