
الشركة قالت في بيان إن الاستهداف الإسرائيلي لطائرة تابعة لها وقع قبل لحظات من صعود حجاج إلى متنها
أعلنت الخطوط الجوية اليمنية، الأربعاء، توقفا "كاملا ومؤقتا" لرحلاتها من مطار صنعاء الدولي "حتى إشعار آخر"، عقب تعرض إحدى طائراتها لقصف إسرائيلي صباح اليوم.
وقالت الشركة، في بيان: "في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الصهيوني المخزي والدامي، تعرّضت صباح اليوم طائرة أخرى تابعة للخطوط الجوية اليمنية لاستهداف مباشر وجبان".
وأوضحت أن الاستهداف وقع "قبل لحظات فقط من بدء صعود الركاب من حجاج بيت الله الحرام إلى متنها، ضمن رحلة تفويج مجدولة، حاصلة على كافة التصاريح اللازمة للهبوط والتشغيل والإقلاع من جميع الجهات المعنية".
وتابعت: "نُعلن للرأي العام اليمني والعالمي عن توقّف كامل (مؤقت) لرحلات الخطوط الجوية اليمنية من مطار صنعاء الدولي حتى إشعار آخر، نتيجة لهذا العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف طائرة مدنية يمنية".
وحمّلت الشركة "العدو الصهيوني، وكل من تعاون معه، المسؤولية الكاملة عن هذا الاستهداف السافر".
وقالت إنها تعد الحادثة "عدوانا مباشرا على سيادة الجمهورية اليمنية، ومؤشرا خطيرا على تمادٍ لم يعد السكوت عليه مقبولا".
ودعت الشركة "كل أحرار العالم، والمنظمات الدولية، ومؤسسات الطيران المدني، إلى كسر صمتهم المُعيب، وإدانة هذا العمل الجبان الذي لا يهدد طائرة فحسب، بل يستهدف مبدأ حرية التنقل وحق الحياة ذاته".
وقالت إنها "تحتفظ بحقها القانوني الكامل في مقاضاة وملاحقة جميع المتورطين في هذه الجريمة، من مخططين ومنفذين وداعمين، الذين استباحوا سماء وأرض وطننا بلا وجه حق. وسيُقدَّمون للعدالة أمام المحاكم المختصة، وفقًا للقانون الدولي، وقوانين الحرب، وقوانين النقل الجوي العالمي".
وقبل ساعات، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه "أغار في مطار صنعاء المركزي على قطع جوية تابعة لنظام الحوثي".
وزعم أن جماعة الحوثي "استخدمت القطع الجوية لنقل مسلحين دفعوا باعتداءات ضد دولة إسرائيل".
وادّعى الجيش الإسرائيلي أن مطار صنعاء يستخدم بشكل متواصل من قبل جماعة الحوثي "لأغراض عدائية"، وفق تعبيره.
من جانبه، قال مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف، في منشور على منصة إكس: "العدو الصهيوني استهدف آخر طائرة من طائرات الخطوط الجوية اليمنية العاملة في مطار صنعاء الدولي ودمّرها بشكل كامل".
بدورها، ذكرت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين، في خبر عاجل مقتضب، أن "4 غارات لطيران العدو الإسرائيلي استهدفت المدرج في مطار صنعاء وطائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية".
ويُعد هذا الهجوم الجوي الإسرائيلي العاشر على اليمن منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والرابع منذ استئناف تلك الحرب على القطاع في 18 مارس/ آذار الماضي، عقب توقف دام نحو 60 يوما، وفق إعلام عبري.
وتشمل الهجمات الإسرائيلية على اليمن مصانع للإسمنت ومحطات للكهرباء وموانئ بحرية ومطار صنعاء، وهي الأهداف التي يتكرر استهدافها لأكثر من مرة دون التوسع لأهداف جديدة.
في السياق ذاته، يشير الإعلام العبري إلى تزايد الانتقادات الداخلية بشأن فعالية تلك الهجمات، إذ لم تؤد إلى ردع جماعة الحوثي أو وقف هجماتها.
ومساء الثلاثاء، أعلنت جماعة الحوثي، أنها استهدفت إسرائيل بـ22 عملية عسكرية منذ بداية مايو/ أيار الجاري، معتبرة أنه الشهر "الأكثر إيلاما" لتل أبيب، وفق ما ورد في فيديو غرافيك أعدّته قناة "المسيرة".
وأحدث هذه الهجمات العسكرية، بحسب إعلان الحوثيين، "عملية مزدوجة استهدفت مطار اللد (بن غوريون)، وهدفا حيويا في يافا المحتلة (تل أبيب)".
وتتمسك جماعة الحوثي بمواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ما دامت تواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 177 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.
وأدت الهجمات الصاروخية من اليمن على إسرائيل إلى تعليق العديد من شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى إسرائيل لفترات متفاوتة.
المواجهات الإسرائيلية الحوثية تتكرر رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن في 6 مايو/ أيار الجاري، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، بعد وساطة قادتها سلطنة عمان، وهو ما وصف في إسرائيل بـ"المفاجئ".
غير أن الحوثيين أكدوا أن الاتفاق مع واشنطن لا يشمل إسرائيل.