
نائب وزير الشؤون الدينية صلاح شريف سيد علي: - الشعب الصومالي لن ينسى أبدا وقوف الشعب التركي إلى جانبه، وخاصة الرئيس رجب طيب أردوغان - الأتراك الذين قدموا مساعدات خلال عيد الأضحى فضلوا قضاء العيد معنا بدلا من الاحتفال به في وطنهم - وقفت تركيا معنا حين تخلى عنا الجميع وكانت حاضرة بكل الأزمات
قال نائب وزير الشؤون الدينية الصومالي صلاح شريف سيد علي إن العلاقات بين بلاده وتركيا "ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى عهد الدولة العثمانية، وشهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة".
وفي مقابلة مع الأناضول، شدد سيد علي، وهو نائب في البرلمان الصومالي، على أن شعب بلاده لن ينسى أبدا وقوف الأتراك إلى جانبه، و"خاصة الرئيس رجب طيب أردوغان".
ويواجه الصومال منذ سنوات طويلة أزمات متعددة، على رأسها صراع مستمر بين الحكومة المركزية وجماعات إرهابية مسلحة منها تنظيم "الشباب"، فضلا عن تداعيات الجفاف الذي أدى إلى مجاعة واسعة النطاق، أجبرت الملايين على الاعتماد على المساعدات الخارجية للبقاء على قيد الحياة.
وتشير تقديرات حديثة إلى وجود نحو 7 ملايين شخص بحاجة عاجلة للمساعدات الإنسانية في الصومال، معظمهم يعيشون في ظروف صعبة داخل مخيمات النزوح، ويكافحون أمراضا منتشرة مثل الكوليرا وسوء التغذية.
وفي ظل هذه التحديات، لم يغب الدعم التركي عن الساحة الصومالية، حيث حرصت منظمات الإغاثة التركية، خلال عيد الأضحى المبارك، على تنفيذ سلسلة من المساعدات شملت توزيع لحوم الأضاحي، وحفر آبار المياه، وتقديم مواد غذائية وملابس، وتوفير دعم خاص للأيتام.
هذه المبادرات لاقت إشادة واسعة من المسؤولين الصوماليين، الذين أكدوا أن تركيا ما زالت تقف إلى جانب الصومال في أصعب اللحظات.
** روابط أخوية
وعبّر سيد علي، عن امتنانه العميق لتركيا، قائلا: "الشعب الصومالي لن ينسى أبدا وقوف الشعب التركي إلى جانبه، وخاصة الرئيس رجب طيب أردوغان".
وأوضح أن الأتراك الذين قدموا مساعدات خلال عيد الأضحى "فضلوا قضاء العيد معنا بدلا من الاحتفال به في وطنهم، وهذا يعكس عمق الروابط الأخوية بيننا".
والأحد، قالت جمعية "حق للإغاثة الإنسانية" التركية، في بيان، إنها وزعت لحوم الأضاحي على نحو 260 ألف محتاج في العاصمة الصومالية مقديشو ومدينة بيدوا (وسط).
وقام متطوعون من الجمعية قادمون من تركيا، إلى جانب فرق محلية، بتسليم اللحوم للمستحقين الذين تم تحديدهم مسبقاً، وعلى رأسهم المقيمون في مخيمات اللاجئين، وفق البيان.
** دعم متعدد المجالات
وأشاد المسؤول الصومالي بالدور الريادي الذي تقوم به تركيا في المجال الصحي، مستشهدا بـ"مستشفى رجب طيب أردوغان للتعليم والبحث الطبي" في العاصمة مقديشو، والذي يلعب دورا محوريا في تلبية احتياجات آلاف المرضى يوميا.
وأوضح أن "تركيا ساهمت بشكل كبير في دعم قطاع التعليم، حيث افتتحت العديد من المدارس في أنحاء الصومال.
ولفت إلى وجود آلاف الطلاب الصوماليين الذين يتلقون تعليمهم العالي في الجامعات التركية، "ما يسهم في إعداد كوادر مؤهلة قادرة على بناء مستقبل البلاد".
وزاد: "العلاقات بين البلدين ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى عهد الدولة العثمانية، وشهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة".
وقال النائب الصومالي: "في المجال العسكري، تقوم القوات التركية بتدريب وحدات من الجيش الصومالي داخل قاعدة تُركسوم العسكرية في مقديشو، ما ساهم في رفع كفاءته في مواجهة التهديدات الإرهابية".
كما نوه إلى أهمية الدعم النوعي الذي تقدمه شركة "بايكار" التركية للصناعات الدفاعية إلى القوات المسلحة الصومالية، ضمن جهود مكافحة الإرهاب.
** اهتمام مستمر
واعتبر النائب الصومالي زيارة الرئيس أردوغان إلى مقديشو عام 2011 "نقطة تحول" في مسار العلاقات بين البلدين، حيث أعقبها تأسيس أكبر مجمّع دبلوماسي تركي في الخارج، على الأراضي الصومالية.
وأوضح أن تلك الزيارة "تعكس الأهمية التي توليها أنقرة لعلاقتها الاستراتيجية مع مقديشو".
وقال: "وقفت تركيا معنا حين تخلى عنا الجميع، وكانت حاضرة في كل الأزمات. إننا نكن للشعب التركي كل التقدير، ولن ننسى هذا العطاء الإنساني النبيل ما حيينا".
كما أشار إلى أن الصومال يمتلك موقعا جغرافيا بالغ الأهمية، وساحلا طويلا يزيد عن 3300 كيلومترا.
ولفت إلى أهمية الاتفاق بين حكومتي البلدين على بدء أعمال استكشاف النفط والغاز، حيث تتواجد حاليا سفينة "الريس عروج" التركية قبالة السواحل الصومالية.
وفي كلمة ألقاها خلال مشاركته في قمة الموارد الطبيعية المنعقدة في مايو/ أيار الماضي بمدينة إسطنبول، قال الرئيس أردوغان إن الدبلوماسية في مجال الطاقة تشكل أحد الأركان المهمة لسياسات تركيا.
وأشار إلى أنّ سفينة الريس عروج للمسح الجيولوجي تواصل أعمال المسح في ثلاثة مواقع بالسواحل الصومالية، مساحة كل واحد نحو 5 آلاف كيلومتر مربع.
وبموجب اتفاقيات تقاسم الإنتاج بين تركيا والصومال، سيتم وفق ما ذكره الرئيس التركي، تنفيذ أعمال تتعلق بالنفط في ثلاث مناطق برية منفصلة في الصومال تبلغ مساحتها الإجمالية 16 ألف كيلومتر مربع.
وشدد الرئيس التركي على أن التعاون بين بلاده والصومال قائم على الشراكة ومبدأ "رابح - رابح" وعلى الحق والعدل، مستبعدا أن تكون سياسة بلاده تسير على أي "نهج استعماري".