
مشروع ميناء سان يانغ العميق إضافة استراتيجية لاستثمارات مجموعة ألبيرق التركية القابضة في إفريقيا
أُقيم حفل وضع حجر الأساس لميناء سان يانغ العميق، وذلك ضمن خطة الاستثمار التي تتضمن نقل الميناء الحالي، المحصور داخل المدينة، إلى منطقة سان يانغ، وفقًا لاتفاقية الامتياز الموقّعة مع ميناء بانجول في غامبيا، والذي يُعدّ جزءًا من محفظة استثمارات مجموعة ألبيرق القابضة التركية في قطاعات الموانئ والإنشاءات خارج تركيا.

وجرى الحفل الرسمي تحت رعاية رئيس جمهورية غامبيا أداما بارو وزوجته السيدة فاطوماتا باه بارو، بحضور نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة ألبيرق القابضة التركية نوري ألبيرق وعضو مجلس الإدارة محمد فاتح ألبيرق ممثلَين عن المجموعة.
وحضر وزير النقل والأشغال العامة والبنية التحتية الغامبي إبراهيمه سيلاه الحفل، إلى جانب سفير الجمهورية التركية لدى بانجول فخري توركر أوبا، وعدد من الوزراء وأعضاء مجلس إدارة هيئة الموانئ الغامبية، إضافة إلى جمع من الضيوف البارزين، بينما شهدت المراسم إقبالًا كبيرًا من سكان المنطقة. ومن المتوقع أن يسهم هذا الميناء في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل واسعة.

الجدير بالذكر أن مجموعة ألبيرق القابضة التركية قد فازت بالمناقصة الدولية التي شارك فيها كبار الشركات والجهات الفاعلة في هذا القطاع. ووقّعت "ألبيرق" في يوليو/تموز من العام الماضي اتفاقية امتياز مدتها 30 عامًا مع حكومة غامبيا، لتباشر تشغيل الميناء فعليًا في فبراير/شباط الماضي. وقد بدأت المجموعة تنفيذ التزاماتها حتى قبل استلام العمليات رسميًا، محققةً خلال فترة قصيرة تحسينات قياسية بلغت 70% في شحن الحاويات و37.5% في الشحن العام، لتسجل بذلك إنجازًا غير مسبوق في تاريخ الميناء من خلال إنهاء انتظار السفن في عرض البحر بالكامل.
وتواصل مجموعة ألبيرق القابضة التركية العمل وفق مبادئ التميز التشغيلي وتعزيز الكفاءة، بهدف خفض تكاليف السلع الأساسية من خلال تحسين عمليات تشغيل الميناء، بما يساهم في زيادة القدرة الشرائية للمواطنين ورفع جودة حياتهم. وفي هذا الإطار، أنجزت المجموعة في وقت قصير الاستثمارات اللازمة لتزويد ميناء بانجول بمعدات حديثة ضمن مشروع التحديث الجاري تنفيذه.

ومع انضمام ميناء سان يانغ العميق إلى محفظتها الاستثمارية، ترفع مجموعة ألبيرق القابضة التركية عدد الموانئ التي تديرها خارج تركيا إلى ثمانية، من بينها ميناء طرابزون، ومقديشو في الصومال، وكوناكري في غينيا، وباكو في أذربيجان، وبوانت-نوار في الكونغو، وباتا ومالابو في غينيا الاستوائية، إلى جانب ميناء بانجول في غامبيا. وتعتزم المجموعة ضخ استثمارات بقيمة 25 مليون دولار لتحديث الميناء الحالي، إضافةً إلى 580 مليون دولار لبناء ميناء سان يانغ الجديد، ليبلغ إجمالي استثماراتها في الموانئ داخل غامبيا نحو 605 ملايين دولار طوال فترة الامتياز الممتدة ثلاثين عامًا.
ويقع الميناء الحالي في وسط المدينة ويعاني من محدودية التوسع، ما أدى إلى ازدحام مروري خانق بسبب حركة الشاحنات والمقطورات الكثيفة، وهو ما فرض أعباءً اقتصادية واجتماعية كبيرة على المدينة. وقد قدمت مجموعة ألبيرق القابضة التركية حلاً عمليًا لهذه المشكلة بإنشاء ساحة جديدة للشاحنات داخل الميناء، إلا أنه وبالاتفاق مع حكومة غامبيا، تقرّر نقل الميناء بالكامل إلى شريط سان يانغ الساحلي وبناء ميناء عميق حديث يواكب خطط التوسع المستقبلية ويزيد القدرة الاستيعابية.

واكتملت الدراسات الفنية والطبوغرافية وأعمال المسح البحري الخاصة بميناء سان يانغ العميق، في حين تتواصل أعمال التصميم بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية، مع مراعاة متطلبات المجتمع المحلي. ويشرف مكتب هندسي دولي مستقل على مهام الاستشارة والمتابعة، بينما يتولى فريق المهندسين في مجموعة ألبيرق القابضة التركية، بخبرته الطويلة في قطاعي الموانئ والإنشاءات، الإشراف على الجوانب الفنية والتنفيذية. ومن المخطط إنجاز الميناء الجديد على مراحل، مع نقل عمليات محطة بانجول الحالية إلى سان يانغ تدريجيًا. ومن المنتظر أن يتحوّل الميناء إلى مركز إقليمي رائد للتجارة والخدمات اللوجستية، يخدم غامبيا والدول والمناطق المجاورة التي تفتقر إلى منفذ بحري.
وبعد استكمال نقل الميناء إلى سان يانغ، تخطط مجموعة ألبيرق القابضة التركية، بالتعاون مع حكومة غامبيا، لتنفيذ مشروع عقاري وسياحي متكامل في موقع ميناء بانجول الحالي الواقع في قلب المنطقة السياحية للمدينة، ليضم مرافق اجتماعية وثقافية، إضافة إلى مرسى وميناء مخصص لاستقبال السفن السياحية.