
بمشاركة سفير تركيا لدى الأردن يعقوب جايماز أوغلو، وفق مراسل الأناضول
نظمت مؤسسة "الخط الحديدي الحجازي الأردني"، الجمعة، رحلة بالقطار لأبناء الجالية التركية لدى المملكة، وذلك بمناسبة عيد الاستقلال الأردني واقتراب عيد الأضحى.
وانطلقت الرحلة بمشاركة سفير تركيا لدى المملكة يعقوب جايماز أوغلو، من محطة عمان إلى محطة أم الحيران (كلاهما في العاصمة عمان)، وفق ما أفاد به مراسل الأناضول.
وقبيل انطلاق الرحلة التي استمرت قرابة ساعتين بقطار بخاري يعود لعهد الدولة العثمانية، قال السفير جايماز أوغلو للأناضول: "نحن في يوم مميز جدا قبل عيد استقلال للمملكة الأردنية الهاشمية (25 مايو/أيار)، وأود أن أهنئ الشعب الأردني الشقيق بهذه المناسبة".
وأضاف: "بعد قليل سنقوم برحلة، ولها معنى كبير جدا، خاصة ونحن على مشارف عيد الأضحى، أي موسم الحج، وتعلمون أن هذه المحطة كانت محطة تاريخية عثمانية تركية أردنية فلسطينية وإقليمية مهمة جدا، حيث كان يتم نقل الحجاج على متن هذه العربات".
واستدرك جايماز أوغلو: "لا نعلم لو أن لها لسان ليتحدث لنا كيف كانت في التاريخ، وكم حملت من حجاج إلى الحجاز والأراضي المقدسة (في السعودية)".
وأردف: "نحن اليوم طبعا نعيش فرحتين، فرحة قدوم عيد الأضحى، وكذلك فرحة الابتهاج والبهجة مع الشعب الأردني وهو يعيش العيد الوطني".
وتابع جايماز أوغلو: "سنبدأ رحلة من هنا في محطة عمان، حيث قامت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) ببناء متحف، وهو دليل على حسن العلاقات التركية الأردنية".
وقال: "سننطلق من هنا والجالية التركية معنا، ونحن نشكر مدير مؤسسة الخط الحجازي، ونتوجه بجزيل الشكر إلى المملكة الأردنية الهاشمية والمسؤولين فيها على دعمهم".
وأكد جايماز أوغلو: "نحن نسعى لتعزيز الروابط والتعاون، ونتطلع لمزيد الأعمال والإنجازات التي تصب في مصلحة الشعبين".
وقال: "نود إحياء التراث من خلال سكك الحديد التي نعتبرها ثروة مشتركة لنا ولشعوب المنطقة".
وأوضح جايماز أوغلو: "كما تعلمون، نحن في هذا المجال أنجزنا تقدما كبيرا في تركيا بمجال السكك الحديد والقطارات السريعة، ودائماً منفتحون على التعاون".
واستطرد: "نحن نعلم أن لدى الأردن مشاريع نقل عبر سكك الحديد، وهذه المشاريع هي في واقع الأمر مشاريع تنصب في مصلحة جميع دول المنطقة، حيث ستخفف ربما من تكلفة النقل وكذلك ستفتح آفاق التجارة وآفاق التعاون وكذلك يمكن استخدام ذلك للسياحة".
ومضى جايماز أوغلو قائلا: "أنا متأكد من أنه سيكون هناك تعاون وثيق في هذا المجال أيضاً كما هو شأن بالنسبة إلى جميع المجالات".
وأضاف: "أما اليوم فستكون رحلتنا سياحية، والمملكة دائماً تطلق رحلات سياحية مستخدمة القطار التاريخي المشترك الذي يعتبر تراثا مشتركا لنا جميعاً، فهو إحياء للتراث".
وزاد جايماز أوغلو: "ربما من خلال ذلك ومن خلال هذا البرنامج نكون قد شجعنا السياح الأردنيين والسياح الأتراك للقدوم إلى المملكة الأردنية الهاشمية وللقيام بهذه الرحلات الممتعة أيضاً، مستذكرين كذلك التاريخ، وما تم إنجازه ليظل مفيداً لسكان المنطقة".
من جهته، قال زاهي خليل، المدير العام لمؤسسة "الخط الحديدي الحجازي الأردني" للأناضول: "اليوم نستضيف السفير التركي لدى الأردن يعقوب جايماز أوغلو والوفد المشارك معه من السفارة وعائلات موظفي المؤسسات التركية العاملة بالأردن".
وأردف خليل: "الترتيب لهذه الرحلة جاء بعد عدة زيارات ولقاءات، وخلالها تم الاتفاق على التعاون في مجالات السكك الحديد، والانتهاء من إقامة متحف يجري العمل على إنهاء أعمال إنشائه بتمويل من الجانب التركي، وذلك بموجب اتفاقية جرى توقيعها قبل عدة أعوام".
وتابع: "تم الاتفاق مع الجانب التركي أيضاً على تطوير بعض المواقع والساحات والمباني العثمانية القديمة في هذه المحطة".
وأعرب المسؤول الأردني عن "تطلعه لمزيد من التعاون مع تركيا"، معتبرا أن "خط القطار إرث تاريخي وإسلامي يرتبط بتأسيس الدولة في 1921".
ولفت إلى أن خط السكك الحديدية "يُستخدم لأغراض سياحية، ويحتوي على مقطورات بُخارية تعود للقرن الـ19".
ويعتبر "الخط الحديدي الحجازي" سكة حديد تاريخية بناها العثمانيون أوائل القرن العشرين، وكان الهدف منها ربط دمشق بالمدينة المنورة، مرورا بعدد من المدن والبلدات في سوريا والأردن والسعودية، لتسهيل سفر الحجاج إلى الحجاز.
وتبلورت فكرة هذا الخط عام 1900، وبدأت أعمال تشييده في سبتمبر/ أيلول من العام نفسه بأمر من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، قبل أن تنتهي الأعمال به عام 1908.
وإلى غاية اليوم، لا يزال الخط عاملا في الأراضي الأردنية، وقد تعطلت رحلاته إلى سوريا نتيجة الأحداث التي مرت بها إبان فترة الثورة ضد النظام المخلوع (2011-2024).