
في تصريحات أدلى بها المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني وقال فيها إن توزيع المساعدات عبر 3 أو 4 نقاط "يجبر السكان على النزوح"..
وصف مسؤول أممي، الثلاثاء، نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة والمدعوم من إسرائيل والولايات المتحدة بأنه "هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع" التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في إطار حرب إبادته الجماعية المتواصلة للشهر العشرين.
وفي مؤتمر صحفي في العاصمة اليابانية طوكيو، أوضح فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن تقليص عدد نقاط التوزيع من 400 كانت موزعة في أنحاء القطاع وتديرها منظمات أممية ودولية، إلى 3 أو 4 يأتي لإجبار فلسطينيي غزة على النزوح.
وقال لازاريني في تصريحاته التي نقلها بيان للأونروا: "نظام توزيع المساعدات المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية في غزة هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع".
وتابع: "توزيع المساعدات في 3 أو 4 نقاط يجبر سكان غزة على النزوح، في حين أنها كانت توزع من خلال 400 نقطة".
وأكد وجود نية إسرائيلية لدفع فلسطينيي قطاع غزة نحو جنوب القطاع في مساحة تقدر بـ"20-25 بالمئة من مساحة القطاع".
وفي وقت سابق، انتقد المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في السكن اللائق، بالاكريشنان راجاغوبال، طريقة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، ووصفها بأنها "سادية".
وأظهرت مقاطع مصورة أشخاصا يصطفون في منطقة ضيقة في رفح جنوب غزة، والناس ينتظرون تحت أشعة الشمس لساعات ويخضعون لعمليات التفتيش.
والثلاثاء، اقتحم آلاف الفلسطينيين الجائعين مراكز توزيع مساعدات أقامتها إسرائيل فيما يُسمّى "المناطق العازلة" جنوب القطاع، حيث تدخل الجيش الإسرائيلي وأطلق النار عليهم ما أدى إلى إصابة عدد منهم، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني إلى المجاعة، بإغلاقها معابر قطاع غزة منذ 2 مارس بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء.
واستبعدت تل أبيب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت "مؤسسة غزة الانسانية" المدعومة إسرائيليا وأمريكيا والمرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق جنوب قطاع غزة عبر 4 نقاط بدأتها بنقطة في مدينة رفح، وذلك لإجبار الفلسطينيين على الجلاء من الشمال وتفريغه.
لكن المخطط الإسرائيلي فشل تحت وطأة المجاعة، بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة مركزا لتوزيع مساعدات جنوب القطاع، فأطلق عليها الجيش الإسرائيلي الرصاص وأصاب عددا منهم، وفق المكتب الإعلامي بغزة الذي أرجع الفوضى إلى "سوء إدارة الشركة نفسها".
وفي السياق، قال المسؤول الأممي لازاريني إن الأونروا فقدت 310 موظفين من بين 12 ألف موظف يعملون في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ووصف لازاريني الوضع المالي للأونروا بـ"المزري"، مشددا على أن الوكالة الأممية تحتاج إلى دعم عاجل لمواصلة عملياتها بعد الشهر المقبل.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.