
ـ وسائل إعلام رسمية وخاصة في مصر فندت في تغطيات رصدتها "الأناضول" الفشل الذي عكسته الفوضى التي رافقت عملية توزيع مساعدات على فلسطينيين بالقطاع. ـ وكالة الأنباء المصرية: فشلت عملية توزيع المساعدات الإنسانية وفق آلية جديدة تحت إشراف شركة أمنية أمريكية. ـ قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة: "فضيحة إنسانية في غزة.. مشاهد توزيع المساعدات تُدين واشنطن وتل أبيب". ـ صحيفة "اليوم السابع" الخاصة: "فوضى توزيع المساعدات في غزة تكشف فشل خطة المؤسسة الأمريكية". ـ محللون لموقع "مصراوي" الإخباري: "الخطة تحولت من مشروع إغاثي إلى أداة للتهجير والإذلال الجماعي".
انتقد إعلام مصري، الفوضى التي رافقت تقديم مؤسسة مدعومة أمريكيا وإسرائيليا لمساعدات برفح جنوبي قطاع غزة، ورأت أنها "فشلت" في المهمة التي عدّتها "سلاحا للتهجير" و"فضيحة إنسانية"، وذلك عقب تدافع كبير ومقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، بحسب تغطيات خبرية رصدتها الأناضول.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي قتل 3 فلسطينيين وأصاب 46 آخرين، في مجزرة بحق الجوعى داخل ما يُسمى "مراكز توزيع المساعدات".
وأضاف أن آلاف الفلسطينيين الجائعين اقتحموا مركزا لتوزيع مساعدات في ما يُسمّى "المناطق العازلة" بمدينة رفح، وإن الجيش الإسرائيلي أطلق النار عليهم ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
المركز يتبع مؤسسة "إغاثة غزة" التي دُشّنت حديثا بدعم أمريكي إسرائيلي لتوزيع مساعدات، لتكون البديل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي حظرتها تل أبيب حديثا.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
* "فضيحة إنسانية"
وحول التوزيع وما رافقه من أحداث، تحدثت وكالة الأنباء المصرية، الثلاثاء، عن "فشل عملية توزيع المساعدات الإنسانية على الفلسطينيين برفح جنوبي غزة".
وقالت الوكالة: "فشلت عملية توزيع المساعدات الإنسانية وفق آلية جديدة تحت إشراف شركة أمنية أمريكية".
وعزت الفشل إلى "الازدحام الشديد والتدافع الكبير من قِبل آلاف الفلسطينيين الذين توجهوا إلى المنطقة الغربية من رفح جنوبي قطاع غزة اليوم (الثلاثاء) بحثا عن الغذاء".
من جانبها، وصفت قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة بمصر في تغطيات عديدة، الأربعاء، ما حدث بأنه "فشل" و"فوضى"، وذلك تحت عناوين تقارير متلفزة نقلتها عبر حسابها بمنصة إكس، مثل تقرير بعنوان "فضيحة إنسانية في غزة.. مشاهد توزيع المساعدات تُدين واشنطن وتل أبيب".
ونشرت القناة تقارير أخرى بعناوين منها: "المساعدات تتحول إلى سلاح.. هل بدأ الاحتلال تنفيذ خطته (للتهجير) لغزة؟"، و"الجوع يحكم غزة.. تدافع مؤلم على المساعدات وسط الفوضى"، و"خطة مساعدات مشبوهة تخفي مساعي لتهجير سكان غزة بعد تجويعهم"، و"فشل جديد يُسجل ضد الاحتلال.. مشهد توزيع المساعدات يثير الغضب العالمي".
وناقشت الأزمة تحت عناوين بينها: "أهالي غزة ينتقدون آلية توزيع المساعدات الأمريكية.. لم تحقق أي عدالة إنسانية"، و"أهالي قطاع غزة: آلية توزيع المساعدات الأمريكية أثبتت فشلها"، و"فوضى رفح الفلسطينية تفضح الاحتلال.. توزيع المساعدات يتحول إلى مأساة".
كما رصدت القناة الأزمة أيضا الثلاثاء، في تغطية مكثفة تحمل بعضا من هذه التوصيفات نفسها، ومنها: "منصة الأكاذيب.. كيف تبرر إسرائيل فوضى المساعدات باسم الحرب على حماس؟، و"الاحتلال يُهين الجوعى.. مشاهد صادمة خلال توزيع المساعدات برفح الفلسطينية"، و"فوضى في رفح الفلسطينية.. الاحتلال يفشل في مشروع توزيع المساعدات الإغاثية"، وفوضى تتحول إلى رعب.. الاحتلال يطلق النار في رفح الفلسطينية خلال توزيع المساعدات".
* "فوضى تعكس فشلا ذريعا"
في السياق ذاته، نقلت صحيفة "اليوم السابع" الخاصة، الثلاثاء، عن القناة ذاتها تحت عنوان "مراسل قناة القاهرة الإخبارية: فوضى توزيع المساعدات في غزة تكشف فشل خطة المؤسسة الأمريكية".
ونقلت عن "بشير جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية" من خان يونس جنوب قطاع غزة قوله إن "مشاهد الفوضى والانهيار الكامل لآلية توزيع المساعدات في المنطقة الغربية من مدينة رفح الفلسطينية، تعكس فشلًا ذريعًا في خطة توزيع المساعدات التي أشرفت عليها مؤسسة أمريكية، وسط ظروف إنسانية قاسية يعيشها سكان القطاع نتيجة حصار وتجويع إسرائيلي مستمر منذ أكثر من 80 يومًا".
ووفق جبر، فإن "الاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخال أي مساعدات إنسانية منذ الثاني من مارس الماضي، ما أدى إلى فقدان الفلسطينيين لأدنى مقومات الحياة، وعلى رأسها الدقيق والخبز والمياه، في ظل غياب شامل للمواد الغذائية الأساسية.
* "سلاح تهجير"
بدوره، ناقش الموقع الإخباري "مصراوي" الخاص الثلاثاء الأزمة تحت سؤال "هل تحوّلت خطة المساعدات في غزة من مشروع إنساني إلى أداة لتهجير وإذلال الفلسطينيين؟".
ولفت إلى أن "مقاطع فيديو أظهرت مشاهد مروعة لتزاحم آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة على نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، ويكشف في الوقت نفسه عن فشل ذريع في الخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات".
ونقل الموقع الإخباري المصري عن "محللين"، قولهم إن "الخطة تحولت من مشروع إغاثي إلى أداة للتهجير والإذلال الجماعي".
وأشار الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، للموقع ذاته أن "خطة توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في قطاع غزة باءت بفشل ذريع منذ اليوم الأول".
وبسياسة متعمدة تمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، مارست إسرائيل تجويعا بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر منذ 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني إلى المجاعة، بإغلاقها معابر قطاع غزة منذ 2 مارس بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء.
واستبعدت تل أبيب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت "مؤسسة إغاثة غزة" الإسرائيلية الأمريكية المرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق جنوب قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على الجلاء من الشمال وتفريغه.
لكن المخطط الإسرائيلي فشل تحت وطأة المجاعة، بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة مركزا لتوزيع مساعدات جنوب القطاع، فأطلق عليها الجيش الإسرائيلي الرصاص وأصاب عددا منهم، وفق المكتب الإعلامي بغزة.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.