حذر مسؤول هيئة محلية فلسطينية في قطاع غزة، الأربعاء، من وقائع يفرضها الجيش الإسرائيلي على أرض مخيم جباليا تهدف لتطبيق خطة إنشاء ممر يفصل محافظتي غزة عن الشمال.
وقال رئيس بلدية جباليا مازن النجار، في مقابلة مع الأناضول: "نحذر مما يتداول على لسان مسؤولين في دولة الاحتلال ويتم ترجمته على الأرض (بحسب الشهادات التي تردنا من المنطقة)، من إقدام جيش الاحتلال على اقتطاع أجزاء واسعة من مخيم جباليا بما تتضمنه من مبانٍ ومنشآت، لإنشاء ممر يفصل بين محافظتي غزة والشمال من الشرق إلى الغرب".
وأضاف إن المناطق التي تشهد اقتطاعا لأجزاء واسعة من أراضيها في المخيم هما تحديدا حيي "القصاصيب والفالوجا"، لافتا إلى تنفيذ الجيش لعمليات نسف وتدمير واسعة النطاق للمنشآت والمباني في تلك المنطقة.
واستكمل قائلا: "في حال تم تنفيذ هذا المخطط فإنه سيبتلع عشرات آلاف الوحدات السكنية والمنشآت، ويصبح أصحابها بدون مأوى، ويتم تعزيز الفصل بين محافظتي غزة وشمال غزة".
وأكد وجود "حالة تعتيم كاملة اما يتم تنفيذه من مخططات إسرائيلية في جباليا ومحافظة شمال غزة، حيث يُقتل السكان وتهدم منازلهم فوق رؤوسهم، ويُهجر النازحون بعشرات الآلاف، ويُمنع الصحفيون بقوة النار والسلاح من التغطية الإعلامية، وكذلك تمنع كل طواقم الإغاثة من العمل ويتم استهدافها".
وقبل أسبوع، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الجيش "يعمل على فصل شمال قطاع غزة عن مدينة غزة، ولا يعتزم السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في الشمال".
كما قالت صحيفة "هآرتس"، نقلا عن ضابط إسرائيلي (رفيع المستوى)، إن الجيش "يعمل على هدم المنازل في جباليا شمالي قطاع غزة بشكل ممنهج".
**تدمير أحياء كاملة
أوضح المسؤول المحلي النجار أن الجيش دمر أحياء سكنية كاملة في مخيم جباليا، والذي يعد من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال عمليات قصف ونسف ممنهجة للبيوت والمنشآت.
وعن ذلك استكمل قائلا: "هناك بلوكات (أحياء سكنية) تم مسحها بالكامل وهي بلوكات: (1،2،3،4،5،6) وقد كان يسكنها المهجرون واللاجئون منذ النكبة عام 1948".
ووصف الاجتياح الإسرائيلي الحالي لمخيم جباليا وباقي مناطق محافظة الشمال بـ"الأعنف والأصعب" منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر 2023.
وأشار إلى أن هذا الاجتياح وما رافقه من حصار تسبب بـ"ظروف كارثية ومأساوية على كافة المستويات".
ولفت إلى أن أعمال التدمير والتهجير الممنهجة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي منذ عمليته البرية في الشمال في 5 أكتوبر الماضي، تهدف لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.
وقال عن ذلك: "يقوم الاحتلال حالياً بعمل تدميري تهجيري ممنهج، وحرب إبادة وتطهير عرقي بحق السكان والأهالي في محافظة شمال غزة، لاقتلاعهم من أرضهم".**تدمير آبار المياه
ومع استمرار العملية الإسرائيلية، يقول النجار إن السكان يرزحون في ظل حالة القتل الجماعي والحصار والتجويع الممنهج وانعدام موارد الحياة وتدمير مصادر المياه، بلا طواقم طبية أو إغاثية أو دفاع مدني حيث تم تعطيل هذه الخدمات بالكامل منذ أكثر من شهر".
وبيّن أن الجيش الإسرائيلي استهدف بشكل ممنهج البنى التحتية في جباليا، حيث دمر بشكل كامل 54 بئرا للمياه من أصل 56 بئرا.
وتابع عن ذلك: "باتت آبار المياه في المخيم معطلة بالكامل ولا يمكن تشغيلها، مع أنه لم تمضِ سوى عدة شهور على صيانتها بعد الاجتياح السابق في شهر مايو الماضي".
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي أفشل محاولة إدخال وقود لتشغيل بئري المياه المتبقيين وذلك بعد جهود تنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومؤسسة العمل ضد الجوع من أجل.
وخلال هذه العملية، تعمد الجيش وفق النجار، استهداف "طواقم بلدية جباليا لدى محاولتها العمل في إطار نفوذ البلدية، واستشهد عدد من الموظفين، وتم تعطيل عدد من الآليات".
وفي ختام حديثه، أطلق النجار "نداء استغاثة عاجل لكل المؤسسات الدولية والمعنية بحقوق الإنسان للضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة ومخطط التهجير، والسماح بإدخال المساعدات وعمل الطواقم الإغاثية والطبية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل هذا الوضع الكارثي الذي تعاني منه محافظة شمال غزة".
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحا بريا في شمال قطاع غزة؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، وأعلن لاحقا أنه يعمل على فصل الشمال عن مدينة غزة ولن يسمح بعودة النازحين.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 147 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.