المجزرة المستمرة منذ أشهر في غزة أدت إلى أزمة كبرى داخل الكيان الصهيوني.. كشف تقرير سري مُسَرَّب لقيادة قوات الدفاع الإسرائيلية فشل العملية المسماة «عربات جدعون» التي أُطلقت ضد حركة حماس. وبحسب قناة 12 العبرية، أظهر التقرير الداخلي تكرار أخطاء تكتيكية، مناورات غير كافية، وعدم استعداد للقتال بأساليب حرب العصابات.
وجاء في الوثيقة أن الجيش لم يتمكّن من إنقاذ الأسرى، ولم يتمكن من إسقاط حماس، وأنه فشل في تحقيق أهدافه الحربية.
أحدثت حرب غزة شرخاً في مجلس الوزراء الإسرائيلي. ومع تسريبات تقارير الجيش التي أظهرت فشل العملية، احتدمت المناقشات بين رئيس الأركان إيال زامير والوزراء. خلال جلسة استمرت ست ساعات ارتفعت الأصوات، وسبّب تصريح "إذا كنتم تريدون طاعة عمياء فليأتِ أحد آخر" أزمة داخل المجلس!
تصريح زامير لمجلس الوزراء
وجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير نقداً لاذعاً لمجلس الوزراء. وخلال الجلسة المتوترة التي امتدت ست ساعات نوقِشَت خطة عمليات في مدينة غزة. وقال زامير: «هناك إطار على الطاولة، ويجب أن نقبله»، منتقداً تأخر الحكومة في إبرام الاتفاق. وفي ردّه على قول وزيرة الاستيطان أورِت ستروك «ليعدّ الكارهون إلى بيوتهم»، أجاب زامير: «إذا كنتم تريدون طاعة عمياء فليأتِ أحد آخر».
نتنياهو نقل كلمة ترامب
ولم تقتصر الخلافات داخل المجلس على الفشل العسكري الداخلي فحسب. فقد نقل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبارة نُلِقِت له من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلاً:
«انسوا الاتفاقات الجزئية. انهِوا الأمر وهاجموا بكامل قوتكم وأنهِوا هذا العمل».
لكن نهج نتنياهو هذا لاقى ردود فعل سلبية داخل المجلس وعلى الصعيد العام. واتهم منتدى ذوي الأسرى والمفقودين نتنياهو بأنه «يضحّي بالأسرى من أجل البقاء السياسي».
جنود إسرائيليون ينتحرون واحداً تلو الآخر!
أدت الصدمات في قطاع غزة إلى ما يشبه وباء انتحار بين الجنود الإسرائيليين. وبلغ عدد المنتحرين عشرة جنود حتى شهر أغسطس. ولم تُدْلِ قوة الاحتلال ببيانات حول الانهيار النفسي الذي يعانيه الجنود، في حين لفتت صحيفة هآرتس إلى ارتفاع سريع في أعداد المنتحرين.
ويزداد التوتر في الشارع الإسرائيلي مع اعتقاد الرأي العام بأن من بين 48 رهينة محتجزة في غزة لا يزال على قيد الحياة 20 فقط. وناشدت والدة أحد الجنود، ماتان أنجرست، نتنياهو قائلة: «لا يحتاج إنقاذه إلى موت أحد. يجب التوصل إلى اتفاق وإعادة الأسرى إلى بيوتهم».
آلية القرار الإسرائيلي تفكّكت
بينما يزداد الضغط من أجل شن عملية في مدينة غزة، فإن مجلس الوزراء مُنقسم تماماً بشأن اتفاق الأسرى والقرارات السياسية. وأثار دعم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لضمّ أجزاء من الضفة الغربية تحذيرات أوروبية شديدة.
«هزيمة حماس شبه مستحيلة!»
كتبت صحيفة معاريف أن انتصاراً حاسماً للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ضد حماس «يكاد يكون مستحيلاً». وأشارت إلى أن شبكة الأنفاق الضخمة بطول 700 كيلومتر تمنح حماس ملاذاً وقدرة على شن كمائن مفاجئة ومناورات سريعة. كما شدّد التقرير على أن التعب والارتباك داخل الجيش يدفعان بالكيان إلى مأزق استراتيجي.
أوضحت معاريف أن شبكة الأنفاق الضخمة في غزة وبُنى المقاومة تحت الأرض وقدرة حماس على حرب العصابات تسمحان باستمرار المقاومة رغم التفوق العسكري الإسرائيلي، مؤكدة أن هذه الأنفاق ليست مجرد استراتيجية عسكرية فحسب بل تُضعف فعالية التفوق التكنولوجي الإسرائيلي.
الجيش الإسرائيلي منهك من جراء الحرب — فخ سياسي لإسرائيل
ذكرت معاريف أنه بعد أكثر من سنتين من العمليات، يعاني الجيش الإسرائيلي إرهاقاً بدنياً ونفسياً. وتلفت الصحيفة إلى تآكل الذخائر وتضرر الوحدات المدرعة، وإلى سقوط ما يقارب 900 جندي إسرائيلي. وقالت مصادر للصحيفة إن العديد من الضباط لا يزالون غير قادرين على استيعاب الهدف النهائي للحرب. وطرح التقرير أسئلة من قبيل «ما هي الاستراتيجية؟» و«لماذا ندخل إلى غزة؟» دون إجابات، ما أدى إلى تآكل الثقة على الأرض. وأضافت أن غياب حل سياسي واستراتيجية واضحة قد يحول هذه الحرب إلى كارثة دولية لإسرائيل، وأن تدمير غزة بالكامل وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين قد يدفعان إسرائيل إلى نقطة لا تستطيع عندها تفادي اتهامات بارتكاب جرائم إبادة.
اسم BIST محمي مع الشعار وفق شهادة ماركة محمية، لا يجوز الاستخدام دون إذن، ولا يجوز الاقتباس ولا التحوير، كل المعلومات الواردة تحت شعارBIST محفوظة باسم BIST ، لا يجو إعادة النشر. بيانات السوق توفرها شركة iDealdata Finans Teknolojiler A.Ş. بيانات أسهم BİST تتأخر 15 دقيقة