
في كلمة ألقتها خلال رئاستها لاجتماع المجلس الاستشاري رفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن مبادرة "صفر نفايات"
شددت عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان، السبت، على ضرورة إنشاء آلية دائمة للأمم المتحدة بشأن "صفر نفايات" تحت إشراف برنامجي المستوطنات البشرية والبيئة الأمميين، وبدعم من مؤسسة "صفر نفايات" التي تتولى رئاستها الفخرية.
جاء ذلك في كلمة ألقتها خلال الاجتماع الرسمي الرابع لـ "المجلس الاستشاري رفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن مبادرة صفر نفايات"، المنعقد ضمن فعاليات "المنتدى الدولي لصفر نفايات" الذي انطلقت أعماله في إسطنبول الجمعة ويستمر 3 أيام.
المنتدى يعقد بتنظيم من "مؤسسة صفر نفايات" وبالتعاون مع وزارتي "البيئة والتخطيط العمراني وتغير المناخ"، و"الزراعة والغابات" التركيتين، وبرنامجي الأمم المتحدة للبيئة وللمستوطنات البشرية.
ويقام المنتدى تحت شعار "حركة صفر نفايات: الإنسان، المكان، التحول"، ويتناول الخطوات المشتركة الواجب اتخاذها على نطاق عالمي في مجالات البيئة والاستدامة والاقتصاد الدائري والتحول الأخضر وإدارة النفايات ومكافحة تغير المناخ.
وقالت أردوغان: "لم يتبقَّ أمامنا سوى خمس سنوات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وللأسف لم يتحقق سوى 18 بالمئة من تلك الأهداف حتى الآن. أؤمن بضرورة تكثيف جهود التوعية لتسريع هذه العملية، ويجب أن تكون النساء والأطفال الفئة المستهدفة الرئيسية في هذا المجال".
وأشارت إلى أن "صفر نفايات" هي أكبر حركة خيرية في القرن الحادي والعشرين.
وأضافت: "نحن في تركيا نشعر بفخر كبير لكوننا الدولة الرائدة في هذه الحركة، ولنقلنا مفهوم صفر نفايات من المحلية إلى العالمية".
ولفتت إلى أن القرار المتعلق بصفر نفايات، الذي تم تبنيه في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2022، أصبح اليوم سياسة رسمية للأمم المتحدة، وأنه عنصر أساسي في أهداف التنمية المستدامة.
وذكرت أن المؤسسة أطلقت خلال مدة قصيرة العديد من المبادرات، بينها معهد صفر نفايات الذي أصبح اليوم مركزًا دوليًا لتبادل المعرفة والتجارب والسياسات الناجحة.
وتابعت عقيلة الرئيس التركي: "عازمون على تطوير مبادراتنا أكثر في المرحلة المقبلة، وسنجعل من منتدى صفر نفايات فعالية سنوية دائمة".
وأعلنت أن هدفهم أن يصبح منتدى صفر نفايات، المنصة الأهم لتبادل المعرفة على الصعيد العالمي، وأن يتولى القيادة التشغيلية للحركة العالمية في هذا المجال.
** "إسطنبول المركز العالمي لصفر نفايات"
وأوضحت أردوغان أن إسطنبول، التي كانت عاصمة لثلاث إمبراطوريات عالمية، لا تزال اليوم من أهم حواضر العالم في مجالات الثقافة والسياحة والفن والمال والتجارة.
وقالت إن "لإسطنبول روحًا ديناميكية فريدة، لذلك أطلق عليها اسم ’مدينة البدايات الجديدة’".
وزادت: "سنربط هذه الروح بمفهوم صفر نفايات، لتصبح إسطنبول بإذن الله عاصمة صفر نفايات، ومركزا لرؤية الإنسانية من أجل مستقبل المستدام، ونقطة انطلاق للمبادرات الصديقة للبيئة".
وأشارت أمينة أردوغان إلى أن العولمة أدت إلى تآكل الثقافات المحلية، وأن الثقافة البيئية فقدت مكانتها في الذاكرة الاجتماعية.
ويستمر المنتدى 3 أيام، ويجمع مشاركين من 104 دول، و118 منظمة دولية ورؤساء بلديات وسفراء وممثلين رفيعي المستوى من العديد من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فضلاً عن قادة وخبراء وأكاديميين وممثلي القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وناشطين وصناع قرار من أنحاء العالم.