
عدسة الأناضول رصدت الأجواء البسيطة ومشاعر الفرح للأطفال، حيث اجتمعت العائلات لمشاهدة أطفالها يمرحون قرب خيامهم، فيما بدا وكأنه فسحة أمل وسط الخراب
على أطراف أحد مخيمات النزوح غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، نظم متطوعون فعاليات ترفيهية لأطفال نازحين، في محاولة لرسم الابتسامة على وجوههم رغم القصف والدمار جراء الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بالقطاع.
في ساحة ترابية محاطة بالخيام، وقف الأطفال على شكل حلقات يصفقون ويشاركون في الغناء والرقص الشعبي، بينما انشغل عدد من النشطاء باللعب معهم، وتنظيم فقرات ترفيهية بدائية، وفرت لهم لحظات من الفرح في ظل حياة النزوح القاسية.
عدسة الأناضول، رصدت الأجواء البسيطة ومشاعر الفرح للأطفال، حيث اجتمعت العائلات لمشاهدة أطفالها يمرحون قرب خيامهم، فيما بدا وكأنه فسحة أمل وسط الخراب.
وخلف تلك المشاهد، بدت الخيام متلاصقة وأنقاض المباني المحيطة شاهدة على حجم الدمار، فيما جلس الأهالي على بطانيات مهترئة، يراقبون أبناءهم بعيون أرهقها الجوع والتعب، في مشهد يلخص قسوة الحياة في ظل الإبادة والحصار.
ويحل عيد الأضحى ليكون رابع عيد يمر على الفلسطينيين وسط حرب إبادة خلفت أكثر من 181 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة فتكت بالكثيرين.
سلمان الفرا، أحد النشطاء المنظمين للفعالية، قال لمراسل الأناضول: "في أيام العيد وزعنا الأضاحي والكعك على العائلات المنكوبة، ورغم الظروف الصعبة والدمار، استطعنا في اليوم الثالث من العيد أن نرسم البسمة على وجوه الأطفال".
وأضاف الفرا: "وزعنا ألعابا رغم صعوبة توفيرها بسبب إغلاق المعابر".
وأشار إلى أن التحديات الكبرى هي العثور على أي وسيلة لإسعاد الأطفال في ظل شح الإمكانيات وانعدام الموارد.
ويأمل الفرا، أن تنتهي حرب الإبادة، وأن يجد الأطفال مكانا آمنا للعيش والحياة، بعيدا عن نيرانها وويلاتها.
ويأتي العيد في ظل مجاعة غير مسبوقة جراء إغلاق إسرائيل للمعابر منذ 2 مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى حرمان السكان من الإمدادات الغذائية والطبية.
وفي 29 مايو/أيار الماضي، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، للأناضول، إن إسرائيل أوصلت غزة إلى "أخطر مراحل التجويع".
وحذر فخري، من أن آثار التجويع ستستمر لأجيال، مؤكدا أن ما يحدث هو "إبادة جماعية وتجويع وجريمة ضد الإنسانية وانتهاك جسيم لحقوق الإنسان".
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلال هذه الفترة، توفي 60 طفلاً فلسطينياً نتيجة سوء التغذية الناجم عن الحصار المتواصل، وفق أحدث إحصائية لوزارة الصحة.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.