هاجم مستوطنون، الأربعاء، قرية المنيا شرق بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، فيما استولى مستوطنون على نبع مياه في الأغوار الشمالية.
وقال رئيس مجلس قرية المنيا زايد كوازبة للأناضول، إن مجموعة مستوطنين ممن يعرفون بـ"فتيان التلال" هاجموا قرية المنيا، وحاولوا سرقة أغنامهم.
وأضاف، أن "مجموعة مستوطنين أقاموا قبل عدة شهور بؤرة بمحاذاة القرية، ومنذ حينه ضاعفوا اعتداءاتهم على السكان، لإجبارهم على الرحيل".
ولفت إلى أن المستوطنين "يواصلون الاعتداءات على القرية، التي يبلغ عدد سكانها 3 آلاف نسمة، بحماية جيش الاحتلال".
وأوضح كوازبة أن "المنطقة الشرقية من بيت لحم مهددة بالتوسع الاستيطاني، بعد شق طريق استيطانية لوصل مستوطنات مع بعضها".
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على جماعة إسرائيلية متطرفة تدعى "شبان التلال"، لعملها على إقامة بؤر استيطانية غير شرعية في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
وفي الأغوار الشمالية، استولى مستوطنون على نبع مياه في منطقة أم الجمال بالأغوار.
وقال مهدي ضراغمة رئيس مجلس قرية المالح المجاورة للأناضول، إن مستوطنين "وصلوا بمركبتهم صباح الأربعاء، إلى نبع المياه في خربة أم الجمال، وشرعوا في وضع سياج شائك حوله".
ولفت إلى أن المستوطنين سبق أن "أجبروا قبل 3 شهور أهالي الخربة على الرحيل، بعد تصاعد الاعتداءات عليهم، وسرقة مواشيهم".
وبين ضراغمة، أن "الاحتلال يستهدف منطقة الأغوار بشكل خاص، تحت حجج مختلفة، منها أنها مناطق مصنفة (ج)، أو أنها مناطق تدريب عسكري، أو غير مسموح الدخول إليها لأغراض أمنية".
وصنفت اتفاقية "أوسلو 2" لعام 1995 أراضي الضفة إلى 3 مناطق هي: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية وتقدر بنحو 60 بالمئة من مساحة الضفة.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، نفذ المستوطنون 360 اعتداء بالضفة الغربية خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويقول فلسطينيون إن "السلطات الإسرائيلية تتساهل مع المستوطنين المعتدين، ضمن مساعٍ رسمية لتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة".
واستنادا إلى معطيات حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية، فإن نحو نصف مليون إسرائيلي يقيمون في 146 مستوطنة كبيرة، و144 بؤرة استيطانية مقامة على أراضي الضفة الغربية، بما لا يشمل القدس الشرقية المحتلة.
وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن مقتل 790 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و450 آخرين، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية حتى ظهر الثلاثاء.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 148 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.