
الرئيس أردوغان خلال القمة التركية ـ الأذربيجانية ـ الباكستانية: - مصممون على مواصلة الدفاع عن حقوق الأطفال والناس الأبرياء الذين يُقتلون في غزة - ندعو العالم إلى زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتثبيت وقف إطلاق النار الدائم في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، تصميم أنقرة على مواصلة الدفاع عن حقوق الأطفال والأبرياء الذين يقتلون في قطاع غزة، والتصدي لمحاولات زعزعة استقرار المنطقة.
جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته في قمة ثلاثية بمدينة لاتشين بأذربيجان، إلى جانب نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف.
وأكد أردوغان أن تطورات المنطقة تظهر مدى أهمية التضامن بين تركيا وأذربيجان وباكستان.
وقال: "مصممون على مواصلة الدفاع عن حقوق الأطفال والناس الأبرياء الذين يُقتلون في غزة، وسنتصدى لمحاولات زعزعة استقرار المنطقة".
ودعا أردوغان العالم إلى زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتثبيت وقف إطلاق النار الدائم في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وأشار أردوغان إلى أن النظام الدولي ينجرف تدريجيًا نحو أزمة شرعية في هذه الأيام التي تتعمق فيها الاستقطابات وتتزايد التكتلات.
وذكر أن المثال الواضح على الأزمة التي يمر بها النظام الدولي في هذه المرحلة هو ظلم إسرائيل المتواصل في فلسطين.
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وشدد على أن التضامن وتطوير قدرات التحرك المشترك بين تركيا وأذربيجان وباكستان أمام التحديات ليس خيارا بل ضرورة.
وبشأن التوتر الهندي الباكستاني، أعرب الرئيس التركي عن أمله أن يتحول وقف إطلاق النار المعلن إلى سلام دائم، مؤكدًا أن تركيا مستعدة لتقديم المساهمة اللازمة في هذا الخصوص.
وأضاف: "نأمل أن تصبح الأراضي الأذربيجانية المحررة بعد 30 عاما من الاحتلال مركزا للاستقرار والازدهار والتنمية".
وأشار إلى أن تركيا وأذربيجان وباكستان ستساهم معا في مشاريع مثل طريق التنمية والممر الأوسط وممر النقل بين الشمال والجنوب.
ولفت إلى أن تركيا وأذربيجان وباكستان دول شقيقة تستند على المحبة والاحترام والثقة المتبادلة، وتتغذى على نفس مناخ الحضارة وتتقاسم المثل العليا المشتركة.
وشدد على أن الدول الثلاث تعمل على تعزيز الروابط بينها، حيث يبلغ عدد سكانهما نحو 350 مليون نسمة وحجمهما الاقتصادي 1.5 تريليون دولار.
وأوضح أنه يدعم كل خطوة نحو تحويل الشراكة بين الدول الثلاث إلى استراتيجية.
وتطرق أردوغان إلى استقباله شريف الأحد الماضي، وقال: "استعرضنا مسارات التعاون في إطار مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، واتفقنا على تعزيز العلاقات التاريخية والإنسانية الراسخة بين تركيا وباكستان، وبهذه المناسبة، أود أن أعرب عن ترحيبنا بانتهاء التوتر الذي اندلع بين باكستان والهند بوقف إطلاق النار".
وفي 10 مايو/ أيار الجاري، أعلنت كل من باكستان والهند التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بوساطة من الولايات المتحدة، بعد أيام من التصعيد المتبادل على الحدود بين البلدين.
أشار إلى أن تركيا وأذربيجان وباكستان تقع في منطقة استراتيجية بالغة الأهمية عند تقاطع منطقة أوراسيا، لافتًا إلى أن الدول الثلاث تواجه تحديات عديدة في آن واحد في المنطقة وخارجها، بدءًا من التهديدات الأمنية وصولًا إلى الاختناقات الاقتصادية وأزمات الطاقة والغذاء.
وأضاف: "نرى أن تطوير تضامننا وقدراتنا على العمل المشترك في مواجهة هذه التحديات ضرورة لا خيارًا".
أكد أردوغان أن قمة اليوم ناقشت قضايا مهمة لتعزيز التعاون بين الدول الثلاث، مبينًا أن وزراء خارجية البلدان الثلاثة سيتخذون الإجراءات اللازمة لمأسسة التعاون الثلاثي، وسيضعون إطارًا متينًا يعكس الرؤية المشتركة، لا سيما في مجالات التجارة والاستثمار والنقل والطاقة والصناعة الدفاعية ومكافحة الإرهاب.