
المحلل العسكري دورون كادش قال إن ذلك قد يكون حرب نفسية أو تسريبات تهدف لإحباط هجوم إسرائيلي أو احتمال واقعي لهجوم وشيك..
رسم محلل عسكري إسرائيلي، الخميس، 3 سيناريوهات لسيل التقارير الأمريكية التي تتحدث عن ضربة إسرائيلية محتملة على إيران، وهي أن يكون ذلك حرب نفسية، أو تسريبات تهدف لإحباط هجوم، أو احتمال واقعي لهجوم وشيك.
وقال دورون كادش، المحلل العسكري بإذاعة الجيش الإسرائيلي: "من الصعب ألا نلاحظ سيل التقارير في وسائل الإعلام الأمريكية حول هجوم إسرائيلي مُخطط له على إيران قريبًا، يمكن تفسير هذه التقارير بعدة طرق".
واعتبر أن أول هذه السيناريوهات هو أن تكون التصريحات والتسريبات هي حرب نفسية تشنها الولايات المتحدة على الإيرانيين.
وقال: "قد تكون التسريبات المستمرة لوسائل الإعلام الأمريكية، وتلميحات الرئيس دونالد ترامب الغامضة، والتحركات لإجلاء المواطنين الأمريكيين من سفاراتهم في الشرق الأوسط، كلها جزءًا من مسرحية أمريكية تهدف إلى الضغط على إيران في المفاوضات وإجبارها على المشاركة في المحادثات القادمة في موقف أقل تشددًا".
ولفت إلى أن "ترامب نفسه اشتكى مؤخرًا من تشدد إيران في المحادثات" التي تجريها مع طهران بشأن تفكيك برنامجها النووي.
وأضاف: "إذا كان هذا الافتراض صحيحًا، فمن المرجح أن إسرائيل تشارك عن علم في هذه المسرحية، بما في ذلك الزيارة المثيرة للاهتمام التي قام بها وزير الدفاع (يسرائيل) كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير إلى قاعدة نيفاتيم الجوية قبل بضعة أيام، وحقيقة أن الزيارة نُشرت علنًا، بما في ذلك الصور، من مكتب وزير الدفاع".
وعن السيناريو الثاني، رجح كادش أن "التسريبات الأمريكية قد تهدف إلى إحباط أي هجوم إسرائيلي، أو على الأقل تأخيره، بينما يواصل الأمريكيون محادثاتهم مع إيران".
وقال: "عندما تُعلن وسائل الإعلام الأمريكية بلا انقطاع عن هجوم متوقع، بل وتُضيف قناة إن بي سي أنه من المتوقع أن يتم بدون مساعدة أمريكية، فقد تكون تسريبات مُتعمدة تهدف إلى دفع إسرائيل إلى الامتناع عن الهجوم، إذ تفقد تل أبيب عنصر المفاجأة ويكون الإيرانيون في حالة تأهب قصوى".
وأضاف: "ويُضاف إلى ذلك تصريح ترامب الصريح بأنه حثّ نتنياهو على تجنب الهجوم في الوقت الحالي، طالما استمر في التفاوض مع الإيرانيين".
وفي وصفه للسيناريو الثالث، لفت كادش إلى أنه قد يكون كل شيء حقيقي تمامًا، وأن الاستعدادات بلغت ذروتها، وأن هجومًا إسرائيليًا محتملًا وشيكًا، بمساعدة أمريكية أو بدونها.
وشدد أن "الاستعدادات في إسرائيل وصلت بالفعل إلى مرحلة متقدمة، وفي الأسابيع الأخيرة، كان هناك تركيز كبير على أعلى مستويات الحكومة الإسرائيلية بشأن القضية الإيرانية، سياسيًا وعسكريًا".
وتساءل كادوش: "أي من هذه السيناريوهات صحيح؟ من الصعب معرفة ذلك. سنعرف ذلك على الأرجح في الأيام أو الأسابيع القادمة".
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت سلطنة عمان أن مسقط ستستضيف الأحد المقبل الجولة السادسة من محادثات واشنطن وطهران بشأن برنامج إيران النووي.
ويأتي الإعلان العماني وسط أنباء عن تعثر المحادثات، ما يثير توترا بالشرق الأوسط بالتزامن مع تهديدات متبادلة وإخلاء جزئي لسفارات أمريكية في دول بالمنطقة.
ومرارا هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرب إيران إذا فشلت المحادثات المتعثرة بشأن برنامجها النووي.
وقال ترامب في مقابلة أُذيعت الأربعاء، إن ثقته تراجعت في أن إيران ستوافق على وقف تخصيب اليورانيوم ضمن اتفاق نووي مع الولايات المتحدة.
في المقابل، قال وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده الأربعاء إن بلاده ستهاجم قواعد عسكرية أمريكية بالمنطقة إذا تعرضت إيران لضربات.
وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.
وتسعى إيران إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، مقابل الحد من بعض أنشطتها النووية، بما لا يمس حقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
وتعد إسرائيل الدولة الوحيد في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية ولم تعلن عنها رسميا، فيما تواصل منذ عقود احتلال أراضٍ عربية بفلسطين وسوريا ولبنان.